يستمر مسلسل العنصرية في إيطاليا، كما في عدد من الدوريات الأوروبية الأخرى، وخاصة إنكلترا وفرنسا. منذ يوم الأحد الماضي، تصدرت عناوين الصحف، و«تراند» وسائل التواصل الاجتماعي قضية مهاجم نادي إنتر ميلانو الجديد روميلو لوكاكو مع جماهير كالياري، الذين وجهوا عبارات عنصرية للاعب خلال مباراة بين الفريقين في الدوري. لكن الأمر اللافت كان تعامل جماهير الإنتر مع مهاجمهم، ومحاولتهم تبرير العنصرية.ووجّه جماهير نادي إنتر ميلانو الإيطالي رسالة إلى مهاجم الفريق البلجيكي عبر صفحة «L’urlo della Nord» على فايسبوك، وذلك بعد حادثة «العنصرية» في الجولة الثانية من الدوري الإيطالي. وبرّر جماهير «النيراتزوري» ما أقدم عليه جماهير نادي كالياري في المباراة من هتافات وإيحاءات عنصرية (تقليد صوت وحركات القردة) تجاه اللاعب لوكاكو قبل تسديده ركلة الجزاء التي وهبت الإنتر النقاط الثلاث. وجاء في الرسالة «يجب عليك تفهّم ما حدث، لا يمكنك اعتبار ما قام به الجماهير فعلاً عنصرياً، العنصرية ليست موجودة في إيطاليا، إنّما تستخدم بعض العبارات بهدف تشتيت انتباه لاعبي فريق الخصم، وهذا ما حدث معك». وأضاف البيان «نحن هنا دائماً نستقبل العديد من اللاعبين في نادينا، ومن أي مكان في العالم، ولا يمكن اتهام ايطاليا بالعنصرية التي تعتبر منعدمة في بلادنا مقارنة بغيرنا من دول شمال أوروبا».
من جهته، وجّه روميلو لوكاكو رسالة إلى جماهير كالياري عبر صفحته الرسمية على «إنستغرام» قال فيها «عانى العديد من اللاعبين في الشهر الماضي من العنصرية، أنا منهم أمس. كرة القدم لعبة يستمتع بها الجميع، ويجب ألا نقبل أي شكل من أشكال التمييز». وتابع «أتمنى أن تتفاعل اتحادات كرة القدم في جميع أنحاء العالم بقوة مع جميع حالات التمييز».
وتعدّ رسالة جماهير الإنتر لمهاجم فريقها نوعاً من الـ«تبرير» لما قام به جماهير نادي كالياري، وهذا ما لا يمكن قبوله نظراً الى تكرار هذه المشاهد في الملاعب الإيطالية خلال الفترة الأخيرة. وبالعودة الى تاريخ جماهير نادي كالياري، فهي قد تعرضت بعبارات وإشارات عنصرية تجاه لاعب يوفنتوس السابق الإيطالي مويس كين خلال الموسم الماضي. وفي عام 2018، مارس هؤلاء الجماهير عنصريتهم ضد بليس ماتويدي، وكذلك عام 2017 ضد سولي علي مونتاري، وفي عام 2010 أيضاً ضد صامويل إيتو. حتى إن جماهير إنتر ميلانو أنفسهم رددوا عبارات عنصرية ضد مدافع نادي نابولي كاليدو كوليبالي خلال الموسم الماضي.
ظاهرة العنصرية تكبر في إيطاليا ومختلف الملاعب الأوروبية أيضاً، ومحاولة جماهير إنتر تبرير هذا الأمر أو تحويره، يصب في مصلحة تكرار هذه المشاهد والإساءات العنصرية أكثر في إيطاليا، كما أنه عدم احترام للاعب فريقهم، ولجميع اللاعبين أصحاب البشرة السمراء، كما انه يعزز الكراهية.
وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر متابعة ضرورة ان تتخذ الاتحادات الأوروبية، ومن خلفها الاتحادان الأوروبي والدولي لكرة القدم خطوات صارمة للحد من الظاهر العنصرية في الملاعب.