في كثيرٍ من الأحيان، يفشل لاعب ما في إظهار قدراته برفقة فريقه «الأصلي»، ليتألّق بعدها عبر نظام الإعارة مع فريقٍ آخر. بعيداً عن الحافز الذي يتولّد داخل اللاعب بعد إعارته لكي يثبت قيمته لناديه «الأم»، يلعب العديد من العوامل دوراً مهمّاً في «تفجير» مواهب المعارين، منها اختلاف حجم الأندية بين المعار والمعار إليه إضافةً إلى مواظبة اللاعب على اللعب باستمرار. من أولئك اللاعبين، برز كل من لينغارد وأوديغار اللذان نثرا سحرهما برفقة أندية لندن. بفوزه الأخير على ليستر سيتي، عزّز ويستهام مكانه في المركز الرابع ليقترب أكثر من حلمه الأوروبي الكبير (التأهّل إلى دوري أبطال أوروبا). مباراةٌ أخرى شهدت أداء مميزاً من لاعبه المعار لينغارد الذي سجل الهدفين الأولين. ومنذ انتقاله من مانشستر يونايتد إلى وست هام على سبيل الإعارة، أصبح لينغارد اللاعب الأكثر فاعلية في الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث استعاد «تنشيط» حياته المهنية من جديد ليُظهر معدنه الحقيقي.
لعب لينغارد مع ويستهام 9 مباريات، سجل خلالها 8 أهداف وصنع 4 أخرى ما يعكس تطوراً لافتاً، مقارنةً بمعدل أرقامه برفقة مانشستر يونايتد. كان لينغارد لاعباً احتياطياً مع مدرب مانشستر، النرويجي أولي غونار سولشاير، غير أن الأمور اختلفت مع ديفيد مويس. مدرب ويستهام أعطى الثقة لوافده الجديد الذي كان على قدر التطلّعات.
وفي ظلّ زحمة تشكيلة مانشستر يونايتد في مركز الوسط الهجومي، يُعتقد في الأوساط الرياضية الإنكليزية أن نادي الشياطين الحمر يهدف لإجراء صفقة تبادلية مع ويستهام، على أن ينتقل لينغارد كجزء من صفقة مجيء اللاعب ديكلان رايس إلى الأولد ترافورد، حيث يُشاع بأنّ سولشاير جعل نائب قائد ويستهام هدفاً أساسياً في فترة الانتقالات الصيفية.
لعب لينغارد مع ويستهام 9 مباريات سجل خلالها 8 أهداف وصنع 4 أخرى


شقّ لينغارد طريقه إلى تشكيلة منتخب إنكلترا مرة أخرى كما ارتفعت قيمته السوقية إلى 30 مليون جنيه إسترليني، وهو ما سيستغلّه نادي مانشستر يونايتد في صفقة رايس. مع عزم وست هام على تأمين خدمات لينغارد بشكلٍ دائم، من الممكن أن تتم الصفقة في حال دفع الشياطين الحمر مبلغاً يفوق الـ60 مليون يورو.
يقدّر وست هام رايس بأكثر من 100 مليون جنيه إسترليني وهو ما قد يصعّب الصفقة، كما يحوز موهبة نادي «المطارق» على اهتمام نادي تشيلسي أيضاً.
لينغارد ليس المعار الوحيد الذي يتألق في لندن، حيث يبرز لاعب آرسنال مارتن أوديغارد الذي جاء من ريال مدريد على سبيل الإعارة للفترة المتبقية من الموسم.
انضم أوديغارد إلى آرسنال على سبيل الإعارة في المراحل الأخيرة من فترة الانتقالات الشتوية لتعزيز حظوظه في كسب المزيد من دقائق اللعب المنتظمة وتحسين الأداء الهجومي لآرسنال من خط الوسط.
على الرغم من استغراقه بضعة أسابيع للاستقرار في لندن، بدأ المعار السابق لريال سوسيداد في التألّق برفقة «الغانرز»، ورسّخ نفسه بشكلٍ منتظم في خطط المدرّب ميكيل أرتيتا. حتى الآن، خاض أوديغارد 9 مباريات في الدوري الإنكليزي الممتاز، سجل خلالها هدفين. على الرغم من أنّ حصيلة أهدافه ليست بالكثيرة، إلا أن أداءه كان لافتاً للغاية.
هو موسم الصعوبات. جميع الأندية تحاول احتواء خسائرها وتخفيض النفقات إلى أقصى حد. وفي ظل نجاح تجربة لينغارد وأوديغار، قد تتجه بقية الأندية الإنكليزية لانتهاج أسلوب آرسنال وويستهام باستعارة المواهب «المدفونة».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا