خلال المواسم الثلاثة الأخيرة قدم نادي ليفربول الإنكليزي أداء جيّداً، فوصل إلى نهائي الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» في مناسبة، كما حلّ وصيفاً لريال مدريد في دوري الأبطال، وبعدها أحرز اللقب الأوروبي الأغلى. أداء تصاعدي للنادي الإنكليزي، جعله قريباً من تحقيق لقب الدوري بعد 29 عاماً. الجميع انتظر ليفربول في سوق الانتقالات الصيفية الحالي، وخيارات مدربه الألماني يورغن كلوب لتدعيم الصفوف، ولكن لا جديد حتى الآن.مع اقتراب موعد انطلاق الموسم الجديد في إنكلترا، بات واضحاً أن صورة معظم الأندية تغيّرت. توتنهام، آرسنال، مانشستر يونايتد، تشيلسي، مانشستر ستي، وغيرهم حتى من فرق الصف الثاني كآستون فيلا، ليستر سيتي، جهّزوا أنفسهم لموسم واعد بكثير من الإثارة والمنافسة. ليفربول، هو النادي الإنكليزي الوحيد بين الستة الكبار الذي لم يكن له أي حركة في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، وهذا ما يضع العديد من علامات الاستفهام على أداء إدارة النادي التي لم تتحرّك بعد باتجاه أي لاعب. حامل لقب الدوري مانشستر سيتي تعاقد مع أحد أفضل لاعبي الارتكاز الشباب في العالم، وهو الإسباني رودري، لاعب أتلتيكو مدريد السابق الذي تم كسر قيمة شرطه الجزائي من قِبل إدارة الـ«سيتزنس». تشيلسي يدخل مرحلة جديدة بدوره، بالتعاقد مع مدربه ولاعبه السابق وأسطورة الفريق فرانك لامبارد، الذي وعلى ما يبدو، لديه أفكاره الخاصة، من خلال الاعتماد على اللاعبين الشباب، كلاعب دربي كاونتي السابق مايسن ماونت، ولاعب أستون فيلا الشاب السابق تومي أبراهام الذي سيرتدي الرقم 9 مع الـ«بلوز». من جهته نادي مانشستر يونايتد ومدربه أولي غونار سولشاير يبحث عن طريقة لإخراج مهاجمه البلجيكي روميلو لوكاكو، في صفقة تبادلية ستعتبر «مدوية» لو حدثت. باولو ديبالا إلى مانشستر في حين أن المهاجم البلجيكي سيكون تحت إشراف المدرب الإيطالي ماوريتسيو ساري في يوفنتوس. في العاصمة لندن، دخل آرسنال ومدربه الإسباني أوناي إيمري سوق الانتقالات بقوّة هذه المرّة، وذلك من خلال التعاقد مع صانع الألعاب الإسباني داني سيبايوس قادماً من ريال مدريد الإسباني على سبيل الإعارة، لتستمر قصّة آرسنال ولاعبي خط الوسط الإسبان. إلى جانب سيبايوس، تعاقدت إدارة الـ«غانرز» مع جناح نادي ليل الفرنسي، الإيفواري نيكولاس بيبي في صفقة قياسية وصلت قيمتها إلى 89 مليون دولار ستقسّم على أربع سنوات. بيبي بدوره كان أحد أهداف نادي ليفربول في وقت سابق، لكن الصفقة لم تتم في ظل وجود النجم المصري محمد صلاح الذي يشغل مركز بيبي، وهو الأمر الذي عقّد الصفقة.
تعاقد آرسنال مع عدد من اللاعبين الجيّدين وبأسعار عالية


فرق أخرى كآستون فيلا وليستر سيتي وولفرهامبتون دخلت سوق الانتقالات بقوّة هذه السنة، فقد وصلت قيمة صفقات «الفيلاز» إلى ما يفوق الـ100 مليون يورو. ليستر تخطّت قيمة صفقاته الـ80 مليون يورو، كما أن وولفرهامبتون تعاقد مع المكسيكي راؤول خيمينز في صفقة وصلت قيمتها لـ40 مليون يورو، إضافة إلى التعاقد مع مهاجم ميلان الشاب باتريك كوتروني مقابل 20 مليون يورو. صفقات هنا وهناك، يبتعد عنها نادي ليفربول كل البعد. أن يفكّر يورغن كلوب بالاستمرار على التشكيلة عينها هو قرار يمكن وصفه بالـ«انتحار» خلال الموسم المقبل، وهذا ما شاهدته الجماهير خلال فترة التحضيرات التي لم يقدّم فيها «الريدز» الأداء الجيد (رغم غياب كل من ثلاثي خط الهجوم، ساديو ماني ومحمد صلاح وروبيرتو فيرمينو، إلّا أن خط الوسط يعاني وبصورة واضحة حتى اللحظة).
خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، ارتبط اسم صانع الألعاب الجزائري الفرنسي نبيل فقير بليفربول بشكل كبير، حتّى أن النادي الإنكليزي عرض مبلغاً وصل إلى 80 مليون يورو، إلّا أن النادي الفرنسي ليون رفض هذا العرض. ماذا حدث بعد ذلك؟ أعلن نادي ريال بيتيس الإسباني تعاقده مع نبيل فقير وبمبلغ لم يتخطَّ الـ30 مليون يورو، ممّا يفسّر ضعف إدارة ليفربول في التعاقدات الحالية، فبكلّ تأكيد لن يفضّل فقير الانتقال إلى ناد إسباني متواضع كريال بيتيس على حساب عرض مقدّم من يورغن كلوب وبطل أوروبا ليفربول. صفقة واحدة، والواضح أنها ثانوية، وهي التعاقد مع الشاب صاحب الـ16 عاماً هارفي إليوت من فولهام، وبحسب المتابعين لشؤون الفريق، هي ليست كافية على الإطلاق.
ما يمكن استخلاصه، هو أن ليفربول لا يزال بحاجة إلى لاعب في خط الوسط، إضافة إلى مدافع قوي وصاحب أداء مستقر إلى جانب الهولندي المميّز فيرجيل فان دايك، إلّا أن ما يراه الجمهور الأحمر عكس ذلك تماماً. ركود في حركة الانتقالات، مقابل الاستمرار على كل من جوردن هندرسون وجيمس ميلنر في خط الوسط، ممّا سيصعّب الأمور على المدرب الألماني في منافسة السيتي الذي لا يزال يفكّر في تدعيم صفوفه أكثر وأكثر.