هي الفرصة الأخيرة لمانشستر سيتي. فبعد أن تعرض النادي لعقوبة من الاتحاد الأوروبي تقضي بحرمانه من المشاركة في دوري الأبطال للموسمين المقبلين، أصبحت هذه المسابقة محط اهتمامات الإدارة والمدرب على حد سواء. سيحاول هذا الأخير تحقيق لقب البطولة بأي شكل ممكن. فبعد أن خرج مانشستر سيتي نظرياً من سباق الدوري المحلي إثر ابتعاده عن المتصدر ليفربول بـ22 نقطة كاملة حتى الجولة 27، أصبح دوري الأبطال أولوية للمدرب بيب غوارديولا، الذي فشل في رفع اللقب منذ تحقيقه مع برشلونة عام 2011. في الموسم الماضي، كان السيتي مرشحاً فوق العادة لتحقيق اللقب الأوروبي الأغلى إثر خروج أغلب أندية النخبة باكراً من المسابقة، غير أنه فشل في ذلك بعد خروجه من دور ربع النهائي أمام وصيف البطولة توتنهام. خلال إشرافه على تدريب السيتي، عرف غوارديولا نجاحات كبيرة، ولكنها انحصرت ضمن الدائرة المحلية، أبرزها دوري الـ«100 نقطة» في موسم 2017 - 2018، الذي تبعه لقب دوري آخر في الموسم الماضي إضافةً إلى تتويجه بالكأسين المحليّتين. النجاحات المحلية بارزة، ماذا عن الأوروبية؟
لم يتمكن غوارديولا حتى اللحظة من فرض مانشستر سيتي كأبرز المنافسين على الساحة الأوروبية، بعد أن فشل خلال 3 مواسم من بلوغ مراكز متقدمة في دوري الأبطال على أقل تقدير. لم ينجح غوارديولا في أوروبا، رغم كون السبب الأبرز وراء استقدامه إلى ملعب الاتّحاد هو التتويج بدوري الأبطال. في ظل الصرف الهائل دون تحقيق الهدف المنشود، قد تتم إقالة غوارديولا مع نهاية الموسم إذا فشل في رفع لقب الأبطال، وهو ما أكده شخصياً قبل أن يتعرض النادي للعقوبة بأيامٍ قليلة. مهمة صعبة تنتظر المدرب الإسباني، يبدأها اليوم باختبار صعب أمام ريال مدريد في دور الـ16.
يدخل السيتي اللقاء منتشياً بفوزين أمام ويستهام وليستر سيتي توالياً عزّزا من مركزه في وصافة الدوري. يسافر الفريق إلى إسبانيا منقوصاً من جناحيه ليروي ساني ورحيم ستيرلينغ للإصابة. عانى السيتي على الصعيد الدفاعي هذا الموسم غير أن الأمر تحسن بعودة المدافع الفرنسي إيمريك لابورت من إصابة طويلة. في المباراة الأخيرة، أصيب لابورت مرة أخرى ما يجعل مشاركته في مباراة اليوم موضع شك.
على الجانب الآخر، لم يسلم ريال مدريد من لعنة الإصابات، حيث انضم هازارد إلى أسينسيو وبايل بعد أن تعرض لإصابةٍ جديدة قد تبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم. سبق للريال أن وقع مع نجم تشلسي في الصيف الماضي مقابل 100 مليون يورو لقيادة مشروع زيدان في ولايته الثانية مع الميرينغي، غير أن هازار وقع ضحية للإصابات المتكررة ما حال دون ظهوره بالشكل المطلوب.
يركز لاعبو السيتي على البطولة الأوروبية بعد فقدان الأمل محلياً


فاز ريال مدريد مع زيدان بثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا في الفترة الممتدة بين عامي 2016 و2018. ثلاثية أوروبية متتالية أدخلت زيدان التاريخ في تجربته الأولى كمدرب، كأكثر المدربين تحقيقاً للبطولة رفقة بوب بيزلي وكارلو أنشيلوتي.
أسبوعٌ مهم ينتظر ريال مدريد، بدايةً من المواجهة الصعبة أمام السيتي، وختاماً الأحد المقبل أمام برشلونة في كلاسيكو حسم صدارة الدوري. فشل مانشستر سيتي في هزيمة ريال مدريد في آخر أربع مباريات جمعتهما، تخللتها خسارتان على ملعب السانتياغو بيرنابيو ما يعطي جرعة معنوية لرجال زيدان قبل المباراة، غير أن نتائج الميرينغي المتخبطة أخيراً إضافةً إلى حافز السيتي الكبير تُبقي المباراة متكافئة بين الفريقين.

ليون X يوفنتوس
في مباراة أخرى، يسعى يوفنتوس الإيطالي لحسم بطاقة التأهل من مباراة الذهاب عندما يحل ضيفاً ثقيلاً على ليون الفرنسي، (22:00 بتوقيت بيروت). مباراة سهلة على الورق لمتصدر الدوري الإيطالي أمام سابع الـ«ليغ 1»، تبقى نتيجتها مرهونة بأسلوب اللعب المتّبع من أصحاب الأرض.
سياسات عديدة اعتمدتها إدارة يوفنتوس للتتويج بدوري الأبطال، بدءاً بتغيير المدربين وأسلوب اللعب وصولاً إلى استقدام لاعبي النخبة، آخرهم كريستيانو رونالدو. جاء هذا الأخير مطلع الموسم الماضي ليضيف الحافز والخبرة على المنظومة، غير أن المشروع الإيطالي توقّف عند محطة أياكس، بعد أن خرج أمام الحصان الأسود لدوري الأبطال في ربع النهائي.
موسم آخر يدخله يوفنتوس ممنّياً النفس باللقب الأوروبي الأغلى، بعد «احتكاره» الدوري الإيطالي طيلة 8 سنوات. يواجه الفريق منافسة شرسة هذا الموسم على صعيد الكالشيو، الذي يشهد سباقاً ثلاثياً بينه وبين إنتر ميلانو ولاتسيو للمرة الأولى منذ سنواتٍ طويلة، ما قد يصعب الأمر على المدرب ساري للمنافسة محلياً وأوروبياً. مهمة صعبة تنتظر ماوريتسيو في موسمه الأول رفقة يوفي، نظراً إلى مجيئه في وقتٍ عادت به الحياة إلى الكالشيو مجدداً.
سبق لساري أن أثبت ثقله التدريبي رفقة ناديه السابق تشلسي، بعد أن توّج مع البلوز بلقب الدوري الأوروبي في الموسم الماضي. المطالب مختلفة في يوفنتوس. الإدارة تريد التتويج بدوري الأبطال بأي ثمن، رغم صعوبة ذلك. نجاحات عديدة عرفها ساري حتى اللحظة مع البيانكونيري، كان أبرزها بناء منظومة متوازنة من حيث الجمالية والنتائج. لم تكن الطريق معبّدة لذلك، في ظل وفرة اللاعبين، على رأسهم كريستيانو رونالدو.
أداءٌ عالٍ يقدمه كريستيانو هذا الموسم، تجاوز من خلاله خيبات الموسم الماضي حين ظهر جلياً عدم تكيّفه مع الأجواء الإيطالية. بهدفه الأخير أمام سبال، سجل كريستيانو في آخر 11 مباراة له في الدوري، ليعادل بذلك الرقم الأعلى المدوّن باسم غابريال باتيستوتا. 21 هدفاً لرونالدو في الدوري خلال 21 مباراة، عادل خلالها رصيده من الأهداف في دوري الموسم الماضي. أداءٌ لافت يقدمه ابن الـ35 عاماً يعول عليه ساري حين يحل اليوم ضيفاً على ليون.
على الجانب الآخر، يعيش الفريق الفرنسي موسماً صعباً، إثر احتلاله المركز السابع في الدوري حتى الجولة الـ 26. يغيب عن اللقاء نجم الفريق الأول ممفيس ديباي للإصابة (سجل خلال 5 من 6 مباريات في دور المجموعات)، ما يضع الحمل على المهاجم موسى ديمبيلي. يبقى الأمل لليون اليوم بالخبرة الإيطالية التي يملكها مدرب الفريق رودي غارسيا، حيث أشرف على تدريب روما في الفترة الممتدة بين عامي 2013 و 2016، غير أن ذلك قد لا يكون كافياً لإيقاف يوفنتوس.