انتهى الدوري الفرنسي بشكلٍ قسري بفعل تداعيات فيروس كورونا، ما جعل باريس سان جيرمان بطلاً لموسم 2019-2020 بعد الاعتماد على معيار نسبة النقاط المجمّعة قبل التوقف. في ألمانيا، حقّق بايرن ميونيخ لقبه الثامن توالياً في الدوري بفوزه الصعب على فيردر بريمن الثلاثاء الماضي، وأصبح ليفربول قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب الدوري الإنكليزي الأول منذ ثلاثين عاماً، رغم تعادله المخيّب أمام إيفرتون. الحسم الباكر في البطولات الثلاث السالفة الذكر تقابله منافسة شرسة في الدوريّين الإسباني والإيطالي، حيث من المرجّح أن يستمر الصراع على اللقب حتى الجولات الأخيرة بفعل تقارب المستوى.
برشا أو الريال؟
عاد الدوري الإسباني من جديد، ليستمر بذلك صراع اللقب بين ريال مدريد وبرشلونة. بدأ الأمر بفوزين مقنعين لرائدي الترتيب العام في الجولة الـ 28 من الدوري، حيث عزّز برشلونة صدارته حينها بفوزٍ كبيرٍ على مستضيفه ريال مايوركا (4-0)، فيما حقّق ريال مدريد انتصاراً مهماً بنتيجة (3-1) أمام إيبار. في الجولة الـ 29، حقّق برشلونة فوزاً آخرَ بنتيجة (2-0) على ليغانيس كما فاز ريال مدريد بنتيجة (3-0) على فالنسيا ليُبقي الفارق على نقطتين مع المتصدر الكاتالوني، غير أن الجولة الـ 30 من الدوري شهدت تغيير مركز الصدارة، بعد أن اقتنص الميرينغي فوزاً ثميناً من مضيفه ريال سوسيداد (2 - 1) تصدّر خلاله جدول الترتيب بفارق المواجهات المباشرة عن برشلونة، الذي تعادل سلباً مع فريق إشبيلية.
يقدّم لاتسيو موسماً استثنائياً عاد خلاله إلى الواجهة الإيطالية من جديد


لا يزال برشلونة يتخبّط إثر عدم تأقلم المنظومة مع المدرب الجديد كيكي ساتين، إضافةً إلى سوء إدارة الصفقات من قبل الإدارة، في حين عاد الريال من بعيد بفعل تأقلم الأسماء الجديدة وإيجاد المدرب التوليفة المناسبة. متانة دفاعية، ووسط ميدان صلب، إضافةً إلى قوةٍ هجومية تعزّزت مع عودة هازار من الإصابة، تجعل من ريال مدريد صاحب الكعب الأعلى لتحقيق الدوري هذا الموسم. المراحل المتبقية من الدوري لا تقبل القسمة على اثنين بالنسبة إلى الناديين.

يوفنتوس ولاتسيو
سقط يوفنتوس في العديد من الاختبارات هذا الموسم ما وجّه سيلاً من الانتقادات إلى المدرب ماوريسيو ساري، غير أن صدارة الدوري شفعت للمدرب الجديد بانتظار انتهاء استحقاقات الموسم. مصاعب كبيرة واجهها ساري برفقة يوفنتوس، انحصر أغلبها في تكوين منظومة تقدّم كرة قدم جميلة من دون التعارض مع النتائج الإيجابية، وفي ظل الفشل من تحقيق ذلك، وُضع ساري تحت ضغطٍ إعلامي وجماهيري كبير. زاد الأمر سوءاً، خسارته القمة الإيطالية التي جمعت فريقه يوفنتوس مع نابولي في نهائي كأس إيطاليا، بعد خسارته كأس السوبر الإيطالي أيضاً أمام لاتسيو قبل تعليق المنافسة.
يتصدّر يوفنتوس الترتيب العام يتبعه لاتسيو في الوصافة مع مباراة ناقصة، في موسمٍ هو الأكثر تنافسية منذ سنوات. تقارير صحافيّة عديدة أعربت عن قلقها حول مصير ساري، حيث أفادت أن إدارة يوفنتوس غير سعيدة بما يقدمه المدرب الإيطالي حتى اللحظة. يزيد الأمور سوءاً، المشاكل الشخصية التي ظهرت أخيراً بين المدرب وبعض اللاعبين، أبرزهم البرتغالي كريستيانو رونالدو وميراليم بيانيتش، حيث أجمعت الصحف على أن الأمر يتخطّى نطاق التصريحات، وأن هناك مشكلة بين المدير الفني للفريق مع اللاعبين. كل هذا، يضع ضغوطاً مضاعفة على المدرب، غير أن قرار استمراره من عدمه يبقى مربوطاً بمحاولة تحقيقه للدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا.
على الجانب الآخر، يقدّم لاتسيو موسماً استثنائياً عاد خلاله إلى الواجهة الإيطالية من جديد بفضل المدرب الشاب سيموني إنزاغي. توازن كبير بين الهجوم والدفاع وعمل جماعي متقن، أعادا الهيبة إلى القطب الثاني للعاصمة، ليشكّل المنافس الأبرز ليوفنتوس على اللقب. في ظل الاستقرار الفني والإداري الكبيرين، سيصعّب لاتسيو من مهمة تتويج يوفنتوس المبكرة، حيث من المرجّح أن يستمر السباق حتى أمتار الدوري الأخيرة.