عن عمر 22 عاماً كتب النجم النرويجي إيرلينغ هالاند اسمه بأحرف من ذهب في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم. اللاعب الذي بدأ مسيرته في بلده النرويج، وتحديداً مع نادي مولده الناشط في الدوري النرويجي الممتاز موسم 2017 ـ 2018، انتقل بعدها إلى النمسا، وتحديداً إلى نادي ريد بول سالزبورغ، المشهور بتطوير المواهب، ولعب معه موسم 2018 ـ 2019، فسجّل 29 هدفاً مع 7 تمريرات حاسمة في 27 مباراة. أرقام أثبتت أنه مهاجم فوق العادة، ولفت أنظار العديد من أندية الصف الأول في أوروبا، ولكنه اختار الانتقال إلى بروسيا دورتموند الألماني مقابل 20 مليون يورو وبقي هناك من عام 2020 حتى عام 2022، حيث لعب 89 مباراة، مسجّلاً 86 هدفاً وصانعاً لـ23 أخرى.من ألمانيا «قفر» إلى إنكلترا مقابل 60 مليون يورو، وتحديداً إلى مانشستر سيتي بطل الدوري الممتاز، والذي يشرف عليه أفضل مدرب في العالم، وهو الإسباني بيب غوارديولا. هالاند مع «المدرب العبقري» يبدو أنه سيصبح الأفضل في العالم. تفجّرت موهبة النرويجي بشكل هائل، وهو بات مهاجماً يخيف جميع أندية إنكلترا، وكل أوروبا.

أرقام المهاجم القوي في مختلف المواسم، تعطي إشارات إلى مدى تميّزه. وبحسب موقع «ترانسفر ماركت» المتخصص في الإحصاءات هو شارك في 26 مباراة في الدوري المحلي «بريميرليغ» منذ وصوله إلى مدينة الشمال الإنكليزي، وسجّل 28 هدفاً مع 5 تمريرات حاسمة. وهو حتى الآن أفضل مسجّل في الدوري. أما في دوري أبطال أوروبا، فقد شارك في 6 مباريات وسجّل 10 أهداف (أفضل مسجّل أيضاً)، بينها 5 أهداف كاملة في مباراة واحدة ضد لايبزك الألماني في الدور الـ16، ليعادل رقم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي حقّقه مع برشلونة الإسباني تحت قيادة غوارديولا نفسه، وذلك في مرمى باير ليفركوزن (بات أصغر لاعب يجتاز حاجز الـ30 هدفاً مع 33 هدفاً في 25 مباراة في دوري الأبطال). أما في مسابقة الكأس فلعب مباراتين هذا الموسم وسجّل 3 أهداف. وكان نصيبه هدفاً واحداً في مباراتين ضمن منافسات كأس كاراباو. وفي الإجمال سجّل هالاند حتى الآن هذا الموسم، 42 هدفاً في 37 مباراة.
أرقام مهولة للاعب لم يتجاوز الـ23 من العمر بعد، كما أنه رفع قيمته السوقية من 60 مليوناً إلى 170 مليون يورو، وهو الأمر الذي يجعله اليوم محط أنظار كبار الأندية.
الأرقام المميزة، يجب على هالاند أن يربطها بالألقاب. مانشستر سيتي ينافس آرسنال هذا الموسم على لقب الدوري الممتاز. يحتل السيتي المركز الثاني مبتعداً بـ8 نقاط عن «المدفعجية» مع مباراة مؤجلة، فيما ضرب موعداً في ربع نهائي دوري الأبطال ضد بايرن ميونيخ القوي منتصف الشهر المقبل. السيتي يعول على هالاند للفوز ببطولة واحدة على الأقل من هاتين البطولتين، وفي حال تحقق هذا الأمر، فإن النرويجي سينافس على الجوائز الفردية بشكل أكيد. وربما سيكون دوري الأبطال الأقرب إلى السيتي، كون الحافز لدى الفريق، أكبر لتحقيق اللقب الأوروبي الأغلى لأول مرمى في تاريخ الـ«سيتيزينز».
بات إيرلينغ هالاند أصغر لاعب يجتاز حاجز الـ30 هدفاً مع 33 هدفاً في 25 مباراة في دوري الأبطال


وبفعل هذا التألق تتجه الأنظار نحو هالاند، وذكرت العديد من التقارير أن باريس سان جيرمان الفرنسي مهتم باللاعب، إضافة إلى ريال مدريد الإسباني، وهما يسعيان لتقديم عروض كبيرة لضمه. ولكن هذه الأخبار قلّل من أهميتها غوارديولا حين أكّد سعادة هالاند في مانشستر، وقال في تصريحات صحافية: «الطريقة التي يحتفل بها بأهدافه وأهداف زملائه تظهر مدى سعادته هنا وكيف أننا ندعمه وندعم شخصيته». وأضاف: «هذا الرجل لا يسجل هدفاً أو هدفين والناس يبدأون (بالانتقادات)، ليس اللاعب الذي كان عليه! هو متواجد دائماً والأرقام تتحدث عن نفسها». وتابع: «أدركت كيف يمكن أن يشارك في أسلوبنا، وليس مجرد وضع الكرة في الشبكة. لأن التسجيل سيحدث طوال الوقت في حياته».
والأكيد أن هالاند لن يخرج من إنكلترا قبل أن يحقق عدداً من الألقاب. وهو سيتطور بشكل أكبر إذا اتّبع نصائح النجم الفرنسي تييري هنري في الفترة المقبلة. وقال هنري قبل ايام إن هالاند يذكّره بنفسه عندما كان لاعباً في آرسنال تحت قيادة المدرب الفرنسي الخبير آرسين فينغر، مطالباً إياه بالعمل مع زملائه بشكل أكبر، لكي يسجل أهدافاً أكثر ويشعر بالراحة مع الفريق. وبالفعل فإن هنري طوّر طريقة لعبه سابقاً مع آرسنال، حيث كان لاعباً جماعياً رغم تحقيقه أرقاماً فردية مميزة.
مهاجم مميز، سيكون له شأن كبير مستقبلاً إذا بقي على هذا المستوى، وطوّره مع غوارديولا، وبالتأكيد فإنه سيحمل الكرة الذهبية بعد وقت قصير.