رغم نجاح تجربة استئناف الدوري الألماني من دون أيّ مضاعفات على سلامة اللاعبين حتى الآن، يحوم الشك في إسبانيا حول إمكانية استئناف منافسات كرة القدم، وسط آراءٍ متضاربة بين الجهات المسؤولة. يعوّل رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس على عودة نشاط الدوري اعتباراً من 11-12 حزيران/ يونيو، غير أنّ القرار النهائي يعود إلى السلطات الصحّية. تجدر الإشارة إلى استئناف الأندية تدريباتها الجماعية بمجموعات صغيرة كمؤشّرٍ لعودة عجلة الدوري، وهو ما يتطلّع إليه بعض اللاعبين الذين جاؤوا مطلع الصيف الماضي من دون أن يتمكّنوا من ترك انطباع إيجابي، على رأسهم لاعب أتليتيكو مدريد جواو فيليكس ولاعب الميرينغي إيدين هازار.شغل هذا الأخير حديث الصحافة الإسبانية في الصيف الماضي، بعد أن جاء من تشلسي مقابل 100 مليون يورو رغم تبقي سنة واحدة في عقده برفقة «البلوز». الكثير من الآمال عُلّقت على نجم تشلسي السابق لقيادة الحقبة الثانية للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان، خاصةً بعد رحيل نجم الفريق الأول كريستيانو رونالدو، غير أنها تبدّدت إثر فشل البلجيكي في تسجيل أكثر من هدف واحد خلال 15 مباراة إضافةً إلى صناعته 5 أخرى. الأرقام «المتواضعة» فتحت النار على أفضل لاعب «أجنبي» في البريميرليغ خلال العقد الأخير، حيث لم تقف إصابات هازار المتكرّرة حاجزاً لغضّ النظر عن المبلغ الكبير الذي دُفع فيه. إصاباتٌ عديدة تعرّض لها اللاعب البلجيكي أبعدته عن غمار أغلب استحقاقات الموسم الحالي، يعود آخرها إلى شهر شباط المنصرم، حيث خضع اللاعب لعمليّة في الركبة بعد إصابته أمام فريق ليفانتي. رغم نجاح العمليّة وعودته إلى التدريبات الجماعيّة مع الفريق في الأسبوع الماضي، أكد هازار أنه بحاجة إلى مزيدٍ من الوقت للتعافي، آملاً أن يكون جاهزاً فور استئناف المباريات. وأكد اللاعب في مقابلةٍ أجراها مع قناة «RTBF» البلجيكية أنه سعيد بعودته إلى التمارين، غير أن «شهرين دون المشاركة بأيّ نشاط كروي هو شيء صعب على أيّ لاعب، الأمر يحتاج إلى تدريب تدريجي للوصول إلى أفضل مستوى فنيّ وبدني ممكن». الإصابة الأخيرة لم تكن الوحيدة لابن الـ29 عاماً هذا الموسم، حيث غاب عن بداية الموسم بسبب إصابة عضليّة تعرّض لها في التمارين قبيل انطلاق المنافسات، تلتها إصابة أخرى في الساق، الأمر الذي قلّص عدد مشاركاته مع النادي الملكي إلى 15 لقاء فقط في مختلف المسابقات. رقمٌ ضئيل لم يبرز كل إمكانيات أفضل لاعب في إنكلترا لعام 2014، الذي لم يخفِ بدوره عدم رضاه عن موسمه الأول في إسبانيا واصفاً إياه بـ«السيئ»، مشيراً إلى أنه كان «موسماً للتكيّف مع الأجواء الجديدة، الحُكم سوف يتم بدءاً من الموسم المقبل».
قال جواو فيليكس إنه على أتم الجاهزية للعودة إلى المنافسات


ولم يكن هازار اللاعب «الأجنبي» الوحيد الذي عانى من صعوبة التكيف مع أجواء الدوري الإسباني هذا الموسم، إذ التحق به البرتغالي جواو فيليكس الذي خيّب الآمال أيضاً مع القطب الثاني للعاصمة. في الموسم الماضي، شغل فيليكس حديث الوسط الكروي، حيث تصارعت عليه كبرى الأندية الأوروبية قبل أن ينتهي به المطاف في نادي أتليتيكو مدريد. جاء فيليكس إلى الروخيبلانكوس مقابل 126 مليون يورو وهو لا يزال في عمر الـ19 عاماً، كأغلى صفقة في تاريخ النادي المدريدي. تأمل حينها مدرّب الفريق دييغو سيميوني أن يكون الوافد الجديد بمثابة البديل الأمثل للمهاجم أنطوان غريزمان، غير أن ذلك لم يحدث. في موسمه الأول كلاعب أساسي مع بنفيكا، سجل فيليكس 19 هدفاً خلال 42 مباراة كما صنع 11 هدفاً آخر في مختلف المسابقات. إحصاءات لافتة أشارت إلى كون موهبة بنفيكا الشابة علامة فارقة في عالم كرة القدم مستقبلاً، غير أن موسمه الأول في إسبانيا كان مخيّباً، لتقتصر أرقامه على ستة أهداف خلال 28 مباراة. لم يقدّم فيليكس الأداء المنتظر منه، حيث سقط بسبب كثرة الضغوط التي وُضعت على عاتقه إضافةً إلى إصاباته المتكرّرة. رغم ذلك، من شأن فترة التوقف التي حصل عليها اللاعب أن تعيد له الثقة اللازمة ليقدم نفسه بأفضل صورة ممكنة. اللاعب نفسه صرّح إلى موقع أتليتيكو مدريد الرسمي بأنه على أتم «الجاهزية للعودة» وأنه يتدرّب «جاهداً مع الفريق للعودة بأفضل صورة ممكنة».