في السنوات الأخيرة، تراجعت أسهم نادي آرسنال الإنكليزي على خلفية سياسة التقشف التي اتّبعتها الإدارة والتي ساهمت بابتعاد الفريق عن منصّات التتويج. في سبيل العودة اتخذت إجراءات كثيرة كان أهمها التخلي عن مدرب الفريق الأسطوري آرسن فينغر وتعيين الإسباني أوناي إيمري، واعتماد سياسات استثنائية لاستقدام اللاعبين، كما الحال في صفقة نيكولاس بيبي الذي جاء «بالتقسيط» على 4 سنوات. رغم ذلك، لا يزال النادي اللندني يغرق في المشاكل.مع آرسن فينغر عُرف آرسنال بأنه النادي الرابع في إنكلترا، نظراً لاحتلال الفريق المركز الرابع في أغلب مواسم السنوات الـ15 الأخيرة. أمرٌ انتقدته الجماهير حتى طالبت برحيل المدرب الفرنسي. زاد الأمر سوءاً بعدم تأهل الفريق إلى دوري الأبطال في الموسمين الأخيرين لآرسن فينغر. على ضوء مطالبات الجماهير المستمرة، رحل المدرب الفرنسي المخضرم عن النادي بالتراضي ليخلفه الإسباني أوناي إيمري، غير أن الأمر لم يتغير، بل زاد سوءاً.
مع توالي الجولات، ظهر شيئاً فشيئاً سوء قرار الإدارة، إذ تشير الإحصائيات إلى تفوق فينغر في آخر 48 مباراة له مع آرسنال من حيث معدل تحقيق النقاط، مقارنةً بأول 48 مباراة لإيمري في لندن. التخبطات المتتالية للنادي هذا الموسم جعلته يقبع في المركز الخامس محلياً بـ4 انتصارات، 4 تعادلات وخسارتين، مبتعداً عن المتصدر ليفربول بـ12 نقطة.
المسؤولية عن النتائج السيئة للفريق تتوزع، فيتحمل جزءاً منها المدرب الإسباني أوناي إيمري وبدرجةٍ أكبر الإدارة التي تتبع سياسة غير واضحة، إضافة إلى اللاعبين.
أقدم قائد الفريق السويسري غرانيت تشاكا على شتم جمهور فريقه بعد تبديله


الإرباك والخلافات الحاصلة داخل النادي بدأت تخرج إلى العلن، حتى أن اعتراضات الجمهور باتت أكبر اليوم، حتى وصل الأمر إلى الاحتكاك بين اللاعبين وقسم من الجمهور، وما قام به اللاعب غرانيت تشاكا أخيراً خير دليل على ذلك.
ففي المباراة الأخيرة التي جمعت آرسنال بجاره اللندني كريستال بالاس، تقدم الـ«غانرز» على الضيوف بهدفين عبر مدافعيه اليوناني سوكراتيس والبرازيلي ديفيد لويز في الدقائق العشر الأولى، قبل أن يتمكن كريستال بالاس من العودة عبر ركلة جزاء ترجمها لوكا ميليفويفيتش قبل نهاية الشوط الأول، ليدرك جوردان أيو بعدها التعادل في الدقيقة 52. شهدت المباراة أحداثاً درامية، تمثّلت بإلغاء هدف للـ«غانرز» آرسنال في الدقائق الأخيرة من المباراة بعد العودة إلى تقنية الـ«فار»، حرمت الفريق من نقطتين مهمتين في السباق نحو المقاعد الأربعة الأولى، وهو ما أثار غضب الجماهير. لم يكن سيناريو النتائج السيئة المتكررة حدث اللقاء الأبرز، إذ أقدم قائد الفريق السويسري غرانيت تشاكا على شتم جمهور فريقه وخلع قميصه ورميه في النفق المؤدي إلى غرف الملابس عند تبديله، بعد إطلاق الجماهير صافرات الاستهجان ضده نتيجة لغضبها على الأداء السلبي للفريق.
احتلت الواقعة عناوين الصحف الرياضية حول العالم، غير أنها لم تنتهِ في الملعب، بل امتدت تداعياتها لواقعة أخرى كانت من بطولة مهاجم الفريق ألكسندر لاكازيت، الذي قام بالإعجاب على موقع «انستغرام» بكلمات أحد مشجعي الفريق، تضم انتقادات للمدرب ومطالبات برحيل تشاكا. التصرف المشين لتشاكا، جعل الجماهير كافة تطالب برحيله فوراً عن النادي، غير أن الفريق انقسم لمعسكرين حول الواقعة، فمنهم من عارض هذا التصرف كلاكازيت، ومنهم من سعى لتهدئة الأوضاع، كنائب القائد الثالث بيليرين الذي غرد على تويتر قائلاً: «نحن جميعاً بشر ولدينا مشاعر، أحياناً لا يكون من السهل التعامل معها»، كما دعا لفتح صفحة جديدة بقوله: «حان الوقت لنساعد بعضنا البعض وليس العكس، نحن نفوز عندما نكون معاً». من جانبه، أكد إيمري خطأ تشاكا، مشيراً إلى أنه سيتحدث معه عن تلك الواقعة في وقتٍ لاحق.