عند ذكر كبار الدوري الإنكليزي الممتاز، تحضر في الأذهان ستة فرق بشكل تلقائي، هي مانشستر يونايتد، ليفربول، مانشستر سيتي، تشيلسي، آرسنال وتوتنهام. تحوز هذه الأندية فيما بينها أغلب ألقاب الـ«بريمييرليغ» والكؤوس المحلية، إضافةً إلى كبرى ألقاب المسابقات في أوروبا، كما أنها تنال حصة الأسد من نصيب عائدات البث التلفزيوني، عقود الرعاية، اهتمامات الوسط الرياضي…وفي كل موسم، تتنافس هذه الأندية ظاهرياً على لقب الدوري منذ البداية وسط تنبُّؤ النُقّاد بمسار السباق، غير أن الواقع أظهر تبارُز فريقين أو ثلاثة في حالات استثنائية حتى الأمتار الأخيرة من الموسم، مع تنافس الأندية الثلاثة أو الأربعة الأخرى على مقاعد دوري أبطال أوروبا. وبناءً على ذلك، تحمل هذه الأندية عادةً لواء الكرة الإنكليزية في الأروقة الدولية الأولى، وتحوز اهتمامات الجماهير من مختلف أنحاء المعمورة.
أداة جذب
مع إطلاق مسابقة الدوري الإنكليزي الممتاز (بريمييرليغ) عام 1992 لتحل مكان الدوري الإنكليزي للمحترفين، وإصدار ترخيص خاص للبث التلفزيوني والرعاة، تغيرت الأمور رأساً على عقب. بدأ مصطلح «الستة الكبار» يحظى بأهمية أكبر ومرَّ بالعديد من المنعطفات قبل أخذه الشكل الحالي.
تعد الأندية الكبرى جزءاً من الدعاية التسويقية للبريمييرليغ، حيث أراد القيّمون على الدوري خلق مسابقة مميزة تتنافس فيها جميع الفرق، مع تفوق البعض في المقدمة. تجدر الإشارة إلى أن التصنيف المُستحدث لم يكن ثابتاً منذ نشأة البطولة بمسمّاها الجديد، إذ شهدت بعض المواسم تغييراً في التراتبية.
تعتبر الأندية الكبرى جزءاً من الدعاية التسويقية للبريمييرليغ


دخلت بعض الأندية القائمة السداسية ضمن فتراتٍ متفاوتة، مثل إيفرتون، نيوكاسل، بلاكبيرن، وليدز يونايتد على أعتاب الألفية الجديدة، إلّا أن الرسم شبه النهائي أخذ يتشكّل في العقد الأول منها، تحديداً مع إعادة إحياء تشيلسي عبر مالكه الجديد حينها رومان أبراموفيتش.
اشتد التنافس بين «البلوز»، فاحش الثراء، ومانشستر يونايتد خلال تلك الفترة، مع تأرجح ليفربول وآرسنال. إضافةً إلى ذلك، ساهمت إعادة توزيع عقود الرعاية والبث في تمكين احتكار كبار الدوري للمراكز الأولى، مع استمرار تفوُّق تشيلسي على نظرائه من الناحية المادية، إلى أن حطّ الإماراتيون رحالهم في مانشستر سيتي وفرضوا أنفسهم بين الكبار. سيطر «السيتيزينز» بعدها على أغلب الألقاب المحلية، إثر إبرام صفقات ضخمة فنياً وإدارياً رفعت من أسهم الفريق ضمن بورصة الكبار، توازياً مع صحوة توتنهام التي أدخلته القمة السداسية.
كان لافتاً تمكُّن بعض الفرق من خارج السرب اختراق الستة الكبار خلال السنوات القليلة الماضية أيضاً، أمثال ليستر سيتي، ساوثهامبتون، وست هام… وهو أمرٌ قد يتكرر هذا الموسم إثر احتلال نيوكاسل المركز الثالث (65 نقطة) حتى الجولة 34، مبتعداً عن السابع آستون فيلا بإحدى عشرة نقطة.
عودة نيوكاسل إلى الواجهة جاءت بعد استحواذ السعودية على النادي في الموسم الماضي. ومن الناحية النظرية، يمكن أن يكون نيوكاسل قادراً على فعل شيء مشابه لمانشستر سيتي، ومن قبله تشيلسي. حتى اللحظة، لم يلجأ الملّاك السعوديون إلى إبرام صفقات مبالغ بسعرها، بل اعتمدوا مبدأ التروّي عبر الاستقدامات المدروسة التي تخدم المنظومة، مع توسيع حجم الميزانية.
وتبعاً للسياق التاريخي مقارنةً بأحداث الموسم الحالي، قد يدخل نيوكاسل قائمة الستة الكبار على حساب نادي آخر إذا بنى على نجاحه اللافت، أو حتى قد يشهد البريمييرليغ للمرة الأولى عبارة «السبعة الكبار».



منافسة على مقاعد الأبطال
تلعب اليوم وغداً مباريات مؤجلة من الجولة الـ28 للدوري الإنكليزي الممتاز. والليلة عند الساعة 22:00 بتوقيت بيروت يلعب ليفربول مع توتنهام، ويواجه مانشستر سيتي نظيره وستهام يونايتد. أما غداً الخميس الساعة 22:00 أيضاً، يحل مانشستر يونايتد ضيفاً ثقيلاً على برايتون.
ويمنّي ليفربول النفس بتحقيق فوز والاقتراب أكثر من المراكز الأربعة الأولى ليحز مكاناً في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. ويحتل «الريدز» المركز الخامس مع 56 نقطة، وهو يحتاج إلى تعثر مانشستر صاحب المركز الرابع مع 63 نقطة. أما السيتي الذي بات اللقب في متناوله، فتبدو مهمته سهلة إذ يحتل منافسه المركز الخامس عشر مع 34 نقطة فقط.