في مبارياته الثماني الأولى، حقق ليفربول ثمانية انتصارات ليتصدر الدوري الإنكليزي الممتاز بالعلامة الكاملة. اختبارات صعبة اعترضت «الريدز»، تجاوزها جميعاً بأداءٍ غير ثابت. تمثلت المفاجأة بالتعثّر الأول للفريق أمام مانشستر يونايتد، النادي الذي يمر بأحد أسوأ حالاته على الإطلاق. الأداء السيّئ للشياطين الحمر تحت قيادة المدرب النروجي أولي غونار سولشاير، إضافةً إلى تعرّض العديد من اللاعبين للإصابة، جعلت مباراة الأسبوع الماضي تحصيلاً حاصلاً لرجال يورغن كلوب، غير أن ما حدث كان مغايراً تماماً. استغل يونايتد الوضع ولعب على نقاط قوته التي تمثلت في الدفاع المكثّف والاعتماد على الهجمات المرتدة، ليتقدم حتى الدقيقة الـ85 بهدف من توقيع المهاجم الإنكليزي ماركوس راشفورد، إلى أن عدل آدام لالانا الكفة لليفربول قبل نهاية المباراة. انتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي، مدوّناً التعثر الأول لليفربول هذا الموسم على الصعيد المحلي. نتيجة أحيت آمال المطاردين المباشرين للمنافسة على اللقب، فيما فتحت أبواباً كثيرة على الريدز.في الموسم الماضي، حقق ليفربول لقب دوري أبطال أوروبا، كما أنه كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز (خسر ليفربول الدوري في الجولة الأخيرة لصالح مانشستر سيتي بفارق نقطة). الثبات الفني في منظومة المدرب الألماني يورغن كلوب، جعلته يدخل هذا الموسم من دون إبرام أي صفقة، مكتفياً بعودة اللاعب تشامبرلين من الإصابة، للحؤول دون زعزعة الاستقرار في الفريق. قرارٌ أثبت نجاحه حتى اللحظة. ماذا عن الاستحقاقات المقبلة؟ ظهر في المباراة السابقة، كما الحال في بعض مباريات الدوري هذا الموسم، عدم قدرة ليفربول على تقديم الفاعلية الهجومية عينها أمام الفرق التي تلعب بأسلوب دفاعي صلب. دكة بدلاء الفريق الضعيفة كلّفت ليفربول النقطتين الأوليين أمام يونايتد. رصيد قد يتضاعف في الاستحقاقات المقبلة، خاصة في فترة الـ«بوكسينغ داي»، الفترة التي يُلعب خلالها العديد من المباريات في فترة قصيرة تزامناً مع الأعياد، والتي عادةً ما تسفر عن إصاباتٍ كثيرة بين صفوف الأندية. حتى الآن، يسير ليفربول في طريقه الصحيح لتحقيق لقب الدوري الأول له منذ 30 عاماً. سيتوجّب على رجال كلوب الفوز أمام توتنهام الـ«مهزوز» في مباراة الغد وتجاوز خيبة اليونايتد لإعادة الاستقرار من جديد، وإلا فسيدخل الفريق في منعطف مظلم، في ظل ازدحام الجدول بالمباريات الصعبة.
خسر ليفربول نقطتين مهمتين أمام مانشستر يونايتد بسبب ضعف دكة بدلائه


على الجانب الآخر، يدخل توتنهام اللقاء منتشياً بفوزه الأوروبي الكبير أمام فريق كرفينا كفيزدا (5-0). انتصارٌ أوقف سلسلة النادي اللندني السلبية التي امتدت لثلاث مباريات متتالية من دون انتصار، وهو الفوز الرابع فقط للفريق في مختلف المسابقات هذا الموسم.
على عكس ليفربول، أبرم توتنهام العديد من الصفقات في الصيف الماضي؛ بدأ الأمر بالتعاقد مع متوسط الميدان الفرنسي تانغي ندومبيلي. اللاعب الذي كان على رادار عدد من الأندية الأوروبية المهمة، اختار الذهاب إلى لندن مقابل 60 مليون يورو، ليصبح أغلى صفقة في تاريخ النادي، متخطياً المدافع الكولومبي دافينسون سانشيز الذي جاء في موسم 2017/2018 مقابل 40 مليون يورو. بعدها، جرى التعاقد مع الجناح الإنكليزي الشاب ريان سيسينيون من فولهام، فيما اختتم توتنهام سوق انتقالاته بالتوقيع مع جيوفاني لو سيلسو من ريال بيتيس على سبيل الإعارة. مع توالي المباريات، لم تثبت الأسماء الجديدة فعاليتها. ترافق الأمر مع تراجع أداء العديد من الأسماء البارزة في الفريق على رأسها الدنماركي كريستيان إيريكسن، أما النتيجة فكانت سقوط توتنهام في الدوري واحتلاله المركز السابع بعد مضي 9 جولات.
مباراة غد هي بمنزلة اختبار الحقيقة للطرفين على اختلاف الأهداف. ليفربول لإثبات قدرته على تحقيق اللقب من دون إضافة أسماء جديدة، وتوتنهام للعودة إلى الطريق الصحيح.