تغيّرت الأمور داخل أسوار ملعب ستامفورد بريدج في العاصمة البريطانية لندن بين ليلةٍ وضحاها. رحل المالك السابق رومان أبراموفيتش عن أسوار تشيلسي بعد فوز التحالف الذي قاده بولي لشراء النادي، في صفقةٍ وصلت إلى 4 مليارات يورو. ومع انتقال الملكية إلى القبضة الأميركية، بدأت التغيرات تحصل تباعاً.استلم بولي إدارة النادي من «المرأة الحديدية» مارينا غرانوفسكايا، وقام بالتخلي عن خدمات رئيس مجلس الإدارة بروس باك ثم المستشار الفني بيتر تشيك، بالتراضي. أسابيع قليلة مضت على إعادة الهيكلة الإدارية، حتى جاء الدور على رأس الهرم الفني. قام الملّاك الجدد بإقالة مدرب الفريق الأول، الألماني توماس توخيل بعد مضي 6 جولات من عمر الدوري المحلي، إضافةً إلى مباراة واحدة في دوري أبطال أوروبا، وعيّنوا مكانه الإنكليزي غراهام بوتر. تغييرٌ أبى أن يربطه بولي بالخسارة الأوروبية في المباراة الأولى أمام دينامو زغرب بنتيجة (1 ـ 0)، مؤكداً إجراءه بسبب «الرؤية الصحيحة للنادي على المدى البعيد».
هكذا، حلّ غراهام على رأس العارضة الفنية لتشيلسي وقاد الفريق لتعادلٍ في ثاني مباريات دوري أبطال أوروبا أمام سالزبورغ بهدف لمثله. عاد لاعبو تشيلسي بعدها إلى مركز التدريب في «كوبهام» حيث واصلوا تكيّفهم مع متطلبات المدرب الجديد. التأقلم التكتيكي يتطلّب وقتاً، ومع ذلك، ظهرت مؤشرات إيجابية ضد سالزبورغ من حيث تمتع اللاعبين بحرية هجومية أكبر.
كان من المقرر أن يفتتح بوتر سجله في الدوري مع تشيلسي أمام ليفربول خلال جولة الأسبوع الماضي، غير أن المباراة تأجلت بسبب عدم توفر عناصر أمن كافية نتيجة انشغالهم في جنازة الملكة إليزابيث الثانية في لندن. ومع الاستراحة الدولية التي تلت الجولة السابعة، لن يتولى بوتر مسؤولية أول مباراة له في الدوري كمدرب لتشيلسي حتى 1 تشرين الأول/ أكتوبر، في شهرٍ سيلعب خلاله الفريق اللندني 9 مباريات كاملة.

استثمار كبير
أدى تغيير المدرب إلى تحسين الحالة المزاجية في كوبهام (مركز التدريبات). كانت هناك استجابة جيدة وبُذلت جهود للتحدث مع كل لاعب في الفريق الأول على أساس فردي. ظهر العديد من لاعبي الأكاديميّة خلال التدريبات أيضاً، كما شاركوا في مباراةٍ ودية أمام برايتون (فريق بوتر السابق).
يُنظر لبوتر على أنه الشخص الأمثل لقيادة تشيلسي خلال المواسم المقبلة، تبعاً لشخصيته المرنة في التواصل وقدراته الجيدة كمدرب. تهدف الإدارة الجديدة إلى بناء فريق متكامل قائم على التواصل بين مختلف الأشخاص والفئات العمرية، على أن تكون الأكاديمية جزءاً لا يتجزأ من مستقبل الفريق الأول. هنا، يأتي دور المدير الرياضي المرتقب. وبحسب خبير الانتقالات فابريزيو رومانو، توصل كريستوف فروند إلى اتفاق مع تشيلسي يوم الأحد من أجل توقيع عقد لقيادة المشروع الجديد. جاء الاختيار بعد موافقة المدرب غراهام بوتر، الذي أكّد امتلاك فرويند ملف شخصي مثالي للعمل معاً في المشروع الحالي والمستقبلي.
يسعى تشيلسي إلى إنشاء شبكة من الأندية الشريكة في جميع أنحاء العالم


تعيين فرويند يعكس إعجاب بولي وشركائه بنموذج ريد بول الرياضي. تمتلك شركة الطاقة فريقي سالزبورغ النمسوي ولايبزك الألماني، وهناك علاقة وثيقة بين الفريقين من ناحية انتقال وتنمية المواهب. في هذا الصدد، كشفت تقارير إنكليزية عن رغبة بولي في شراء نادٍ آخر، والسير على نهج مانشستر سيتي وريد بول. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الهدف وراء ذلك هو إنشاء شبكة من الأندية الشريكة في جميع أنحاء العالم، بهدف مواصلة تطوير المواهب الشابة ضمن دوريات مختلفة حتى يصبحوا جاهزين للعب مع فريق تشيلسي الأول مستقبلاً. يرغب مجلس إدارة تشيلسي الجديد أيضاً في التعاقد مع المستشار الفني لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، لويس كامبوس.
هو موسم إعادة الهيكلة والتأقلم تحضيراً للمنافسة في السنوات المقبلة. من شأن الأموال الضخمة التي صُرِفت خلال الصيف أن تتقلص تدريجاً عند اتباع سياسة تعدد الأندية وتطوير الأكاديمية. المشروع شامل وواعد، لكن النجاح يحتاج إلى الوقت قبل أي شيء آخر.