بهدف من النجم الأرجنتيني وأفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي، حقق برشلونة فوزاً شاقاً على ضيفه غرناطة ضمن الجولة العشرين من «الليغا» الإسبانية. هي المباراة الأولى للمدرب سيتيين، الذي وضع تشكيلته المناسبة من وجهة نظره، وقدّم مباراة لا بأس بها من ناحية الأرقام والإحصائيات، لكن ما هو مؤكّد، أن غرناطة ليس بالاختبار. 1005 تمريرات، هي حصيلة مجموع التمريرات التي لعبها زملاء الفرنسي أنطوان غريزمان خلال اللقاء، وهو أكبر عدد من التمريرات منذ 2012، وتحديداً عندما كان لا يزال المدرب بيب غوارديولا على رأس العارضة الفنية لبرشلونة. هذا الأمر يعكس ثقافة وفكر هذا المدرب «الأشيب»، الذي تمكّن من بلوغ هدفه من المباراة الأولى، وهو الاستحواذ.بلغت نسبة سيطرة النادي الكاتالوني على الكرة 82% بعد نهاية المباراة، وهذا ما يؤكّد أن سيتيين استطاع تغيير النمط وطريقة اللعب اللذين كان يتبعهما المدرب السابق فالفيردي. من بين النقاط الإيجابية أيضاً، هي الثبات والصلابة الدفاعية التي برزت خلال المباراة، فرغم ضعف قدرات فريق الخصم الهجومية، إلا أن التناغم بين المدافعين ولاعبي خط الوسط كان واضحاً. ربما هي أفضل مباريات لاعب خط الوسط وأحد أعمدة النادي سيرجيو بوسكيتس منذ بداية الموسم الحالي. قدّم بوسكيتس مباراة تكتيكية بامتياز، تمكّن خلالها من الاحتفاظ بالكرة وتمرير أكبر عدد ممكن من التمريرات.
بلغت نسبة سيطرة النادي الكاتالوني على الكرة 82% بعد نهاية المباراة


خلال اللقاء الأول لسيتيين، حاول المدرب الجديد تطبيق أفكاره التي كان قد اشتهر بها عندما كان لا يزال مدرباً لريال بيتيس، ومن بينها تغيير تشكيلة وخطة الفريق خلال مجريات اللقاء. في الكثير من دقائق المباراة، تحوّل الظهير الأيمن سيرجيو روبيرتو إلى مدافع ثالث إلى جانب كل من الفرنسي صامويل أومتيتي والإسباني جيرار بيكيه، ليصبح كل من جوردي ألبا والشاب الصغير آنسو فاتي لاعبي خط وسط إضافيين في حالة الهجوم، وإلى مدافعين إضافيين في حالة الدفاع والهجمات المرتدة من قبل غرناطة. على هذه الأفكار، كان يعتمد كيكي في بيتيس، لكن الأفكار لا تصلح في كل الأماكن ومع كل الأندية، فثقافة الفرق الأوروبية مختلفة عن بعضها البعض، وتبقى هذه الأفكار مجرد تجارب أجراها كيكي خلال مباراته الأولى كمدرب للنادي الكاتالوني. خلال عهد المدرب فالفيردي، لم يكن هناك وجود للاعب يدعى ريكي بويغ. ابن لاماسيا وصاحب العشرين عاماً، يعتبر من بين أفضل المواهب التي خرجت من المدرسة الكاتالونية في السنوات الخمس أو العشر الماضية. لم يمنح فالفيردي الفرص أبداً لريكي، ولولا الإصابات لما كان المتابعون قد شاهدوا الصغير آنسو فاتي لاعباً في التشكيلة. في هذه النقطة تحديداً، يختلف كيكي كثيراً عن أرنستو، ففي مباراته الأولى، أشرك كيكي الشاب ريكي بويغ بديلاً وقدّم نفسه بصورة جيدة أمام حوالى 66 ألف متفرج. يعتبر سيتيين من بين المدربين الذين يعتمدون بصورة أساسية على اللاعبين الشباب، وهذا ما سينعكس إيجاباً على ثنائي خط الوسط الذهبي المتمثّل بفرنكي دي يونغ الهولندي وآرثر ميلو البرازيلي، اللذين لم يأخذا فرصهما كما يجب مع فالفيردي، الذي كان يفضل الكرواتي إيفان راكيتيتش عليهما.
في أول مباراة رسمية له مع برشلونة، وبخط وسط أقل ما يقال عنه إنه من بين الأبطأ في أوروبا، استطاع أن يخلق تماسكاً دفاعياً وهجومياً لم يشهده النادي منذ فترة طويلة. أفكار وثقافة واضحة وطريقة لعب متقنة من دون وجود «عك كروي» واعتماد كلي على الفرديات وعلى ليو ميسي. وجود كل من راكيتيتش وفيدال وبوسكيتس في خط الوسط لم يمنعه من تطبيق أفكاره على أرض الملعب. برشلونة عاد ليتنفس من جديد.