كان السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في السابق «ملك» غرفة ملابس باريس سان جيرمان بلا منازع. الآن، يتصارع كل من الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي نيمار على الزعامة، وهو الأمر الذي بات يُنذر بإمكانية تخلي النادي عن أحدهما.شغل مبابي الوسط الرياضي خلال الصيف، إثر الشائعات التي ربطته بمغادرة باريس لصالح ريال مدريد. وبعد أسابيع من التشاور، بقي مبابي في النادي الباريسي مقابل حصوله على أعلى أجر في العالم إضافةً لصلاحيات تفوق مدرب الفريق نفسه. هنا، كانت بداية الأزمة. بعيداً عن تداعيات تضخم الأجر على المدى البعيد بما يتعارض مع قوانين اللعب المالي النظيف، ساهمت امتيازات مبابي الجديدة في خلق أجواء سلبية داخل غرفة الملابس. أصبح مبابي حجر أساس مشروع باريس سان جيرمان، وهو ما لم يرضِ النجم البرازيلي بحسب صحيفة «ليكيب» الفرنسية.
على أرض الملعب، تم تداول مقطع مصور لمبابي ونيمار في التدريبات قبل أيام حيث ظهر عدم تناغم بين الثنائي، لتتصاعد أزمة اللاعبين بعد الفوز الكبير أمام مونبلييه مساء السبت بنتيجة (5-2)، حيث أهدر مبابي ركلة جزاء. طلب مبابي من نيمار إعطاءه الكرة لتسديد الضربة الثانية باعتباره المنفذ الأساسي لركلات الجزاء في الفريق، غير أن نيمار قرر التسجيل بنفسه، ورصدت عدسات الكاميرا لقطة توقف الفرنسي عن الجري عندما فضّل فيتينيا عدم تمرير الكرة له. وبحسب «ليكيب»، وصل التوتر بين الثنائي لأعلى مستوياته عندما انتقد أحد مشجعي الفريق عبر «إنستغرام» سياسة باريس سان جيرمان بجعل مبابي أهم لاعب في الفريق على حساب نيمار، وأبدى النجم البرازيلي إعجابه بهذا المنشور ليثير الجدل داخل إدارة النادي الفرنسي.
يُقال إن مزاج مبابي كان سيئاً بشكل واضح في ملعب التدريب الأسبوع الماضي، وهو ما لاحظه زملاؤه لكنهم لم يكونوا على دراية بالأسباب (تم الإبلاغ بعد المباراة مساء السبت أن المهاجم يعاني من مشكلات شخصية).

قلق واضح
أصبح نيمار ومبابي صديقين سريعاً عندما انضما إلى باريس سان جيرمان عام 2017، لكن علاقتهما انهارت خلال الأشهر الستة الماضية. عندما كان مستقبل الفرنسي موضع شك في الموسم الماضي، ابتعد عن المجموعة الكبيرة الناطقة بالإسبانية في الفريق، بما في ذلك نيمار وميسي، واتجه نحو المجموعة «الفرنكوفونية» ليتقرب من الظهير الأيمن أشرف حكيمي بحسب صحيفة «The Guardian».
جدد مبابي عقده وتأمّل بأن تراجع مستوى نيمار سوف يؤدي إلى رحيله، لكن ذلك لم يحدث. كان نيمار الشخصية المحورية في باريس سان جيرمان خلال معظم سنواته الخمس في فرنسا، غير أن مستواه انجرف خلال الأشهر الـ18 الماضية. ومع تألقه هذا الموسم، تجددت مكانته داخل الفريق.
يبدو أن مبابي أصبح يستشعر خطر نيمار، وبحسب الشائع في الوسط الرياضي، يسعى مستشاروه للتخلص من البرازيلي منذ أشهر. من المرتقب رؤية كيف ستحل إدارة الفريق المشكلة، بالنظر لتضارب صلاحيات مبابي الجديدة مع مكانته الحقيقية في الفريق.