لم يعرف نادي لاتسيو النجاح على صعيد الدوري منذ تحقيقه اللقب عام 2000، حيث كان المركز الثالث أفضل ما حقّقه في الألفية الجديدة. الفشل المحلّي منع الفريق من بلوغ دوري أبطال أوروبا، إذ تعود آخر مشاركة له في دوري الأبطال إلى عام 2007. الوضع تحسّن منذ مجيء سيموني إنزاغي، الذي يستعدّ لكسر السلسلة السلبية بعد تحقيق النادي العاصمي 10 انتصارات متتالية في الدوري هذا الموسم.انتهت القمة التي جمعت نابولي الإيطالي مع نظيره لاتسيو بفوز الأخير على أرضه (1-0). جاء الهدف في الدقيقة 82 بعد خطأ فادح من الحارس الكولومبي أوسبينا في إبعاد الكرة. فوز كسر سلسلة سلبية امتدت إلى خمس خسارات أمام الفريق الجنوبي، كما عزز النادي العاصمي مركزه الثالث، في موسمٍ هو الأفضل للمدرب سيموني إنزاغي منذ قدومه إلى النادي عام 2016.
عند المرور على أبرز أحداث العقد الماضي في الكالشيو، لا بدّ من ذكر يوفنتوس. خلال 10 سنوات فاز أبناء السيدة العجوز بـ8 ألقاب دوري إضافةً إلى العديد من الكؤوس المحلية، ما جعله النادي الأفضل في تلك الحقبة. تغيرت المعادلة مع بداية العقد الحالي، على خلفية تحسّن أغلب الفرق الإيطالية على رأسها إنتر ميلانو بقيادة المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي، من دون إغفال لاتسيو، الذي عاد إلى الواجهة من جديد بعد مجيء المدرب الإيطالي الشاب سيموني إنزاغي. مع توالي المواسم، أصبحت مواجهة لاتسيو في الدوري الإيطالي من الأصعب على أندية الكالشيو. توازن كبير بين الهجوم والدفاع وعمل جماعي متقن، أعاد الهيبة إلى القطب الثاني للعاصمة. التطور الكبير في المنظومة ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج العمل المستمرّ والتنسيق بين المدرب والإدارة.
بنى إنزاغي فريقاً من لا شيء، وجعله بين أفضل الفرق الإيطالية


إنزاغي ابن لاتسيو، لاعباً ومدرباً. فقد بدأ مسيرته التدريبية مع فريق شباب لاتسيو في الفترة الممتدة بين عامي 2010 و2016، ليعيّن بعدها مدرّباً للفريق الأوّل. في موسمه الأول، ظهرت لمسة سيموني الفنية بعد أن قدّم فريقاً مميّزاً من أسماءٍ صنعها بنفسه. منظومة شابة ضمّت متوسط الميدان الصربي سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش، صانع الألعاب الإسباني لويس ألبرتو إضافةً إلى المهاجم الإيطالي القناص تشيرو إيموبيلي (هداف الدوري الإيطالي هذا الموسم بـ20 هدفاً) عادت على الفريق حينها بالمركز الخامس في الدوري. استمر الثبات في الأداء خلال الموسم التالي، واحتل الفريق المركز الخامس مرة أخرى، غيرّ أنّ إنجازاً كبيراً كتبه المدرب حينها، بعد التتويج بلقب كأس السوبر الإيطالي إثر الفوز على العملاق المحلي يوفنتوس. بطولة وضعت إنزاغي بين كبار المدربين الإيطاليين، مثبتاً أن المال ليس السبيل الوحيد لنجاح نادٍ من عدمه.
لم يعرف إنزاغي النجاح في موسمه الثالث كما الحال في موسميه الأولين، بعد أن أنهى لاتسيو الدوري في المركز الثامن، غير أنه تمكّن من التتويج بكأس إيطاليا على حساب أتالانتا (2-0). سادت الضبابية حينها حول مستقبل إنزاغي مع «النسور»، على خلفية تراجع أداء الفريق إضافةً إلى وضعه ضمن دائرة مدربين مطلوبين من قِبل إدارتَي يوفنتوس وإي سي ميلان، غير أنّ إنزاغي استمرّ على رأس العارضة الفنية للفريق، مقدّماً أفضل موسم في مسيرته التدريبية حتى الآن.
بفوزه الأخير على نابولي، وصل لاتسيو إلى الانتصار العاشر توالياً في الدوري، وقد بدأ هذه السلسلة بالفوز على فيورنتينا (2-1) قبل حوالى 3 أشهر، مروراً بانتصاراتٍ ثقيلة أمام أندية إي سي ميلان، تورينيو ويوفنتوس. لم يكتفِ لاتسيو بالفوز على أبناء المدرب ماوريتسيو ساري في الدوري وحسب، حيث ألحق بيوفنتوس خسارة أخرى في أقلّ من شهر عادت على رجال إنزاغي بلقب كأس السوبر الإيطالي.
هكذا، بنى إنزاغي فريقاً من لا شيء، وجعله بين أفضل الفرق الإيطالية في السنوات الأخيرة، رغم ذلك، يستبعد المدرب الإيطالي فوز فريقه بالدوري هذا الموسم. الهدف هو احتلال مركز مؤهّل إلى دوري الأبطال، بانتظار تدعيمات الصيف لمواجهة استحقاقات الموسم المقبل.