فوز أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني عام 2013 كان بمثابة بداية هذه الشرارة وهذه «الثورة» من قبل الأندية المتوسطة التي كان «الأتلتي» يُعد واحداً منها. المدرب القدير دييغو سيميوني كسر هذه الحواجز، وكان صاحب الكلمة الأولى في وجه كل من الثنائي التاريخي للدوري الإسباني، ريال مدريد وبرشلونة. ومنذ ذلك الحين، وحتى اليوم، تتحسّن وتتطوّر الأندية الإسبانية بصورة ملحوظة، وهذا ما تؤكّده دائماً أندية الوسط في الليغا خلال مشاركاتها المميزة في المحافل الأوروبية وخصوصاً في الدوري الأوروبي أو «يوروباليغ». نادي أشبيلية كتب التاريخ عندما حقق ثلاث بطولات متتالية للـ«يوروباليغ»، تماماً كما كتبه ريال مدريد في دوري الأبطال حين حقق 4 ألقاب من آخر 6 مشاركات له في دوري الأبطال. الليغا الإسبانية هذا الموسم مختلفة تماماً، وكأنّ بها ترد على الكثير من المنتقدين ومن بينهم محبو الدوري الإنكليزي الذي يسيطر عليه ليفربول بالطول والعرض. 40 نقطة من 57 ممكنة للثنائي المنافس على لقب الليغا الإسبانية.
باتت أندية منتصف الترتيب تتجرّأ على ريال مدريد وبرشلونة بصورة واحدة
17 نقطة أهدرها كل من برشلونة وريال مدريد أمام منافسين لم يكونوا ليحلموا بمثل هذه الانتصارات على الثنائي الأقوى تاريخياً على المستوى المحلي. الحديث هنا عن أندية كغرناطة، ريال بيتيس، خيتافي، فالنسيا، أشبيلية، ريال سوسيداد وأتلتيك بلباو وغيرها من الأندية التي أضحت تدخل المباريات الكبيرة متفائلة بسبب ما يقوم به زملاؤها من أندية الدوري.
لا شكّ في أن هذه الحالة ستُضيف نكهة جديدة افتقدتها الليغا الإسبانية منذ سنوات، وستُعطي طعماً جديداً لدوري كان يسرح ويمرح فيه كل من الثنائي، ريال مدريد وبرشلونة. الأخير، غابت عنه النتائج الكبيرة هذا الموسم، واللعب في معقل الكامب نو لم يكن كما كان في السابق. الأندية أصبحت أكثر جرأة، وتمتلك بيدها القرار بتهديد أندية المقدّمة، وتحاول جاهدةً إثبات نفسها ومدربيها ولاعبيها خلال مواجهتها لأندية القمّة. تعادل مدريد مع أتلتيك بلباو على أرضية السانتياغو بيرنابيو، وتعادل «البلاوغرانا» في معقل إسبانيو أول من أمس، يؤكدان أن الليغا هذا الموسم ستكون مختلفة، وهذا ما سيعطيها بكل تأكيد طعماً مميزاً ومختلفاً عمّا اعتاد عليه جمهور الكرة الإسبانية تحديداً والأوروبية عموماً.