تحسّن مانشستر يونايتد كثيراً مع المدرب الجديد إريك تن هاغ، بعد معاناته الأمرّين رفقة سلسلة مدربين في السنوات الأخيرة. تسعة انتصارات من آخر عشر مباريات وتعادل مرة واحدة، جعلت الفريق ينافس ضمن المقدمة مع السعي إلى العودة لمنصة التتويج بلقب الدوري لأول مرة منذ عام 2013.جماهير «الشياطين الحمر» راضية على أداء ونتائج فريقها، لكن الفرحة لن تكتمل إلا ببيع النادي. من المعروف خلاف مناصري مانشستر يونايتد الدائم مع عائلة «غلايزرز» المالكة للنادي، إثر السياسات غير المجدية التي اتبعتها هذه الأخيرة في السنوات الماضية.
وبعد سنوات من المطالبة بتغيير الملكية، أعلنت عائلة غلايزرز في نوفمبر/ تشرين الثاني استعدادها للاستماع إلى العروض المقدمة لشراء النادي، تحضيراً لإنهاء قرابة 17 عاماً من الحكم. أطراف مختلفة أبدت رغبتها بالاستحواذ على مانشستر يونايتد، آخرها شركة «lneos»، التي يقودها أحد أغنى رجال بريطانيا، الملياردير جيم راتكليف. وأكد المتحدث الرسمي باسم الشركة أن السير في صدد تجهيز عرض رسمي لشراء النادي، المُقدّر من قبل آل غلايزرز بـ5 مليارات جنيه إسترليني تبعاً لشبكة «تايمز سبورتس». من جهتها، أوضحت شبكة «talkSPORT»، أن الغلايزرز يطمحون إلى بيع مانشستر يونايتد في نهاية شهر مارس/ آذار.
الغلايزر يسعون إلى بيع مانشستر يونايتد في نهاية شهر مارس المقبل


الاستحواذ المحتمل ليس غريباً على راتكليف، الذي له صولات وجولات في عالم الاستثمارات الرياضية. استطاع الملياردير البريطاني شراء نادي كرة القدم السويسري إف سي لوزان عام 2018، ثم استحوذ على نادي نيس الفرنسي عام 2019.
يملك راتكليف أيضاً فريق رياضة سباق الدراجات سكاي، الذي فاز ببطولة فرنسا عام 2019، إضافةً إلى استحواذه على أسهم في فرق الزوارق الشراعية إنيوس تيم وفريق مرسيدس للفورمولا 1. تجدر الإشارة إلى أن راتكليف ليس وحيداً في سباق شراء مانشستر يونايتد، حيث ذكرت صحيفة «التايمز» وجود اهتمامات مختلفة من الولايات المتحدة وآسيا أيضاً.
بَيع النادي قد يشهد على بدء حقبة جديدة. عاصر آل غلايزرز السير أليكس فيرغسون في سنواته الأخيرة كمدرب للفريق، وتمكن السير بحنكته «وحدها» من التتويج بلقب الدوري العشرين والأخير في خزائن مانشستر يونايتد، لا بدعم المُلّاك. من المرتقب رؤية كيفية إدارة أي مالك جديد لشؤون النادي، ومدى نجاح السياسات المعتمدة في إعادة الشياطين الحمر إلى منصات الألقاب.

موجة مبيعات
يُعد مانشستر يونايتد أحدث المدرجين في قائمة انتقال الملكية، لكنه ليس الأول ولن يكون الأخير. شهدت الأشهر الماضية انتقال ملكية نيوكاسل يونايتد إلى صندوق الاستثمارات السيادي السعودي، ثم استحوذت مجموعة استثمارية يقودها الأميركي تود بولي على نادي تشيلسي، الذي كان ينافس على شرائه السير جيم راتكليف نفسه.
وذكر تقرير لبلومبرغ إنه بالإضافة إلى مانشستر يونايتد، باتت أندية توتنهام هوتسبير وليفربول تحت أعين المستثمرين، على رأسهم شركة قطر للاستثمارات الرياضية.
تتوازى موجة انتقال الملكيات مع الأزمة الكبيرة التي شهدها قطاع كرة القدم على خلفية جائحة كورونا، وما خلّفته من خسائر مادية فادحة، كما فشل مشروع دوري السوبر الأوروبي، الذي رجت منه الأندية تحقيق عائدات طائلة تجابه من خلالها الخسائر. وبحسب المحلل المالي أنغوس بوكانان، كانت عملية بيع تشيلسي «محفزاً إلى حد ما» لرغبة أمثال ليفربول ومانشستر يونايتد بالبيع.