ساهم تعليق الدوريات الخمسة الكبرى لكرة القدم بسبب فيروس كورونا، إضافةً إلى دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، «بتكدس» المباريات على الأندية في حال استئناف المنافسات لاحقاً. التعليقات المستمرة وضعت الأندية في موقفٍ حرج، وهي تنتظر قرار هيئة كرة القدم الأوروبية لتحديد مصير الدوريات، كي يتسنّى لها التعامل مع المشاكل التي عصفت بها أخيراً. من أهم تلك المشاكل، مصير اللاعبين الذين تنتهي عقودهم مع نهاية الموسم الحالي.وضعت أغلب الدوريات في وقتٍ سابق موعداً «أولياً» لعودة الحياة إلى ملاعبها، غير أن هذه المواعيد تبقى قابلة للإرجاء تبعاً لتداعيات انتشار فيروس كورونا. هكذا، سيتأثر العديد من اللاعبين والأندية سلباً، في ظل الكم الهائل من العقود التي تنتهي بحلول شهر يونيو/ حزيران، وسط الضبابية السائدة عن مستقبل الموسم الكروي.
في ظروفٍ طبيعية، تبدأ المفاوضات بين اللاعب الذي يشرف على إنهاء عقده، مع أندية أخرى، فور استحقاق تاريخ انتهاء العقد. لاعبون مثل زلاتان إبراهيموفيتش، ويليان، بيدرو رودريغيز، دايفيد سيلفا وغيرهم... تنتهي عقودهم مع نهاية الموسم الحالي. وفي ظل تعليق الموسم وعدم معرفة مصير الدوريات، يبقى السؤال الأبرز: ماذا سيحصل لهؤلاء اللاعبين؟
كجزء من جهودها لإيجاد بعض الحلول حول المشاكل المترتبة على انتشار فيروس كورونا على الصعيد الكروي، وضعت «فيفا» فريق عمل مختص للقيام بـ«تعديلات ضرورية أو إعفاءات مؤقتة» بشأن اللاعبين الذين تشرف عقودهم على الانتهاء مع نهاية الموسم الحالي، وهي تسهيلات تقضي بتعديل فترات التسجيل للحؤول دون حصول مشاكل بين اللاعبين والأندية.
وقد شدد مؤسس شركة المحاماة الرياضية «Atfield»، سفين ديميوليميستر، على ضرورة القيام بتغييرات تنظيمية وقانونية «إذا ما أرادت بعض الأندية تمديد عقود لاعبيها لفترة زمنية محددة، للحؤول دون الخسارة أو التأثير السلبي على اللاعب والفريق» . ثم أضاف أنه «في معظم الدوريات تعد عقود اللاعبين عقود عمل، ما يجعل من اللاعبين أصحاب السلطة في هذه الحالة. من ينتهي عقده وفق التاريخ المحدد هذا الموسم من المرجح أن يغادر، لكن ذلك سيأتي مع تكلفة».
هناك عدد كبير من اللاعبين الذين تنتهي عقودهم الصيف المقبل ويبدو مصيرهم غير واضح


وأوضح سفين أن «أي لاعب يتعرض لإصابة خلال فترة التمديد قد يضع مستقبله المهني في خطر، ما يرجّح عدم قبول اللاعبين بالتوقيع على عقود مؤقتة بلا ضمانات». وهو ما دعمه أحد وكلاء اللاعبين خلال تصريحه لـ«Sportsmail»: «لماذا أنصح لاعبي بالموافقة على تجديد عقده بصورة مؤقتة؟ من الممكن أن يصاب في ذلك الوقت وسيُمنع بالتالي من التوقيع مع نادٍ آخر».
هكذا، بات من المرجّح أن يلعب ولاء اللاعبين دوراً بارزاً في مسألة بقائهم. ظهر ذلك جلياً في حالة اللاعب البرازيلي ويليان الذي أعرب عن رغبته في البقاء مع تشلسي إذا أرادت إدارة النادي اللندني ذلك، لكن ماذا عن اللاعبين الذين وقعوا مع أندية أخرى في وقت سابق على أن ينتقلوا إلى ناديهم الجديد مع نهاية الموسم الحالي، كما الحال مع حكيم زياش مثلاً؟
أوضحت صحيفة «دايلي ستار» البريطانية في هذا الصدد أن «زياش مجبر بموجب عقده مع تشلسي على الانضمام رسمياً إلى الفريق اللندني بدءاً من يوليو المقبل، ما قد يسبب مشكلة لأياكس وتشلسي أيضاً» مضيفةً أنه «قد لا يتمكن من اللعب لأي من الناديين نظراً إلى عدم معرفة مصير الدوريات». قد يتم الاتفاق عبر تسوية بين تشلسي وأياكس في حال استئناف الدوريات لاحقاً.
تبدو خطوة الاتفاق على منح اللاعبين عقوداً مؤقتة هي الأقرب في حال إجماع هيئات وسلطات كرة القدم. رغم منطقية الاقتراح، ستكون خطوة صعبة على العديد من الأندية «الصغيرة» التي يتوجب عليها صرف مستحقات غير مدفوعة، حيث ستُجبر بعد التمديد على دفع أموال إضافية ستؤدي إلى حصول عجز في خزائنها. لا تزال المقترحات قيد الدراسة، وسوف تتضح أكثر معالم القرارات بعد نهاية هذه الأزمة، وتقرير مصير الدوريات.