يستقبل متصدّر الدوري الألماني ومفاجأة هذا الموسم بروسيا مونشنغلادباخ اليوم صاحب المركز الرابع وحامل اللقب في السنوات الماضية بايرن ميونيخ. مباراة، تُعتبر اختباراً حقيقياً لمتصدّر الدوري، نظراً لمواجهته أحد المنافسين الحقيقيين على لقب الـ«بوندسليغا» هذه السنة. غلادباخ تغيّر عن الموسم الماضي، بل إنه يحقق اليوم ثاني أفضل انطلاقة في تاريخه بعد موسم 1976، الموسم الذي حقّق فيه اللقب.يعتمد نادي بروسيا مونشنغلادباخ كثيراً على المباريات التي تُقام على أرضه وبين جماهيره، فهو حقّق الانتصار في آخر خمس مباريات خاضها في ملعبه «بروسيا بارك»، مسجلاً 18 هدفاً أي بمعدل 3.6 هدف في المباراة الواحدة. فريق هجومي بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى. يملك متصدّر الدوري الألماني عدد الأهداف عينه الذي حصده بروسيا دورتموند حتى الآن في الموسم الحالي (28 هدفاً لكلّ فريق). الأمر الذي يشير إلى مدى قوّة خط الهجوم لدى غلادباخ، فأن يكون عدد الأهداف متساوياً مع عدد الأهداف المسجّلة من أحد أهم وأبرز الفرق على الصعيد الهجومي في ألمانيا وأوروبا، فهذا ليس بالأمر السهل أبداً.
تاريخياً، وتحديداً في فترة السبعينات، كانت المباراة ما بين بايرن ميونيخ وبروسيا مونشنغلادباخ تُعتبر أهم مباراة في ألمانيا. مصطلح «كلاسيكر» الذي يتمّ تداوله اليوم كثيراً، وتحديداً منذ ولادة الصراع الثنائي ما بين كلّ من بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند، تعبيراً عن اللقاء الأهم في ألمانيا، هو ليس بالمصطلح الجديد، بل هو يعود لأكثر من 40 عاماً. مباراة الـ«كلاسيكر» كانت تمثّل اللقاء الأبرز في ألمانيا ما بين غلادباخ وميونيخ، الناديين اللذين انحصر الصراع بينهما على صدارة الدوري ولقب «البوندسليغا». في تلك الفترة، كان متصدّر الدوري الألماني الحالي يُعتبر من بين أهم الأندية الألمانية وحتى الأوروبية. تمكّن غلادباخ في عصره الذهبي من تحقيق لقب الدوري مواسم 1970، 1971، 1975 و1977، إضافة إلى تتويجه بلقب الـ«Uefa cup» موسمي 1975 و1979. وفي 1977، تمكّن النادي من بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا بنظامه القديم، لكنه خسر المباراة على يد ليفربول الإنكليزي.
يعتبر بروسيا مونشنغلادباخ من أكثر الأندية المنظمة في ألمانيا حالياً


غلادباخ ليس من بين الأندية التي ولدت اليوم، بل له تاريخ عريق في كرة القدم الألمانية والأوروبية. تحت قيادة المدرب ماركو روز، يتصدّر اليوم بروسيا مونشنغلادباح الدوري الألماني وبفارق 4 نقاط عن صاحب المركز الرابع بارين ميوينخ، وهذا إذا ما دلّ على شيء، فهو على العمل الجاد والمميّز الذي يقدّمه هذا المدرّب الشاب (43 عاماً) مع فريقه الحالي. نقاط إيجابية كثيرة ظهرت تحت قيادة روز، أبرزها، إعادة الجماهير لرائحة «السبعينات» التي غابت لأكثر من 30 سنة، ومن بين هذه النقاط أيضاً، الموهبة الفرنسية الشابة ماركوس تورام (22 عاماً)، إبن اللاعب السابق ليوفنتوس وبرشلونة، الفرنسي ليليان تورام. حتى الجولة الـ13 من الدوري، سجّل تورام 6 أهداف وقدّم لزملائه في الفريق 4 تمريرات حاسمة. مباراة بايرن ميونيخ ستكون «المعبر» الذي سينتقل من خلاله تورام إلى العالمية في حال تألقه، ومن الطبيعي حينها أن تتسلّط عيون الكشافين الرياضيين عليه. اللاعبون الكبار يظهرون في المباريات الكبرى، وفي الوقت الذي يحتاج له الفريق أكثر من أيّ وقت مضى، وهذا ما يجب أن يقوم به تورام في الـ«كلاسيكر الحقيقي».
على الجانب الآخر، لا مجال للتعثّر مرّة جديدة بالنسبة لبايرن ميونيخ. خسارة «آليانز آرينا» الأخيرة أمام باير ليفركوزن (2-1)، أعادت «شبح الخوف» الذي ظهر جلياً خلال فترة المدرب السابق نيكو كوفاتش. لا يمكن الجزم بأن بايرن قادر على الإطاحة بغلادباخ اليوم، نظراً لتذبذب المستوى الذي يمرّ به النادي البافاري، مقارنة مع الثبات في الأداء الذي يعيشه زملاء المهاجم السويسري إريك إمبولو. مباراة ستحدّد الكثير من المعطيات، من بينها «النفس الطويل» لدى متصدّر الدوري، وقدرة البايرن على تخطّي منافس منظّم كبروسيا مونشنغلادباخ، بعد تعثّره في كثير من المناسبات أمام هذه الأندية التي تملك تنظيماً مميزاً وتناغماً عالياً.