ظروف صعبة يعيشها نادي مارسيليا الفرنسي نتيجة التخبط الإداري والنتائج السيئة في الدوري المحلي. النادي الفرنسي الوحيد الذي فاز بدوري أبطال أوروبا يبدو أنه لم يجد بعد طريق العودة الى مكانه الطبيعي تاريخياً، ويبدو أن فترة التخبط ستطول
أربعة عشرة مباراة لعبها نادي مارسيليا الفرنسي منذ بداية العام الجديد 2021. مباريات جميعها في البطولات الفرنسية المحلية، وهي الدوري والكأس. اللقاءات أظهرت نتائجها الوضع الكارثي الذي يعيشه واحد من أبرز الأندية الفرنسية تاريخياً، وحامل لقب دوري أبطال أوروبا عام 1993 على حساب نادي ميلان الإيطالي. مارسيليا خلال 14 مباراة فاز في مباراتين فقط، فيما خسر في 7 مباريات وتعادل في خمس. نتائج كارثية، تعكس مدى التخبط الإداري والمشاكل الفنية.
يحتل نادي الجنوب المركز الثامن في سلم ترتيب الدوري برصيد 39 نقطة، بفارق 23 نقطة عن المتصدر نادي ليل الشمالي. الأخير حقق فوزاً كبيراً على مارسيليا يوم الاربعاء الفائت بهدفين من دون رد، ليعمق من جراحه. مدرب الفريق السابق، البرتغالي فياش بواش، ترك النادي قبل أيام بسبب خلافات مع الإدارة. المدرب البرتغالي المعروف بالهدوء، تحدث خلال مؤتمر صحافي عن أنه غير راض على سياسة الإدارة، كما سياسة التعاقدات خلال الميركاتو الشتوي الاخير. كلام المدرب السابق حرك الجماهير التي ندّدت بسلوك الإدارة، وأجبرت المالك الاميركي للفريق فرانك ماكورت على القيام بتغييرات كبيرة داخل النادي. المدير الرياضي السابق، الإسباني بابلو لونغوريا، أصبح هو الرئيس الجديد. وتولى لونغوريا رئاسة النادي بشكل فوري، خلفاً لجاك هنري إيرو، الذي واجه انتقادات شديدة من قبل الجماهير.
التغييرات انسحبت أيضاً على الجهاز الفني، حيث تم تعيين الارجنتيني خورخي سامباولي مدرباً للفريق حتى العام 2023. سامباولي كان مدرباً للمنتخب الارجنتيني سابقاً، ولكنه لم يحقق معه النتائج المرجوة خاصة في مونديال روسيا عام 2018. وتولى سامباولي أيضاً قيادة العارضة الفنية لمنتخب تشيلي، وأندية إشبيلية في إسبانيا وسانتوس وأتلتيكو مينيرو في البرازيل.
التغييرات التي تحصل في النادي حالياً، يبدو أنها ليست كافية. الفريق يعاني على جميع الصعد. لا اكتفاء مالياً، ولا نتائج تعوض المشاكل الأخرى، وبالتالي فإن الأمور مفتوحة على مزيد من المشاكل. مارسيليا بحاجة اليوم الى مدرب من الصف الأول، وسامباولي ليس هذا المدرب القادر على تحسين مسار الفريق هذا الموسم. كما أن النادي بحاجة الى رؤية، وفي ظل الكلام المستمر عن رغبة المالك الحالي فرانك ماكورت ببيع الفريق، فإن هذه الرؤية لن تنضج.
فاز مارسيليا في مباراتين من آخر 14 لعبها في البطولات المحلية


ماكورت كذّب في أكثر من مناسبة الكلام عن الرغبة في البيع، الا أن التقارير الإيطالية والفرنسية تؤكد وجود مفاوضات بين الإدارة الحالية وأطراف خليجيين يريدون شراء النادي الفرنسي. كل ما يجري تداوله من أخبار يدل على أن ماكورت يريد البيع، وهو ينتظر الفرصة المناسبة. حتى الآن الأجواء في فرنسا غير مرحبة بانتقال ملكية النادي الى السعوديين، وهو ما ظهر عندما تحدثت تقارير عن رغبة الوليد بن طلال في شراء النادي. ولكن في حال استمرت النتائج بالتراجع، وكذلك وضع النادي المالي، فسيكون متاحاً لبعض الأطراف شراء أسهم، وليس شراء النادي، وهو ما سيؤدي الى تحسن ظروفه المالية، وبالتالي ينعكس الامر إيجاباً على الوضع الفني للفريق.
يضم الفريق اليوم لاعبين مميّزين، بينهم ديميتري بايت والحارس ستيف مانداندا اضافة الى فلوران توفان وفالير جيرمان وهاروكي ساكاي وبينيديتو. لاعبون يمكنهم تقديم كل شيء للفريق، ولكن هم بحاجة الى بعض العناصر لتدعمهم، ودكة بدلاء قادرة على تلبية الفريق في حال كانت هناك إصابات.
الفريق اليوم دخل في نفق مظلم وطويل. المركز الثامن غير مطمئن، كما ان الفريق يجب ان ينافس على مقاعد مؤهلة الى دوري أبطال أوروبا، أو الى الدوري الاوروبي «يوروبا ليغ» على أقل تقدير. خلال الاسابيع القليلة المقبلة ليس هناك مباريات صعبة لفريق الجنوب الفرنسي، وهو مطالب بالصعود أقله الى المركز الخامس على سلم الترتيب، من أجل التأهل الى الدوري الاوروبي.
مشوار سامباولي لن يطول مع الفريق بحسب العديد من المراقبين، والتحدي الاهم قبل الميركاتو الصيفي سيكون التعاقد مع مدرب قادر على تصحيح المسار، أو ربما إقناع فياش بواش بالعودة عن استقالته.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا