ومع تقدّم المهاجم الأوروغواياني إيدينسون كافاني في العمر، استقدم النادي الباريسي المهاجم الأرجنتيني ماورو إيكاردي على سبيل الإعارة، بعد أشهرٍ من علاقة متوترة مع نادي إنتر ميلانو أسفرت عن تراجع دوره في التشكيلة الأساسية للنيراتزوري. رغم الضغوط الكبيرة، تمكّن ابن الـ27 عاماً من إثبات نفسه، بعد أن سجل 21 هدفاً في 30 مباراة في مختلف المسابقات، ليوقّع الأسبوع الماضي على عقدٍ يبقيه حتى عام 2024 مع النادي الفرنسي. وبسبب التداعيات المالية للفيروس، توصل باريس سان جيرمان إلى اتفاق مع إنتر ميلانو لشراء إيكاردي مقابل 50 مليون يورو، عوضاً عن الـ70 مليون التي كانت مطلوبة لتفعيل خيار التعاقد معه.
انتهجت الإدارة في الصيف الماضي سياسة جديدة تقضي باستقدام الصفقات بحسب حاجة الفريق، لا بحسب القيمة السوقية للاعبين
بقاء إيكاردي في نادي العاصمة باريس يهدّد مستقبل المهاجم الأوروغواياني إديسنون كافاني، خاصةً أن عقده ينتهي مع النادي في 30 حزيران/ يونيو المقبل. تعرّض النادي الباريسي لخسائر فادحة قُدّرت بأكثر من 200 مليون يورو إثر إنهاء الدوري الفرنسي قبل أوانه، ما يهدّد برحيل العديد من اللاعبين أصحاب الأجور المرتفعة مثل قائد الفريق البرازيلي تياغو سيلفا (35 عاماً) الذي ينتهي عقده أيضاً في 30 حزيران/ يونيو، إضافةً إلى البلجيكي توماس مونييه والفرنسي لايفان كورزاوا.
آخر الحلول نحو الحلم الأوروبي
السياسة الجديدة للنادي ما هي إلّا خطة وضعتها الإدارة لمحاولة التتويج بدوري أبطال أوروبا بأقلّ التكاليف الممكنة، وقد أثبتت فعاليتها حيث كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دور ربع النهائي قبل تعليق البطولة، وهو المركز الأعلى الذي وصل إليه الفريق في عهد ناصر الخليفي. حوّل هذا الأخير النادي الباريسي من «فريق متواضع» إلى أحد أفضل الأندية في أوروبا. سيطرة شبه كاملة على الألقاب المحلّية، قابلها فشل أوروبي كبير، ما جعل دوري الأبطال هدف الإدارة الأساسي. لتحقيق ذلك، اتّخذ الخليفي العديد من الإجراءات، غير أن النتائج لم ترقَ إلى التطلّعات. بدأ الأمر باستقدام نجوم بارزين في عالم الكرة، كالسويدي زلاتان إيبراهيموفيتش، والإنكليزي ديفيد بيكهام والحارس الإيطالي جيان لويجي بوفون، الذين شكّلوا أداةً لجذب الأسماء اللامعة في عالم المستديرة، لكن سياسة البذخ لم تجنِ ثمارها. تعاقب بعدها العديد من المدرّبين على النادي الباريسي لإضافة عنصر الخبرة ومحاولة تحقيق البطولات الأوروبية، فجاء كلّ من كارلو أنشيلوتي ولوران بلان وأوناي إيمري، من دون جدوى. بعد فشل سياستَي البذخ باستقدام اللاعبين والمدربين، توجّهت إدارة النادي الباريسي إلى خطوة جديدة، مفادها التأسيس السليم من دون الاكتفاء بصرف الأموال بكثرة، فجاء توماس توخيل، مدرب بروسيا دورتموند الألماني السابق، على رأس العارضة الفنية للنادي الفرنسي، لتتّضح معالم مشروع حقيقي وهادف. في موسمه الأول، فاز توخيل بالدوري الفرنسي، غير أنه خرج باكراً من دوري الأبطال. تحسّن الوضع هذا الموسم، وأصبح الفريق أحد المرشحين للتتويج باللقب الأوروبي الأغلى بفعل نسقه المرتفع قبل تعليق البطولة.
باعتماده السياسة الجديدة، قد يخرج النادي الباريسي من النفق الأوروبي، خاصةً أن أغلب الأندية الكبرى ستتجه لإعادة هيكلة فرقها بهدف مواجهة الأزمات المالية المترتبة على كورونا.
وإذا ما حافظ باريس سان جيرمان على نجومه، وقام بالتعاقد مع بعض اللاعبين المفيدين للمنظومة، فقد يحقّق ناصر الخليفي حلمه الأوروبي قريباً. الأمر مرتبط باستمرار الاستقرار، والحفاظ على النسق المرتفع.