بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا في النسخة ما قبل الماضية، سقط تشيلسي لأسبابٍ مختلفة. لم تدعم الإدارة مدربها الجديد توماس توخيل بالشكل المطلوب خلال الموسم الماضي، بل اكتفت باستقدام متوسط الميدان الإسباني ساؤول نيغيز على شكل إعارة، إضافةً إلى التوقيع مع المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو. أسابيع قليلة من انطلاقة الموسم أثبتت مدى فشل «الميركاتو» الصيفي. رغم الاستقرار النسبي في المباريات الأولى، بدأ مسلسل السقوط الكبير مع تعرض اللاعبين لإصابات متفاوتة، وغياب آخرين بداعي الاصابة بفيروس كورونا. هكذا، أضاع الفريق العديد من النقاط المهمة على خلفية الأداء غير الثابت. بعدها، أُجبر مالك النادي، الروسي رومان أبراموفيتش على بيع تشيلسي، بسبب احتجاج الحكومة البريطانية على علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحسب زعمها، وهو ما زاد الأمور تعقيداً داخل النادي. عاصفة كبيرة من الشك وعدم اليقين ضربت الجهاز الإداري والفني، غير أن المدرب توماس توخيل تمكن من الحفاظ على استقرار نسبي في غرفة الملابس وأدار الفترة الصعبة بأفضل طريقة ممكنة، ما أدى إلى إنهاء الموسم في المركز الثالث في الدوري، مع احتلال وصافة الكأسين المحليتين وخروج صعب أمام بطل دوري الأبطال ريال مدريد من الدور ربع النهائي. أولى مراحل التعافي تمثلت بانتقال الملكية إلى مجموعة استثمارية يقودها الأميركي تود بولي. كان ذلك مع نهاية الموسم المنصرم لتبدأ مرحلة التعافي التام في الأيام القليلة الماضية. بدأ بولي عملية النهوض من رأس الهرم وصولاً إلى كلّ أطراف النادي وهو ما يبشر بمستقبلٍ مشرق.
تنحّى بروس باك، الذي شغل منصب رئيس نادي تشيلسي منذ عام 2003 عن منصبه بعد تغيير ملكية النادي. بعدها، أعلن تشيلسي عن العديد من التغييرات الإدارية على رأسها رحيل مديرة التعاقدات مارينا غرانوفسكايا (المرأة الحديدية)، بعد 19 عاماً داخل قلعة ستامفورد بريدج ليصبح بذلك تود بولي «مديراً رياضياً مؤقتاً حتى تعيين شخص جديد»، تبعاً لبيان النادي.
وضعت الإدارة الجديدة 200 مليون يورو من أجل إبرام تعاقدات هذا الصيف


يُحسب لبولي إعادة الهيكلة الإدارية بما يتناسب مع التطلعات المستقبلية، كما يُحسب له إعادة العديد من عقود الرعاية بعد انسحاب المستثمرين فور إعلان بيع رومان أبراموفيتش للنادي، إضافةً إلى حفاظه على أسعار التذاكر الموسمية. التركيز سينصب الآن على المرحلة الأخيرة من عملية النهوض، وهي الصفقات. أصبح المدرب توماس توخيل المسؤول الأول عن الأسماء التي يريد انتدابها للفريق، وهي ميزة افتقدها أغلب مدربي تشيلسي خلال حقبة أبراموفيتش. سيشكل توخيل جنباً إلى جنب مع بولي الثنائي الأول والأخير في عملية اختيار اللاعبين والتفاوض معهم، للتوقيع مع من يخدم المنظومة، وسط ميزانية قُدّرت بـ200 مليون يورو بخلاف العائدات المترتبة عن عمليات البيع. يدعم بولي مدرب الفريق دعماً كاملاً، وقد ظهر ذلك من خلال موافقته على إعارة المهاجم روميلو لوكاكو إلى إنتر ميلانو بطلبٍ من توخيل، رغم مرور عام فقط على قدومه إلى لندن. الأسابيع المقبلة ستكون حافلة بالنسبة إلى تشيلسي، وسط ترجيحات برحيل واستقدام العديد من اللاعبين.

سوقٌ واعد
بعد الرحيل الوشيك للمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، سيبدأ تشيلسي بإبرام الصفقات. في خط المقدمة، تنحصر الاختيارات في رحيم ستيرلينغ، عثمان ديمبيلي، ريتشارليسون وكريستوفر نكونكو، بحسب الشائع في الوسط الرياضي. استقدام أكثر من لاعب هجومي قد يترتب عليه التخلي عن بعض الأسماء، مثل حكيم زياش، تيمو فيرنير وكريستيان بوليزيتش. بالنسبة إلى خط الوسط، يُعد الدولي الإنكليزي ديكلان رايس هدفاً طويل الأمد لتوخيل، لكنّ قيمته السوقية المرتفعة قد تحول دون إبرام الصفقة ما قد يمهد الطريق للعائد من الإعارة كونور غالاغير كي يثبت نفسه. تبقى المعضلة الرئيسية في خط الدفاع، حيث وجد تشيلسي نفسه مطالباً بتعويض رحيل أنطونيو روديغير وأندرياس كريستنسن، كما أنه قاب قوسين أو أدنى من خسارة خدمات القائد سيزار أزبلكويتا وماركوس ألونسو. هناك مفاوضات متقدّمة لاستقدام مدافع إشبيلية جولز كوندي والظهير الأيمن لنادي لانس الفرنسي جوناثان كلاوس، كما سيتم إعطاء المعار كولويل فرصة كاملة لإثبات نفسه. مرحلة انتقالية سيكون العمل فيها صعباً على الإدارة الجديدة، بانتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة.