وضع الاتّحاد الإيطالي لكرة القدم موعداً مبدئياً لاستئناف منافسات دوري الدرجة الأولى «سيري إيه» يوم 14 يونيو/ حزيران المقبل، مع إمكانية التأجيل مجدّداً وفقاً لقرارات السلطات الصحية. ووفقاً لشبكة «سكاي سبورتس» الإيطالية، فإنّ الاتّحاد الإيطالي أعطى موعداً لرابطة الكالشيو حتى يوم 20 أغسطس/آب المقبل لاستكمال منافسات المسابقة، والذي قد يمتدّ حتى أواخر الشهر نفسه، من أجل ختام منافسات الكأس. وأشارت الشبكة الإيطالية إلى أن الإعلان عن مصير الموسم الحالي من الكرة الإيطالية سوف يكون بشكل نهائي يوم 28 من الشهر الجاري، بعد الاجتماع الذي سوف يُعقد بين فينتشينزو سبادافورا وزير الرياضة في البلاد والاتحاد الإيطالي ورابطة أندية الدوري. استئنافٌ سيكون «رمزياً» بالنسبة إلى نادي إي سي ميلان، حيث ستحاول إدارة الفريق اللومباردي إنهاء الموسم بأعلى مركز ممكن تمهيداً لصيفٍ استثماري منتظر، وذلك استناداً إلى الأخبار المتداوَلة في الصحافة الإيطاليّة.وبعد انتقال مُلكيّة نادي ميلان الإيطالي إلى صندوق إيليوت الأميركي، ارتفعت التطلّعات وكثرت الآمال، خاصةً بعد اعتماد الإدارة الجديدة فور تسلّمها زمام الأمور على أبناء النادي لشغل مراكز إدارية مهمّة. في بداية الأمر، قام صندوق إيليوت بتعيين إيفان غازيديس في منصب الرئيس التنفيذي قادماً من آرسنال الإنكليزي، وهو رجل أعمال يُعرف في الوسط الرياضي بتحصيله عائدات كبيرة من خلال الاستثمار باللاعبين الشباب، حيث يقوم بتطويرهم وبيعهم مقابل مبالغ مضاعفة. أثار تعيين غازيديس موجة غضب بين جماهير ميلان. ولاحتواء هذا الغضب قامت الإدارة بتعيين أسطورة الفريق باولو مالديني مديراً تقنياً إضافةً إلى تعيين زفونمير بوبان مديراً للكرة، الأمر الذي أثار «الفوضى» داخل إدارة ميلان، بعد اختلاف الأهداف ووجهات النظر. أراد غازيديس استقدام لاعبين شباب لتطويرهم وبيعهم بمبالغ كبيرة بعد بروزهم، سيراً على أسلوبه السابق في آرسنال، وهو ما عارضه مالديني وبوبان اللذان أعطيا الأولوية لعودة الفريق إلى الواجهة على حساب العائدات. التضارب في الأفكار والأهداف دفع بوبان إلى انتقاد ملّاك النادي الجدد مشيراً إلى أنهم لا يريدون مساعدة الفريق، كما اتّهم غازيديس بتجاهله وتجاهل مالديني في اتّفاقه مع المدرب الألماني رالف رانغنيك (معروف عنه تميّزه في تطوير اللاعبين الشباب)، المرشّح لقيادة الفريق في الموسم المقبل، ليقرر الرئيس التنفيذي إقالة بوبان ومالديني في نهاية المطاف. هكذا، أصبح الطريق ممهداً أمام غازيديس لتحريك أحجاره على الرقعة اللومباردية من دون أي عوائق إدارية أو جماهيرية في ظل تداعيات كورونا الصعبة، التي ستبرر إلى حدّ كبير أيّ سياسة قد يتم اتّباعها لتخفيف الأعباء المالية.

تغييرات منتظرة
بدأ مشروع ميلان الجديد مطلع الموسم الماضي، عندما كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من بلوغ مقعد مؤهّل إلى دوري أبطال أوروبا، لولا النتائج المتقلّبة في الجولات الأخيرة. بعدها، قامت الإدارة بإقالة المدرب الأسبق جينارو غاتوزو، وعيّنت مكانه مدرّب سامبدوريا السابق ماركو جيانباولو، غير أن هذا الأخير فشل في تحسين الفريق لتتمّ إقالته بعد ثلاثة أشهر ونصف. بعدها تم تعيين ستيفانو بيولي مدرّباً لميلان بهدف الخروج بأقل الأضرار الممكنة، وبحسب الصحافة الإيطالية، سيدخل بيولي في دائرة الإقالة عند انتهاء الموسم الحالي تمهيداً للتوقيع مع مدرب لايبزغ السابق رانغنيك، الذي أكد بدوره اهتمام النادي الإيطالي باستقدامه في مقابلةٍ أجراها مع صحيفة بيلد الألمانية.
الإدارة تفكّر الآن في التخلّي عن مواهبها الشابة بأعلى مبلغ ممكن والتخلّص من اللاعبين أصحاب الرواتب الكبيرة


ولا تزال الأسماء المقترحة للمجيء إلى السان سيرو قيد الدراسة. الإدارة تفكر الآن في التخلي عن مواهبها الشابة بأعلى مبلغ ممكن والتخلص من اللاعبين أصحاب الرواتب الكبيرة، على رأسهم المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
عاد إيبرا إلى ميلان هذا الموسم في صفقة قسمت الجمهور بين مؤيّد ومعارض نظراً إلى عمر اللاعب المتقدّم، لكنّ الجانب المعنويّ وشخصية اللاعب السويدي القوية وحّدت الجميع. رغم فاعليته في انتشال الفريق ووضعه في دائرة المنافسة على مقاعد الأبطال، لن يفعّل إيبرا بند تجديد عقده مع ميلان حتى الموسم المقبل، وسيرحل إلى نادٍ جديد، حيث أوضحت صحيفة «كوريري ديللا سيرا» الإيطالية أن إبراهيموفيتش سيغادر ميلان نهاية الموسم الحالي للعودة إلى الدوري السويدي، وأن نادي هاماربي الذي يعد إيبرا أحد ملاكه، هو وجهته المقبلة (تعرض إيبرا لإصابة قوية قبل يومين قد تهدد مسيرته).
تجدر الإشارة إلى أن إيبرا ليس اللاعب الوحيد المهدّد بالرحيل هذا الصيف، حيث من المرجح أن يرحل الوافد الجديد كرونيتش، إضافةً إلى كلٍّ من اللاعبين دوناروما وبونافينتورا. تنتظر الإدارة عودة وكيل أعمال اللاعبين المعروف مينو رايولا، في محاولةٍ لاستثمار الأموال التي ستربحها بعد بيعهما لشراء مواهب شابة.
تسلّم صندوق إليوت زمام الأمور أعطى مؤشرات على أن العمل سيكون لإعادة ميلان إلى الضوء، غير أن ذلك لم يحدث حتى الآن، بعد أن كثرت المشاكل في المنظومة إثر ضعف سوق الانتقالات. مشروع جديد ينتظر الفريق ـ وفقاً للصحافة الإيطالية ـ قوامه المواهب الشابة. المشروع يمكن أن ينجح في ظلّ توجه العديد من أندية النخبة إلى بيع نجومها أو استبدالهم بهدف مواجهة تداعيات كورونا المالية. الصورة حتى الآن غير واضحة تماماً، غير أن الأسلوب المتبع من قبل الملاك الجدد منذ توليهم زمام الأمور أثبت أن الاستثمار هو هدفهم الرئيسي. الأسابيع المقبلة ستعطي صورة أشمل.



ميلان يطمئن جمهوره
أكّد نادي ميلان الإيطالي لكرة القدم أمس أن مهاجمه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش تعرّض لإصابة في ربلة الساق اليمنى وليس وتر أخيل كما كان يخشى، من دون أن يحدّد فترة غيابه المتوقّعة.
وتعرّض النجم المخضرم لإصابة بالغة الإثنين خلال التمارين مع فريقه استعداداً لاحتمال استئناف منافسات «سيري أ»، بحسب تقارير صحافية رجّحت أن تكون الإصابة في ربلة الساق، بينما أفادت تقارير أخرى عن إصابة في وتر أخيل قد تُبعده لمدة أشهر.
وأشار النادي في بيان إلى أن «إبراهيموفيتش تعرّض لإصابة في العضلة النعلية لربلة الساق اليمنى». وأكد أن «وتر أخيل لم يمسّ. اللاعب سيخضع لفحص خلال فترة عشرة أيام». وأشارت تقارير صحافية إيطالية إلى أن هذه الإصابة قد تُبعد المهاجم البالغ من العمر 38 عاماً لفترة قد تصل إلى أربعة أسابيع. وتأمل الأندية الإيطالية استئناف الموسم قرابة منتصف حزيران/يونيو المقبل، بعد تعليقه منذ التاسع من آذار/مارس الماضي بسبب كورونا.
ومن المتوقّع أن تعطي حكومة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الضوء الأخضر لهذه العودة هذا الأسبوع. وخاض «إيبرا» مسيرة كبيرة في العقدَين الأخيرين، وتنقّل بين أندية كبرى في أوروبا مثل أياكس أمستردام الهولندي، يوفنتوس وإنتر وميلان في إيطاليا، برشلونة الإسباني، مانشستر يونايتد الإنكليزي، وصولاً إلى لوس أنجليس غالاكسي الأميركي حيث أمضى موسمين، عاد بعدهما إلى النادي اللومباردي في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعقد حتى نهاية هذا الموسم.
وسبق لإبراهيموفيتش أن دافع عن ألوان ميلان بين 2010 و2012. وعاد المهاجم السويدي إلى المدينة الإيطالية قبل نحو أسبوعين والتحق بتمارين فريقه، بعدما أمضى أسابيع في بلاده إثر قرار وقف النشاطات الرياضية في إيطاليا بسبب تفشّي كورونا.