بعد نجاح الموسم الماضي لبوروسيا دورتموند تحت قيادة المدرب الجديد لوسيان فافر، منحت الإدارة مدربها السويسري ميزانية ضخمة لإعادة الفريق إلى منصات الألقاب من جديد. مواهب شابة عديدة استُقدمت إلى السيغنال آدونا بارك، قدمت الإضافة المطلوبة إلى الفريق وجعلته المرشح الأبرز للتتويج بالألقاب المحلية. ما هو لافت، تألّق الظهير الشاب أشرف حكيمي القادم على سبيل الإعارة من ريال مدريد، ومساهمته بشكل مباشر في نتائج الفريق الإيجابية، التي كان آخرها الفوز على إنتر ميلانو في دوري الأبطال.شكّلت المباراة التي جمعت دورتموند بضيفه الإيطالي إنتر ميلانو، قمةً للجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا. الفريقان كانا بحاجة ماسّة إلى النقاط الثلاث في ظل المنافسة الشديدة على مقاعد التأهل في هذه المجموعة، خاصةً بعد تعثر برشلونة في مباراته أمام المتذيّل سلافيا براغا. أمام الإنتر، قدّم حكيمي أفضل أداء له منذ قدومه إلى دورتموند، ما ساهم بمساعدة فريقه على قلب الطاولة. تقدمّ الضيف الإيطالي عبر مهاجمه المتألق لوتارو مارتينيز في الدقيقة الخامسة، ثم عزّز زميله ماتياس فيتشينو النتيجة بهدفٍ ثانٍ في الدقيقة 40. سيناريو كاد ليكون مماثلاً لما حدث في مباراة الذهاب، التي انتهت حينها بفوز الإنتر بهدفين من دون مقابل، غير أنّ صحوة دورتموند في الشوط الثاني من مباراة الإياب أعطت المباراة نهاية دراماتيكية. انتفض أصحاب الأرض في الشوط الثاني، ونجحوا في تسجيل 3 أهداف عادت على الفريق بثلاث نقاط مهمة، ووضعته ثانياً في المجموعة بـ7 نقاط خلف المتصدر برشلونة (8 نقاط). اللافت في الموضوع، تسجيل الظهير أشرف حكيمي هدفين، ليستكمل بذلك نسقه المتصاعد أخيراً.
بعد المباراة الـ«مجنونة»، احتفت الصحافة الألمانية بأشرف حكيمي، فعنونت إحداها «حكيمي يتوج دورتموند»، فيما قالت أخرى «حكيمي مصارع الثيران» و «حكيمي الرائع». بعد أدائه الاستثنائي، حصل أشرف حكيمي على تقييمات عالية وصلت إلى 10 من 10 بحسب موقع التقييم العالمي «who scored».
لا يوجد بند في العقد ينص على إمكانية شراء خدمات اللاعب بعقد دائم


رغم سعادة الألمان بأداء المغربي، أثار تألق حكيمي مخاوف القيّمين حول مستقبله في دورتموند، بحيث أصبح من المرجّح خروجه من السيغنال ادونا بارك مطلع العام المقبل. فقد جاء حكيمي إلى دورتموند العام الماضي على سبيل الإعارة من ريال مدريد لمدة موسمين، على أن تنتهي فترة الإعارة في الصيف المقبل. وبحسب موقع «فوسبال ترانسفير»، لا يوجد بند في العقد ينص على إمكانية شراء خدمات اللاعب بعقد دائم، ما يجعل الكرة في ملعب الميرنغي. وأضاف الموقع: «ينبغي أن يفرح جمهور دورتموند بوجود حكيمي في النادي حتى الصيف المقبل، فمسألة استمرار حمله للقميص الأصفر والأسود ضعيفة جداً، خاصةً بعد ظهوره الاستثنائي أمام الإنتر».
مع مرور النادي الملكي بفترة انتقالية، وحاجة الفريق الماسة إلى ظهير أيمن في ظل تراجع مستوى كارفاخال وعدم استقرار أداء أودريوزولا، من المرجّح أن يتجه الريال إلى إعادة الظهير المغربي لأسوار السانتياغو بيرنابيو. عودة حكيمي ستفيد الفريق أيضاً لمحاكاة قوانين اللعب المالي النظيف التي تفرضها الـ«فيفا»، نظراً لكونه لاعباً تدرّج في فرق الناشئين للنادي.
الأرقام وحدها تظهر الإضافة التي قد يقدمها حكيمي للميرينغي، إذ سجل حكيمي 4 أهداف حتى الآن في دوري الأبطال، متفوّقاً على لاعبي الريال كافةً قبل مباراة الفريق الأخيرة أمام نادي غلطة ساراي (3 أهداف جاءت من مباراتي كلوب بروج وذهاب مواجهة غلطة سراي)، هذا وقد أصبح رصيد حكيمي هذا الموسم 6 أهداف، إضافةً إلى صناعته هدفين في مختلف البطولات حتى الآن.
في حديثٍ لحكيمي قبل نهاية الموسم الماضي، قال «لن أكذب، طبعاً أحب أن أحتفل هناك، فقد ترعرعت في مدريد وهناك بيتي وأريد أن أواصل تطوري هناك». تصريح يعطي صورة أوضح عمّا قد يحدث في المستقبل القريب، غير أن الكلمة الأخيرة ستكون عند رئيس النادي الإسباني فلورنتينو بيريز، الذي قد يتخلى عن اللاعب كما فعل بالكرواتي ماتيو كوفازيتش حين باعه لتشيلسي رغم تألقه في فترة الإعارة.