عاد ليفربول إلى أدائه الباهت ونتائجه السلبية بعد استئناف روزنامة كرة القدم على صعيد الأندية قبل أسابيع قليلة عقب كأس العالم. خسارة محلية على أرض برينتفورد في الدوري بثلاثية لهدف، تبعها تعادل أمام «الوولفز» أسالا أقلام الصحافة مجدداً. كان فريق «الريدز» منافساً شرساً على كل البطولات في الموسم الماضي، لكنه اكتفى بلقبَي الكأسين المحليين بعدما أنهى استحقاق الدوري وصيفاً برصيد 92 نقطة خلف مانشستر سيتي المتوّج بفارق نقطة واحدة، إضافةً إلى خسارته نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد بهدفٍ نظيف.في الموسم الحالي، يحتل ليفربول المركز السادس في الدوري، بثمانية انتصارات، وأربعة تعادلات وخمس خسارات، أي ما يفوق ضعف هزائمه مقارنةً بالموسم الماضي ككل (هزيمتين فقط).
العديد من الأسباب ساهمت في تعثر الفريق الشمالي أخيراً، منها ما يتعلق بالأمور الفنية، وأخرى تطال الشق الإداري.
كان لانتقال الجناح السنغالي ساديو مانيه إلى بايرن ميونخ الألماني خلال الصيف أثر كبير على ضعف المنظومة. ورغم تعويضه بالمهاجم الأوروغواياني داروين نونيز، ومن بعده الهولندي كودي غاكبو، استمر تخبط الخط الأمامي مقارنةً بالمواسم السابقة تحت إدارة كلوب. انتقال مانيه وضع كامل الضغط على محمد صلاح، الذي يقدم مستوى أدنى من الموسم السابق، عندما توّج بالحذاء الذهبي بتسجيله 23 هدفاً مناصفةً مع الكوري الجنوبي هيونغ سون مين. 
قلّ مردود صلاح بشكلٍ واضح مع انتقال ماني وإشراك نونيز. ونظراً إلى عدم إجادة الأوروغواياني أدوار المهاجم البرازيلي روبيرتو فيرمينيو في التحرك خارج منطقة الجزاء وإفساح المجال لدخول الأجنحة إلى العمق، أصبح المصري مطالباً بشغل دور الجناح الكلاسيكي بهدف صناعة الفرص عوضاً عن التسجيل. 
يعاني «الريدز» الأمرّين على الصعيد الدفاعي أيضاً، حيث تلقّت شباك الفريق 22 هدفاً حتى الجولة السابعة عشرة، مقارنةً بـ 26 هدفاً طوال الموسم الماضي. كان لافتاً تراجع مستوى الظهير الأيمن ترنت ألكسندر - أرنولد، وخاصةً في الشق الدفاعي، ما كلّف الفريق العديد من النقاط. 
تلقّت شباك ليفربول 22 هدفاً حتى الجولة السابعة عشرة من الدوري مقارنةً بـ 26 هدفاً طوال الموسم الماضي


الوسط يبدو تائهاً أيضاً. تأثر الفريق بتراجع مستوى فابينيو وعدم استقرار مردود تياغو ألكانتارا، من دون إغفال تقدم جوردان هندرسون وجايمس ميلنر بالعمر، ما أفقد عمق الريدز ميزتَي الضغط العالي والقوة البدنية. وكان للإصابات المختلفة دور بارز في تخبط ليفربول، نظراً إلى عدم وجود البدلاء المناسبين على دكة البدلاء. أمرٌ يتحمل مسؤوليته كلوب بالدرجة الأولى، الذي لم يدعم الفريق جيداً بعد تتويجه بلقبَي الدوري الإنكليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا.
إدارياً، ساهم تغير التسلسل الهرمي في زيادة التخبط. تنحّى المدير الرياضي السابق مايكل إدواردز عن منصبه، على خلفية أسبابٍ عديدة؛ منها ما يتعلق بمنح مساعد يورغن كلوب، بيب ليندرز، مهام كبيرة في النادي. أصبح ليندرز يدير سوق الانتقالات، كما أنه بات يقود معظم جلسات التدريب والتكتيك بشكل أسبوعي، وهو ما لم يرضَ به إدواردز الذي ترك منصبه لجوليان وارد. هنا، سقطت إدارة ليفربول.
والجدير ذكره ان نجاح النادي سابقاً اعتمد على العلاقة الوطيدة بين المدرب يورغن كلوب، ورئيس مجموعة «فينواي» المالكة للنادي مايك جوردون، والمدير الرياضي السابق مايكل إدواردز. تناغمٌ ساعد الفريق في حصد كل الألقاب تقريباً منذ استقدام كلوب عام 2015. 
ومع تنحي إدواردز عن كرسيّه، واقتراب جوليان وارد من ترك منصبه أيضاً، إضافةً إلى رغبة ملّاك ليفربول في بيع النادي تبعاً للوسط الرياضي الإنكليزي، يسير الريدز في طريقٍ ضبابي لن تتّضح معالمه إلا بالاستقرار، إدارياً وفنياً.