فتح سوق الانتقالات الشتوي أبوابه منذ أسبوع. أسماءٌ عديدة انتقلت من أندية إلى أخرى، كان أبرزها المهاجم النروجي آرلينغ براوت هالاند الذي حطّ رحاله في نادي بروسيا دورتموند الألماني. مع احتدام المنافسة في أغلب الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، من المتوقّع أن يشهد الميركاتو صفقات تاريخية رغم قلّتها، قد يكون أبرزها ما يلي:
غارث بايل
سوق انتقالات جديد يُفتتح، ويحتلّ خلاله اللاعب الويلزي غارث بايل عناوين الصحف. اللاعب الذي جاء إلى ملعب السانتياغو بيرنابيو عام 2013 كأغلى صفقة في تاريخ ريال مدريد الإسباني، لا يزال عاجزاً حتى اللحظة عن تقديم مستوى يشفع له بالبقاء داخل أسوار النادي. مع استمرار مسلسل الإصابات، إضافةً إلى «الكراهية» المتبادلة بين اللاعب والمدرب من جهة، والجماهير من جهة أخرى، (رفع بايل لافتة كُتب عليها «ويلز ـ غولف ـ مدريد» الأمر الذي اعتبرته الجماهير قلّة احترام للنادي)، يبدو بايل أقرب من أيّ وقتٍ مضى إلى مغادرة السانتياغو بيرنابيو. قدم الجناح الويلزي أداءً مميّزاً في بداية مسيرته في العاصمة الإسبانية، غير أن ذلك الأداء أخذ يتراجع تدريجياً تبعاً لعوامل عديدة. تمثل العامل الأول بمجيء بايل إلى ريال ـ رونالدو. الفريق كان يتمحور حينها حول نجمه البرتغالي الأول كريستيانو رونالدو، فتعمل المنظومة على إمداده بالفرص اللازمة للحصول على أعلى معدّل تهديفي ممكن، الأمر الذي حال دون تألّق بايل. مع رحيل رونالدو إلى نادي يوفنتوس الإيطالي، تأملت الإدارة عودة جناحها الويلزي إلى مستواه المعهود، غير أنّ السلبيات أخذت منحى جديداً وأدّت إلى استمرار غرق بايل. مشاكل كبيرة مع مدرب الفريق زين الدين زيدان، وصلت إلى حدّ المواجهات الكلامية العلنية عبر وسائل الإعلام، انعكست سلباً على غرفة ملابس الفريق. حينها، أظهر زيدان عدم رغبته في أن يلعب بايل مع الفريق، غير أنّ سعر اللاعب «احترق» في الميركاتو، ما أوقف عملية بيعه. عاد الويلزي بعدها إلى تشكيلة الفريق بطلبٍ من رئيس النادي فلورنتينو بيريز، تزامناً مع كثرة إصابات لاعبي الريال، على أن ينظر في مستقبله في الميركاتو الشتوي.
مع عودة اللاعبين من الإصابة إضافةً إلى تأقلم الوافدين الجدد، يبدو بايل في طريقه إلى مغادرة الفريق. في ظلّ راتبه المرتفع مقارنةً بعمره وعطائه، قد يدرج بيريز اللاعب في صفقة تبادلية مع مانشستر يونايتد لاستقدام بول بوغبا الذي يعيش بدوره ظروفاً صعبة في بريطانيا.

بول بوغبا
برز النجم الفرنسي بول بوغبا مع يوفنتوس كأحد أفضل اللاعبين الواعدين في عالم كرة القدم. أداءٌ ثابت في وسط الميدان وأهداف استثنائية جعلت من بوغبا اللاعب الشامل الذي يسعى أيّ ناد] في العالم لاستقدامه. مع كثرة العروضات المنهالة على الشاب الفرنسي، فضّل بوغبا العودة إلى مانشستر يونايتد في صفقة تاريخية بلغت 100 مليون يورو. صفقة استثنائية كانت بمثابة الهدية من إدارة النادي إلى المدرب السابق جوزيه مورينيو لإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح، غير أن أداء الوافد الفرنسي لم يكن على قدر التطلّعات في الأولد ترافورد، وذلك لاعتباراتٍ عدة.
يبدو ريال مدريد أكثر الأندية حظاً للحصول على توقيع الفرنسي بول بوغبا


عندما كان بوغبا لاعباً ليوفنتوس، تمتّع بحرية اللعب المطلق. سمح وجود أرتورو فيدال خلفه بشغله أغلب مساحات الملعب. مع مورينيو اختلف الأمر، إذ لم يكتفِ المدرب البرتغالي بوجود الارتكاز الدفاعي نيمانيا ماتيتش إلى جانبه، بل حبس بوغبا في النصف الأول من الملعب من دون إعطائه الحريّة اللازمة لإظهار إمكاناته. رحل مورينيو بعدها، وحلّ مكانه سولشاير فعاد بوغبا إلى أدائه المعهود. استفاد حينها اللاعب الفرنسي من الاستقرار العام للفريق وسخّر حافزه لإثبات خطأ مورينيو في خدمة المنظومة، خاصة بعد تحريره من القيود الدفاعيّة، فوجد نفسه مجدّداً بعد أن أحسّ بقيمته وتأثيره على الفريق. في الموسم الحالي، تراجع بوغبا، حاله كحال أغلب اللاعبين بعد أن غاب الحافز وظهرت عيوب سولشاير الفنية. مع سوء تخطيط الإدارة لعودة الفريق إلى منصّات التتويج، أعلن بوغبا قبل أشهر قليلة رغبته في ترك صفوف النادي والبحث عن تحدٍّ جديد، ما جعله خارج حسابات المدرب في المباريات القليلة الماضية، تزامناً مع تعرضه لإصابة طفيفة. في ظلّ تراجع أداء الكرواتي لوكا مودريتش، وإعجاب زيدان بإمكانيات مواطنه الفرنسي منذ فترة، يبدو الميرينغي أقرب الأندية للحصول على خدمات بوغبا. بالنظر إلى الوفرة في تشكيلة ريال مدريد وعدم رغبة الإدارة في البذخ تجنّباً لمخالفة قواعد اللعب المالي النظيف، قد يتّجه الفريق الملكي لإدراج أحد لاعبيه في الصفقة إضافةً إلى مبلغ مالي، وبحسب صحيفة «ذا صن» الإنكليزية، فإن الريال قد يدرج على الأقل واحداً من: غارث بايل، إيسكو، لوكا مودريتش، توني كروس للحصول على بول بوغبا.

جايدن سانشو
بعد قدوم المدرب السويسري لوسيان فافر على رأس العارضة الفنية لنادي بروسيا دورتموند، توهّج الشاب الإنكليزي جايدن سانشو، وأصبح اللاعب الأهم في هجوم الفريق، مستفيداً أيضاً من الإصابات المتكرّرة للقائد ماركو رويس. أداء استثنائي يقدمه لاعب مانشستر سيتي السابق هذا الموسم، بعد أن تمكّن من تسجيل 9 أهداف وصنع 10 في 15 مباراة في الدوري الألماني. الأداء اللافت جعل سانشو مطلباً رئيسياً للعديد من الفرق، على رأسها تشلسي الإنكليزي الذي يجهز عرضاً بقيمة 120 مليون يورو لضمّه، بحسب الصحافة الإنكليزية.


بعد تقليص العقوبة التي فُرضت على تشيلسي بحرمانه التعاقد مع لاعبين لسوقَي انتقالات، والاكتفاء بالحرمان من السوق الصيفي الماضي، جهزت إدارة النادي ميزانية ضخمة لدعم المدرب الجديد فرانك لامبارد، الذي وضع بدوره سانشو على رأس اهتماماته في السوق الحالي. كانت الأمور تتجه إلى الحسم في الأيام المقبلة إلى أن دخل متصدر الترتيب العام ليفربول على الخط. في ظل الأيام الذهبية التي يعيشها الريدز مع المدرب الألماني يورغن كلوب، قد يفضّل سانشو تمثيل ألوان ليفربول على اللون الأزرق، غير أن ثبات أداء الثلاثي الهجومي (فيرمينو- صلاح-ماني) يحول دون ضمان مركز أساسي لسانشو. مع كثرة الشائعات حول رحيل ساديو ماني إلى ريال مدريد، قد يكون سانشو المعوض الأمثل للاعب السينغالي، غير أن قدوم الشاب الإنكليزي قد يتأجل إلى الصيف المقبل في ظلّ صعوبة تخلّي كلوب عن أفضل لاعبيه هذا الموسم.