في بعض الأحيان، يفشل اللاعبون بالارتقاء إلى مستوى تطلعات إدارات أنديتهم الجديدة خلال أول موسم لهم مع فريق جديد وفي بلد جديد. لا ضمانات في سوق الانتقالات، إذ إن لغة الواقع غالباً ما تطغى على الشقّ النظري أو التوقعات. العديد من العوامل تحول دون نجاح صفقة ما، رغم ثقل الاسم وحجم موهبته، منها اختلاف أسلوب اللعب في النادي والدوري الجديد، أو عدم التكيّف مع حجم الضغوطات، اللغة، الإصابات... هكذا يتحوّل اللاعب من منقذ إلى «عبء» ويجد نفسه مع توالي المباريات على مقاعد البدلاء. يُعد ليونيل ميسي واحداً من أبرز اللاعبين المنتظر عودتهم إلى مستواهم الطبيعي خلال الموسم المقبل. وجد الأرجنتيني نفسه خلال الصيف الماضي خارج حسابات نادي برشلونة الإسباني بفعل عقوبات مالية فُرضت على النادي حالت دون تجديد عقده. هكذا، انتقل ميسي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي وسط توقعات كبيرة، لكن الواقع كان مغايراً تماماً. انتهى الموسم ولم يقدم الأرجنتيني الإضافة المرجوة في «عاصمة الأنوار»، بل إنه كان في أغلب الأوقات عبئاً على الفريق.
فشل لوكاكو وهازارد في الارتقاء إلى المستوى المطلوب الموسم الماضي (أ ف ب)

عانى ميسي الأمرّين في باريس. لم يتكيّف بسرعة وأبعده فيروس كورونا لفترةٍ عن الملاعب. وجد أسطورة برشلونة السابق نفسه نجماً وسط النجوم، بعد أن كان محور النادي الكتالوني. الإدارة السيئة لمدرب باريس ماوريتسيو بوكيتينو أثرت سلباً على أداء ميسي، حيث اتّضح جلياً عدم قدرة المدرب الأرجنتيني على احتواء الكم الهائل من الأسماء الكبيرة في «بي أس جي». هكذا، أنهى ميسي موسمه الأول في باريس بـ11 هدفاً و15 تمريرة حاسمة خلال 34 مباراة في مختلف المسابقات، وهي أرقام لا تعكس مستوى اللاعب الأرجنتيني المعتاد.
في هذا الصدد، دافع رئيس نادي باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، عن ميسي مشيراً إلى مدى «صعوبة التأقلم مع الدولة والمدينة والدوري والفريق والثقافة المختلفة، وكذلك عائلته بعد أكثر من 20 عاماً في برشلونة»، كما أنه وعد بمشاهدة «الوجه الحقيقي للنجم الأرجنتيني في الموسم المقبل».

قلق في مدريد
في إسبانيا، تترقب الجماهير موسم البلجيكي إيدين هازارد رفقة ريال مدريد. فشل هذا الأخير في استقدام كيليان مبابي خلال الأسابيع الماضية، لكن ذلك قد يصب في مصلحة «الميرينغي». لطالما كان هازارد أحد أفضل المواهب الكروية عالمياً، نظراً إلى مردوده رفقة فريق لِيل الفرنسي مروراً بتشيلسي الإنكليزي حيث فرض نفسه بين نجوم أوروبا. وفي ظل أدائه الاستثنائي مع «البلوز» قام ريال مدريد بالتوقيع مع هازارد قبل ثلاثة مواسم مقابل 100 مليون يورو، لكنه لم يرتقِ إلى التطلعات نظراً للعديد من العوامل.
اتّصفت صفقة هازارد حينها بسوء التوقيت، حيث جاء البلجيكي إلى مدريد وهو على أبواب الثلاثين من العمر ليملأ الفراغ الكبير المترتب عن رحيل أسطورة الفريق كريستيانو رونالدو. لم يتكيف إيدين بسرعة ووقع فريسة الضغوطات الإعلامية. بعيداً عن سوء التوقيت والانتقادات اللاذعة، عانى هازارد من إصاباتٍ متكررة أبعدته عن أغلب استحقاقات الفترة الماضية، فهو لعب 66 مباراة فقط في كل المسابقات، سجّل خلالها 6 أهداف ومنح 10 تمريرات حاسمة.
انتهت معاناة إيدين هازارد مع الإصابة وسيعود ليشارك في مباريات ريال مدريد


كان هازارد قد أصيب بكسرٍ في الكاحل خلال مشاركته مع المنتخب البلجيكي عام 2017، واحتاج إلى تركيب شريحة صغيرة لمساعدته على التعافي. رغم ذلك، تكررت معاناته من مشكلات عضلية حول موضع الإصابة، خاصةً بعد تدخل قوي من توماس مونيير خلال مباراة ريال مدريد أمام باريس سان جيرمان في تشرين الثاني/ نوفومبر 2019.
وبعد العودة من تلك الإصابة، تعرض هازارد لكسرٍ أكثر خطورة على مستوى القدم في شباط/ فبراير 2020، واحتاج إلى تركيب شريحة أكبر في عمليةٍ أجريت خلال الشهر التالي. أشارت العديد من التقارير حينها إلى أن هازارد لا يشعر بارتياح بسبب الشريحة الثانية ويرغب في إزالتها، ما جعله يخضع إلى عملية جراحية في الكاحل الأيمن خلال الموسم الماضي. وبحسب التقرير الطبي، انتهت معاناة اللاعب مع الإصابة وتمهد أمامه الطريق نحو تقديم مستوياته المعهودة. أمرٌ أكده هازارد في احتفالات التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا عندما وعد الجماهير بأنه سيبذل قصارى جهده من أجلهم الموسم المقبل.
ومن جهته يطمح مواطن هازارد أيضاً، المهاجم روميلو لوكاكو، إلى استعادة مستواه خلال موسم 2022/2023. فبعد أن ساهم بشكلٍ أساسي في تتويج إنتر ميلانو بلقب الدوري للموسم ما قبل الماضي، انتقل لوكاكو إلى تشيلسي لكنه لم يتكيف على الإطلاق رفقة الفريق اللندني. سرعان ما أبدى المهاجم رغبته في العودة «للنيراتزوري» إثر اختلافه مع المدرب توماس توخيل، وهو ما تحقق يوم أمس عندما عاد إبن الـ29 عاماً إلى ميلانو. اتفق الفريقان على إعارة اللاعب لموسمٍ واحد مقابل 8 مليون يورو دفعها إنتر، بعد أن وافق اللاعب على خفض راتبه، وهي فترة يطمح خلالها لوكاكو للعودة إلى دك شباك الخصوم أملاً بإقناع الإنتر في شرائه، بعد أن اقتصرت أرقامه في الموسم الماضي على 15 هدفاً وصناعة هدفين خلال 44 مباراة في مختلف المسابقات.
موسم جديد وتحديات جديدة للاعبين يريدون تقديم أفضل مستوى ممكن، مع اقتراب موعد اعتزالهم للساحرة المستديرة خاصة «البرغوث» الأرجنتيني ليونيل ميسي.