تمتلك ألمانيا أحد أفضل المنتخبات على صعيد العالم. منظومة شبه متكاملة فرضت نفسها على امتداد السنوات بقيادة المدرب يواكيم لوف كمنافس على أغلب الألقاب المتاحة، وتُوِّجَت بطلاً للعالم عام 2014 بعد الفوز بلقب «المونديال». انتكس المنتخب بعدها إثر مروره بمرحلة انتقالية، فسجل العديد من النتائج المتفاوتة التي أدّت إلى توديعه الباكر لكأس العالم الأخيرة في العاصمة الروسية موسكو من دور المجموعات. مرّ الفريق بعد ذلك بسلسلة إصلاحات شاملة أثمرت جيلاً جديداً مميزاً، تمكن من التأهل إلى بطولة أوروبا للعام المقبل بعد أن حقّق سبعة انتصارات من ثماني مباريات في التصفيات المؤهلة للبطولة. «المانشافت» بحُلّة جديدة، وهو في الواجهة من جديد.

يمر المنتخب الألماني بمرحلة ممتازة وهو يسجل نتائج جيدة، كان آخرها عندما تغلب على أيرلندا الشمالية (6-1) في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2021. هذا ويسعى الألمان لاستمرار الأداء العالي والنتائج اللافتة عند مواجهتهم المنتخب الإسباني.
يغيب عن الموقعة المنتظرة عدد من اللاعبين البارزين في صفوف المانشافت، أبرزهم حارس برشلونة مارك أندريه تير شتيغن بداعي الإصابة ونجم بايرن ميونيخ مانويل نوير للراحة. هذا الأخير ليس اللاعب البافاري الوحيد الذي تمّ استبعاده تجنباً للإرهاق، فقد أعلن مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف عن غياب أغلب لاعبي البايرن بداعي الراحة، حيث صرّح بأن «أولويتي هي كأس أمم أوروبا العام المقبل لأنني أعرف الطاقة التي تتطلبها، لذلك قررت عدم استدعاء لاعبي بايرن ميونيخ أو لايبزك».
هكذا، سيغيب عن التشكيلة الرباعي البافاري مانويل نوير وجوشوا كيميش وسيرج غنابري وليون غوريتسكا، والأمر ذاته بالنسبة إلى مدافعي لايبزك مارسيل هالستنبرغ ولوكاس كلوسترمان.

لم يعرف المنتخب الإسباني الخسارة في آخر 11 مباراة خاضها في تصفيات بطولة أوروبا

في المقابل، وجّه لوف الدعوة للمرة الأولى إلى المدافع الأيسر لأتالانتا الإيطالي روبن غوسنس (26 عاماً) الذي تألق مع فريقه ببلوغ ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، إضافةً إلى لاعب وسط بوروسيا مونشنغلادباخ فلوريان نيوهاوس (23 عاماً) وحارس مرمى هوفنهايم أوليفر باومان (30 عاماً) الذي استغل غياب نوير وتير شتيغن. إضافةً إلى ذلك، استدعى لوف كلاً من جوليان دراكسلر وثيلو كيهرر (باريس سان جيرمان) لعدم خوضهما مباريات كأساسيين في دوري أبطال أوروبا، نيكلاس زوله (بايرن ميونيخ) بالإضافة إلى الوافد الجديد للنادي البافاري لوروا سانيه.
هذا الأخير سيكون متواجداً للمرة الأولى مع المنتخب منذ تعرضه للإصابة في آب/أغسطس من عام 2019 . وقال سانيه في هذا الصدد إنه يشعر باستعادة عافيته وأدائه عقب فترة من الغياب الطويل عن الملاعب بسبب تعرضه لتمزق في الرباط الصليبي. من جهته، يرى زوله أن ثلاثية ألقاب ناديه بايرن ميونيخ في الموسم المنصرم يجب أن تنعكس على سعي المنتخب للألقاب، وهو يتفاءل، كحال أنصار المنتخب، بمواجهة الطرف الإسباني اليوم وخاصة بعد أن قام فريقه البافاري بإقصاء برشلونة الإسباني من ربع نهائي دوري الأبطال بنتيجة (8-2).
على الجانب الآخر، يسجل المنتخب الإسباني سلسلة من النتائج الإيجابية أخيراً، حيث لم يعرف الخسارة في آخر 11 مباراة خاضها في تصفيات بطولة أوروبا 2021 بقيادة المدرب لويس إنريكي، وذلك منذ هزيمته (3-2) أمام كرواتيا بدوري الأمم الأوروبي.
وسبق أن أعلن إنريكي عن التشكيلة التي ستلعب المباراة، وتُعد هذه التشكيلة الأولى لأنريكي منذ 18 شهراً (الأخيرة تعود إلى 15 آذار/مارس 2019)، حيث ابتعد عن المنتخب للبقاء بجانب ابنته تشانا التي توفيت بعد صراعها مع مرض السرطان. ترك إنريكي بعدها مكانه لمساعده روبرتو مورينو قبل أن يعود إلى منصبه في 19 تشرين الثاني/نوفمبر.

وشهدت التشكيلة على ظهور عدد من الوجوه الجديدة في قائمة منتخب إسبانيا التي ستواجه ألمانيا، حيث تم استدعاء أوناي سيمون حارس أتلتيك بيلباو، إضافةً إلى سيرخيو ريغيلون الفائز بالدوري الأوروبي مع إشبيلية والعائد إلى ريال مدريد من جديد بعد فترة الإعارة، وكذلك إريك غارسيا جوهرة مانشستر سيتي الشابة. سيتواجد أيضاً ميكيل ميرينو لاعب ريال سوسيداد وأوسكار رودريغيز المنضم حديثاً إلى الفريق الأندلسي، إضافةً إلى إنسو فاتي من برشلونة وفيران توريس المنتقل حديثاً إلى مانشستر سيتي. تم استدعاء لاعب وولفرهامبتون آداما تراوري أيضاً، لكنه سيغيب بعد أن أصيب بفيروس كورونا.
في المقابل، يغيب عن التشكيلة بعض اللاعبين الذين اعتادوا أن يكونوا بصحبة أبطال أوروبا 2008 و2012 ومونديال 2010، على غرار جوردي ألبا وجيرارد بيكيه (برشلونة).
وفي سياقٍ متّصل، تُلعب مباراة بين لاتفيا وأندورا (19:00 بتوقيت بيروت) وأخرى بين منتخب جزر فارو ومالتا (21:45 بتوقيت بيروت).

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا