عند ذكر أفضل ديربيات كرة القدم في العالم وأكثرها شراسةً، لا بد من ذكر ديربي شمال غرب إنكلترا. رغم حصول بعض الأندية الإنكليزية في السنوات الأخيرة على إضاءة إعلامية أكبر إثر تخبط مستوى الفريقين الغربيين، يبقى للقاء مانشستر يونايتد وليفربول طعم خاص. هو صراعٌ تاريخي بين المدينتين يتجاوز ميدان كرة القدم، ويطاول كلّ المجالات الاجتماعية والسياسية...
تاريخياً، كانت مدينة ليفربول الأهم في البلاد من جميع النواحي، وقد كان الريدز حينها هو الفريق المسيطر على الكرة الإنكليزية في السبعينيات والثمانينيات. كان ليفربول يمتلك 18 لقباً دورياً في جعبته حتى موسم 1989/1990، مقابل 7 لمانشستر يونايتد. عام 2013، أصبح رصيد الشياطين الحمر 20 لقباً في حين تجمّد رقم ليفربول (تمكّن الموسم الماضي من تحقيق لقبه الـ19). كلمة السر وراء قلب الطاولة كانت اسكتلندية، السير أليكس فيرغسون. وقد صرّح السير فور مجيئه إلى مانشستر يونايتد : "إن التحدي الأكبر الذي يواجهني ليس ما يحدث في الوقت الحالي، ولكن إزاحة ليفربول من على عرشه، ويمكنكم طباعة ذلك".

رغم سخرية الجميع حينها، نفّذ فيرغسون ما وعد به وزادت الكراهية بين "الشعبين" في المدينتين تحديداً في ما يتعلق بكرة القدم.

مانشستر يونايتد وليفربول هما الثنائي الأكثر نجاحاً في إنكلترا على الصعيدين المحلي والأوروبي، بعد أن حصدا أغلب الألقاب المتاحة منذ السبعينيات وحتى نهاية العقد الماضي.

يُعتبر مانشستر يونايتد أنجح من ليفربول على الصعيد المحلي حيث حقّق اللقب 20 مرة مقابل 19 بطولة للريدز، فيما يتفوّق ليفربول على الصعيد الأوروبي، حيث حقّق أحمر الميرسيسايد 11 بطولة مقابل 6 فقط لليونايتد، (6 دوري أبطال لليفربول و3 لمانشستر).
للمرة الأولى منذ حوالى 8 سنوات يلتقي الفريقان وهما في المقدّمة


اللقاء المرتقب أبعد من مجرد مباراةٍ عابرة، فقد حاز الديربي بين الفريقين على اهتمام مختلف جماهير كرة القدم حول العالم، حتى عندما تراجع مستوى الفريقين. يعكس ذلك ما حصل عام 2015 عندما واجه ليفربول غريمه التاريخي مانشستر يونايتد على ملعب أنفيلد، وقد تابع تلك المباراة أكثر من 700 مليون مشاهد حول العالم في 200 دولة مختلفة، ليصبح أحد أكثر اللقاءات مشاهدةً في تاريخ كرة القدم.

يتجدّد اللقاء غداً في حلّةٍ مختلفة حيث تمكن الناديان أخيراً من تجاوز تخبطهما والعودة إلى المسار الصحيح. الفريقان مرشّحان لتحقيق اللقب للمرة الأولى منذ سنواتٍ عديدة، ما يجعل اللقاء منتظراً أكثر من قبل الجماهير.

بعد مرور 17 جولة، يحتل مانشستر يونايتد صدارة الترتيب العام بـ36 نقطة، مقابل 33 للوصيف ليفربول. عانى الريدز الأمرّين هذا الموسم بفعل غياب بعض اللاعبين المؤثرين للإصابة، على رأسهم قائد الدفاع فيرجيل فان دايك. على الجهة المقابلة، تحسّن مانشستر يونايتد تبعاً للأسماء الجديدة، حيث كان أثر برونو فيرنانديز واضحاً على عمق الفريق، دون إغفال مدى فاعلية فان دي بيك، تيليس وكافاني.

يدخل الفريقان اللقاء وسط مشاكل على الصعيد الدفاعي. كان ليفربول يأمل في أن يتعافى جويل ماتيب من الإصابة لكنه غاب عن تدريبات الفريق الجماعية هذا الأسبوع. لا تزال مشاركته في موضع شك كبير. في ظل استمرار غياب فيرجيل فان دايك وجو غوميز بسبب إصابات طويلة الأمد، من المرجّح أن يشارك فابينيو مع ريس ويليامز أو نات فيليبس في قلبَي الدفاع.

بالنسبة إلى مانشستر يونايتد، تعافى إيريك بايلي من إصابة في الرأس، لكن زميله المدافع فيكتور ليندلوف يعاني من مشكلة في الظهر. لدى فريق سولشاير شكوك تتعلق بإصابة الثنائي أنتوني مارسيال ونيمانيا ماتيتش في مباراة الفريق الأخيرة، ومن المتوقّع أن يعود فريد ومكتوميناي إلى خط الوسط.

مباراةٌ كبيرة بين الفريقين مثقلة بالكراهية والتنافس، ستعطي صورة أشمل عن مدى جاهزيتهما لخوض غمار اللقب.