أعلن نادي تشيلسي الإنكليزي توصله إلى اتفاق مع لاعب أياكس أمستردام حكيم زياش، على أن ينتقل إلى لندن مطلع الصيف المقبل. لاعب آخر يرحل عن التشكيلة المميزة التي قدمها الفريق الهولندي في الموسم الماضي، لتصل بذلك حصيلة المغادرين إلى خمسة. يسير أياكس على خطى موناكو الفرنسي، الذي قدم عام 2017 تشكيلة مليئة بالمواهب الشابة وصل خلالها إلى نصف نهائي دوري الأبطال كما توج بلقب الدوري. تخلى بعدها نادي الإمارة عن أغلب مواهبه الشابة من دون التعويض المناسب فأخذت نتائجه بالانحدار. سقط موناكو مقابل المال، فهل يسقط أياكس؟شكّل لاعبو المدرب إيريك تن هاغ حصاناً أسود في دوري أبطال الموسم الماضي. تشكيلة شابة وصل بها أياكس إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ليتم إقصاؤه في الثواني الأخيرة أمام توتنهام. مشوار مشرّف قدمه الهولنديون، نجحوا خلاله في إخراج عدد من الأندية المرشحة للفوز باللقب. انتصاراتٌ متتالية غيّرت معادلات دوري أبطال أوروبا، بعد أن أظهر أياكس أنّ المال والخبرة ليسا العاملين الحاسمين للتألق في المسابقة الأوروبية الأبرز على صعيد الأندية. بدأ عرض الهولندي الكبير في دور المجموعات. أداءٌ عالٍ تأهّل إثره أياكس إلى دور الستة عشر كوصيفٍ لبايرن ميونخ من دون أيّ هزيمة، متفوّقاً على بنفيكا وآيك أثينا. مُني بعدها النادي الهولندي بخسارةٍ في ميدانه أمام ريال مدريد في ذهاب دور الـ16، غير أنه تمكّن من إقصاء حامل اللقب في آخر ثلاث سنوات حينها برباعية تاريخية على ملعب السانتياغو بيرنابيو. التقى بعدها أياكس بيوفنتوس الإيطالي وتمكّن من التأهل على حساب رجال أليغري، لينتهي مشوار الهولنديين بعدها في دور نصف النهائي أمام توتنهام.
رافق نجاح أياكس الأوروبي سيطرة محلية على الألقاب، حيث توّج الفريق بلقب الدوري إضافةً إلى كأس هولندا. إثر التألق اللافت، شكّل النادي الهولندي سوقاً لكبار الأندية الأوروبية، التي تهافتت على شراء «أحفاد» يوهان كرويف. بدأ الأمر بالتخلّي عن دي يونغ الذي وقّع مع برشلونة في منتصف الموسم الماضي، ثم انتقل كل من ماتياس دي ليخت إلى يوفنتوس، لاسي شوني إلى جنوى، كاسبير دولبيرغ إلى نيس، وصولاً إلى حكيم زياش الموقّع حديثاً مع نادي تشيلسي. التخلّي عن أبرز نجوم الفريق أعاد إلى الأذهان نسخة موناكو الذهبية التي برزت عام 2017 مع المدرب ليوناردو جارديم، والتي انهارت بفعل بيع اللاعبين من دون التعويض الملائم.
رافق نجاح أياكس الأوروبي سيطرة محلية على الألقاب


في السنوات القليلة الماضية، فرض موناكو نفسه كأحد أفضل الأندية الفرنسية على الصعيدَين المحلي والأوروبي، غير أن المشروع الذي قاده المدرب جارديم انهار خلال أربع سنوات بسبب سوء الإدارة. نجاحاتٌ كثيرة عرفها موناكو خلال هذه الفترة، كان أبرزها التتويج بلقب الدوري الفرنسي موسم (2016 ـــ 2017)، إضافةً إلى الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم ذاته. رغم تميّز النادي آنذاك، رفضت الإدارة التعويل على نجاح الموسم التاريخي، وتخلّت عن أغلب عناصر الفريق في الموسم اللاحق. هكذا، انتقل كلّ من الجناح البرتغالي بيرناردو سيلفا (50 مليون يورو) والظهير الأيسر الفرنسي بينجامين ميندي (57 مليون يورو) إلى مانشستر سيتي، في حين وقّع متوسط الميدان الفرنسي تيموي باكايوكو مع نادي تشيلسي مقابل 40 مليون يورو. استمرت سياسة التخلّي عن النجوم بعدها لينتقل الجناح الفرنسي توماس ليمار (50 مليون يورو) إلى أتليتيكو مدريد، إضافةً إلى متوسط الميدان البرازيلي فابينيو إلى ليفربول مقابل 45 مليون يورو، ليختتم الأمر بكيليان مبابي، الموهبة الشابة الأعظم في العالم حالياً. رغم كون باريس سان جيرمان المنافس الأول لموناكو، لم يتردّد نادي الإمارة بالتخلّي عن مهاجمه الشاب كيليان مبابي بعدما تلقت خزائنه مبلغ 220 مليون يورو.
في الموسم الماضي، احتلّ موناكو المركز السابع عشر في الدوري الفرنسي، وهو يحتلّ المركز السابع هذا الموسم حتى الجولة 24. حاولت الإدارة إعادة الفريق إلى الواجهة من جديد عبر تغيير المدربين ومحاولة استقدام بعض لاعبي الخبرة مثل سيسك فابريغاس، غير أن الأمر لم ينجح. خشيت إدارة أياكس أن يمرّ النادي بما مر به موناكو، فاتّبعت سياسة تقضي بتأمين التعويض الملائم قبل التخلّي عن أيّ لاعب، ما حال دون السقوط هذا الموسم. لم يتأثر أياكس بفقدان لاعبيه على الصعيد المحلي، حيث يحتل صدارة الدوري هذا الموسم حتى الجولة 21 بـ50 نقطة، غير أنّ النادي تأثر أوروبياً بعد أن خرج من دور مجموعات دوري الأبطال محتلاً المركز الثالث.
يبدو أياكس في طريقه لإحكام قبضته على الألقاب المحلية للموسم الثاني على التوالي. النادي مرشح فوق العادة للتتويج بلقب الدوري، كما أنه مرشح لتجاوز عقبة خيتافي الإسباني في دور الـ32 من الدوري الأوروبي. مع اعتماد الفريق على المواهب التي يخرجها كل عام من أكاديمية النادي، يسير أياكس في الطريق الصحيح بانتظار تداعيات سياسة التخلي عن نجوم الفريق في السنوات المقبلة.



دي يونغ


أسهم فرنكي دي يونغ في وصول أياكس إلى نهائي الدوري الأوروبي عام 2017، وتمكن بفعل أدائه اللافت من الحصول على جائزة أفضل موهبة في ذلك الموسم. استمرّ أداء اللاعب في التطور الموسم الماضي، ما لفت نظر الأندية الأوروبية الكبيرة. خاض دي يونغ 65 مباراة مع فريق أياكس، سجل خلالها 6 أهداف وأعطى 10 تمريرات حاسمة. الأداء اللافت للاعب أشعل الصراع بين ناديي باريس سان جيرمان وبرشلونة لاستقطابه، ليتمكن الأخير في نهاية الأمر من حسم الصفقة لمصلحته، بعدما دفعت إدارة برشلونة ما قيمته 86 مليون يورو مع المتغيرات. هكذا، أصبح دي يونغ أغلى لاعب هولندي في التاريخ، متجاوزاً المدافع فيرجيل فان ديك الذي انتقل إلى ليفربول مقابل 84.4 مليون يورو من ساوثهامبتون.

كاسبر دولبيرغ


لم يشارك دولبيرغ كثيراً في مباريات أياكس الموسم الماضي، خاصةً بعد التعاقد مع تاديتش من ساوثامبتون الذي شارك بشكل أساسي في تشكيلة المدرب إيريك تين هاغ. رغم ذلك، انتقل مهاجم نادي أياكس الهولندي والدولي الدنماركي ​كاسبر دولبيرغ إلى نادي نيس الفرنسي، في صفقةٍ بلغت 20.50 مليون يورو​. تعتبر الفترة الأبرز لدولبيرغ في موسم 2016-2017 عندما قاد الفريق إلى نهائي بطولة الدوري الاوروبي. لعب كاسبرغ 120 مباراة برفقة أياكس في مختلف البطولات، سجل خلالها 45 هدفاً إضافةً إلى صناعته 17 أخرى.

دي ليخت


لعب المدافع الهولندي ماتياس دي ليخت دوراً بارزاً في تتويج نادي أياكس أمستردام بلقبي الدوري والكأس للموسم المنصرم، وبلوغ الفريق نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. أرقام لافتة حققها ابن الـ20 عاماً مع أياكس، حيث خاض 117 مباراة في مختلف المسابقات، سجّل خلالها 13 هدفاً بينها ثلاثة أهداف على الصعيد الأوروبي، أهمها هدف الفوز على يوفنتوس، الذي أسهم في إقصاء النادي الإيطالي من الدور ربع النهائي لدوري الأبطال الموسم الماضي. بعد تقديمه أداءً لافتاً في مختلف المسابقات، ارتبط اسم دي ليخت بالعديد من الأندية الأوروبية، ولا سيما نادي برشلونة الإسباني، غير أن الاهتمام المضاعف من نادي يوفنتوس تحديداً جعله ينتقل إلى إيطاليا قبل بداية الموسم. وبحسب الموقع الرسمي لنادي «السيدة العجوز»، فقد وصلت قيمة الصفقة إلى 75 مليون يورو يتم دفعها خلال خمس سنوات، وتكاليف إضافية قدرها 10.5 ملايين يورو

لاسي شوني


انضم لاعب الوسط الدنماركي لاسي شوني إلى جنوى الإيطالي بعقد يمتد لعامين مع إمكانية التجديد لعام ثالث. وكان شوني (33 عاماً) ضمن العناصر التي أسهمت في تحقيق فريق العاصمة الهولندية لثنائية الدوري والكأس في الموسم الماضي، إضافةً إلى بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. هذا وبلغت الصفقة 1.50 مليون يورو فقط، نظراً إلى عمر اللاعب، إضافةً إلى تبقّي عام واحد في عقده. قضى شوني سبعة أعوام مع أياكس، سجل خلالها 64 هدفاً، إضافةً إلى صناعته 52 تمريرة حاسمة خلال 286 مباراة.

حكيم زياش


أعلن نادي أياكس أمستردام الهولندي، مساء الخميس، توصّله إلى اتفاق مع تشيلسي الإنكليزي يقضي بانتقال المغربي حكيم زياش إلى صفوف البلوز، مع نهاية الموسم الجاري. وصرّح النادي الهولندي في بيان رسمي نشره عبر موقعه الإلكتروني: «توصل أياكس وتشيلسي إلى اتفاق يقضي بانتقال حكيم زياش إلى النادي الإنكليزي بداية من 1 يوليو/تموز 2020، حيث سيستمر اللاعب مع الفريق حتى نهاية الموسم الحالي». وأضاف: «تبلغ قيمة الصفقة 40 مليون يورو، ومن الممكن أن ترتفع إلى 44 مليون يورو، نظراً إلى المتغيرات والحوافز الإضافية». وكان زياش البالغ من العمر 26 عاماً قد انضم إلى أياكس قادماً من تفينتي الهولندي في عام 2016 مقابل 11 مليون يورو، علماً بأنه بدأ مسيرته مع الفريق الأول لنادي هيرينفين في الفترة الممتدة بين عامي 2012 و2014.