انتهت معظم الدوريات الأوروبية مع نهاية الأسبوع الماضي، بقيت جولة في إيطاليا وأخرى في فرنسا، ونهائيات الكؤوس في بعض البلدان. موسمٌ كان مليئاً بالإثارة خاصة في إنكلترا وألمانيا، عرف حركة صعودٍ وهبوطٍ للعديد من الأندية. أبطالٌ جدد ومدربون بانتظار الإقالة جعلوا من سوق الانتقالات الصيفي سوقاً استثنائياً في ظل كثرة الشائعات عن حركة انتقال اللاعبين والمدربين.هو المشهد ذاته يتكرر عند نهاية كل موسم كروي. يعتبر سوق الانتقالات الصيفي فترة دسمة للصحف العالمية، بسبب كثرة الشائعات التي تنتشر حول اللاعبين المغادرين من أنديتهم، والمدربين المقالين. تتأثر حركة العرض والطلب بمسار الأندية خلال الموسم، إذ تكتفي الفرق الأوروبية بلاعبيها الموجودين في حال كان موسمها ناجحاً، في حين تُفتح الخزائن لترميم نقاط الضعف في حال كان الموسم غير ناجح، ولم يتحقق النجاح المحلي أو الأوروبي. بالأرقام، قد يكون هذا الموسم واحداً من أكثر المواسم بذخاً في سوق الانتقالات الصيفي، نظراً إلى تراجع العديد من الأندية على غرار مانشستر يونايتد الإنكليزي وريال مدريد الإسباني، وحاجة بعضها الآخر لعملية إعادة التأهيل على غرار برشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني.
تخضع حركة السوق للكثير من العرض والطلب. العامل الأول وهو العرض له العديد من الأسباب، أهمها كثرة تعرض بعض اللاعبين للإصابة، أو ارتفاع رواتب بعضهم مقارنة بعطاءاتهم على المستطيل الأخضر، حتى إن بعض الأندية تفضل بيع لاعبيها النجوم المصممين على الخروج، قبل نهاية عقودهم، لكسب الأموال أولاً، وخوفاً من أن يرحل هذا النجم أو ذاك مجاناً بعد انتهاء عقده. أما الطلب فله أيضاً الكثير من العوامل، أبرزها حاجة الفريق لإمكانيات لاعبٍ ما. مع التضخم الهائل الذي أصاب أجور اللاعبين في قطاع كرة القدم، لعب المال دوراً حاسماً في استقدام اللاعبين في السنوات الأخيرة وخاصة الموهوبين والنجوم. شكّلت الصين وجهةً للعديد من المواهب الشابة، كما لعبت أموال القطريين والإماراتيين دوراً بارزاً في جذب اللاعبين إلى فرنسا وإنكلترا، دون إغفال غنى العديد من أندية الدوري الإنكليزي بفعل عائدات النقل التلفزيوني، التي كانت عاملاً حاسماً في حصول معظم الأندية، على أبرز نجوم العالم. رغم الإغراء المادي، لا يزال البحث المجد وتحقيق الطموح هدفاً لبعض اللاعبين الذين يمارسون الكرة كشغفٍ أكثر منها كمهنة، كما هو الحال مع لاعب تشيلسي الإنكليزي إيدين هازار، الذي اقترب أكثر من أي وقتٍ مضى من تحقيق حلمه للتوقيع لنادي ريال مدريد الإسباني.
قرارات فلورينتينو بيريز أثرت سلباً على ريال مدريد الإسباني خلال الفترة الأخيرة


بعد رحيل المدرب الفرنسي زين الدين زيدان والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، تنحّى ريال مدريد عن عرشه الأوروبي بعد أن خرج من دور الـ16 على يد نادي أياكس أمستردام الهولندي بتشكيلته الشابة برباعية تاريخية. الخروج المبكر من دوري الأبطال، لم يكن انتكاسة الفريق الملكي الوحيدة هذا الموسم، إذ أنهى «الميرينغي» موسمه ثالثاً في ترتيب الدوري الإسباني، كما أنه فشل في تحقيق أيّ بطولةٍ تذكر.
كان لسوء الإدارة التي يقف على رأسها منذ سنوات رجل العقارات الأول في مدريد فلورنتينو بيريز الأثر الأكبر في فشل موسم ريال مدريد. بيريز متسرّع في قرارات استقدام المدربين دون تقديم الدعم اللازم لهم. في بادئ الأمر جاء المدرب الإسباني جوليان لوبيتيغي بظروفٍ صعبة، حيث ترتب الاتفاق مع مدرب المنتخب الإسباني سابقاً دون مشاورة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، ما أدى إلى إقالته في نهاية المطاف (وقع لوبيتيغي مع مدريد وهو على رأس الجهاز الفني لمنتخب إسبانيا). خلف لوبيتيغي زيدان، غير أنه لم يكن على قدر تطلعات الإدارة. بداية كارثية أودت بمصير المدرب الإسباني في النصف الأول من الموسم، ليخلفه المدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري. بدايةٌ جيدة لهذا الأخير جاءت أمام اختبارات «سهلة»، منحت سولاري عقداً طويل الأمد، غير أنّ هذا القرار أظهر سوء إدارة بيريز مرة أخرى إثر نتائج الفريق الكارثية، ما ترتّب عليه إقالته أيضاً.
بعد تدهور حال ريال مدريد، ارتأى بيريز إعادة المدرب الأسبق زين الدين زيدان كحل نهائي لإعادة النادي إلى الواجهة من جديد، على أن توفّر ميزانية ضخمة للمدرب الفرنسي توضع تحت تصرفه. صلاحياتٌ استغلها المدرب الفرنسي لمحاولة التوقيع مع إيدين هازارد، هدف زيدان الأبرز في الميركاتو الصيفي.
خلال 6 مواسم، فرض اللاعب البلجيكي إيدين هازارد نفسه نجماً خالداً في ذاكرة الدوري الإنكليزي. مواسمُ ساحرة قدمها ابن الـ28 عاماً، توّج إثرها بلقب الدوري الإنكليزي مرتين، كأس الاتحاد الإنكليزي مرة، كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة، الدوري الأوروبي، إضافةً إلى تتويجه بجائزة أفضل لاعب في الدوري موسم 2014.
مع تعاقب المدربين أصحاب الفكر الدفاعي على النادي اللندني، وتراجع هذا الأخير على المستوى الأوروبي، فقد هازارد شيئاً من الحافز للبقاء في تشيلسي فترةً أطول. رغم تقديمه أفضل موسم في مسيرته برفقة تشيلسي، حيث سجّل 16 هدفاً في الدوري إضافةً إلى صناعة 15 هدفاً آخر، سيشّكل نادي ريال مدريد بدرجةٍ كبيرة وجهة اللاعب البلجيكي المقبلة. أداءٌ رائع قدمه هازارد تحت إمرة المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري، المدرب الهجومي الوحيد الذي درب هازارد طيلة مسيرته مع تشيلسي، قاد الفريق إلى نهائي الدوري الأوروبي، كما أنه ضمن حلول تشيلسي ثالثاً في الدوري الإنكليزي ليتأهل الموسم المقبل إلى دوري أبطال أوروبا. لقبٌ أوروبي جديد قد يشكل خير وداعٍ للاعب البلجيكي، الذي قدم الكثير لتشيلسي.
سيضيف هازارد الكثير إلى ريال مدريد في حال انتقاله، إذ ستشكل الصفقة بدايةً مثالية لإعادة موازنة الكفة مع برشلونة من جديد. منذ رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد، فقد النادي الكثير من ثقله الهجومي في ظل عدم إيجاد المعوّض المناسب. رغم عدم اتّصاف نقطة قوة هازارد بالغزارة التهديفية التي كان يشتهر بها رونالدو، ستلعب المهارة الفردية للاعب، المتمثلة بالمراوغات وصناعة الفرص في الثلث الأخير من الملعب، دوراً بارزاً لرجال زيدان الذين عانوا الأمرين أمام المرمى هذا الموسم.



بول بوغبا


لن يكتفي ريال مدريد بإيدين هازار لتدعيم صفوفه من الدوري الإنكليزي، إذ يشكّل لاعب مانشستر يونايتد الفرنسي بول بوغبا مطلباً رئيسياً لمدرب الفريق الملكي زين الدين زيدان. في حقبته الأولى برفقة ريال مدريد، مثّل خط الوسط الكلمة المفتاح في نجاحات الفريق المحلية والأوروبية. الخط الأقوى في العالم انهار بعد رحيل زيدان في ظل تراجع أداء بعض العناصر، الأمر الذي دفعه إلى التفكير في جلب مواطنه إلى السانتياغو بيرنابيو. هذا وكشفت صحيفة «ذا صن» البريطانية عن تقدم اللاعب بطلب إلى إدارة مانشستر يونايتد لتسهيل عملية انتقاله إلى ريال مدريد، كما بينت الصحيفة أن اللاعب يرغب في ترك مانشستر يونايتد في ظلّ الأوضاع المتردية للنادي أخيراً.

أنطوان غريزمان


رغم توقيعه الموسم الماضي عقداً جديداً مع أتليتيكو مدريد يمتد إلى 5 سنواتٍ، أعلن المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان رحيله عن نادي أتليتيكو مدريد في سوق الانتقالات المقبلة. سبق وأن ارتبط اسم اللاعب ببرشلونة الموسم الماضي، غير أن بطل العالم برفقة منتخب فرنسا أعلن استمراره حينها بمقطع فيديو، اعتبره البعض إساءة لنادي برشلونة وفقاً للأسلوب الذي اعتمده بإبداء قراره في البقاء.
رغم الأخبار المتداولة عن اقتراب غريزمان من برشلونة، قد تلعب غرفة ملابس الفريق الكاتالوني دوراً في عدم إتمام الصفقة، حيث تشير التقارير إلى أن اللاعب لا يلقى ترحيباً كبيراً بين اللاعبين. يحظى اللاعب باهتمامٍ أيضاً من باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ.

ماتيس دي ليخت


خطف المدافع الهولندي أنظار كبار الأندية الأوروبية وذلك بعد أن قاد فريق أياكس أمستردام الهولندي لتحقيق ثنائية محلية، إضافةً إلى الوصول إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا. أظهر ابن الـ19 عاماً موهبةً كبيرة على الصعيدين الفني والقيادي، الأمر الذي جعله مطلباً رئيسياً لدى أندية برشلونة، بايرن ميونخ، باريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد. رغم ارتباط اسمه طيلة الـ6 أشهر الماضية بهذا الأخير، قد تكون الوجهة المفضلة للمدافع الشاب هي برشلونة، نظراً إلى عدم مشاركة مانشستر يونايتد في دوري الأبطال الموسم المقبل، إضافةً إلى انتقال زميله الحالي فرنكي دي يونغ إلى النادي الكاتالوني.

حكيم زياش


لن يكون دي ليخت اللاعب الوحيد الراحل عن صفوف أياكس، إذ أعلن المدير الرياضي لنادي أياكس أمستردام الهولندي مارك أوفرمارس رسمياً عن رحيل نجم الفريق، اللاعب الدولي المغربي حكيم زياش في الانتقالات الصيفية. قدم زياش موسماً رائعاً مع أياكس، إذ لعب مع الفريق 49 مباراة في مختلف المسابقات، سجل خلالها 24 هدفاً، ومرر 21 تمريرة حاسمة. ولكن وجهته حتى الآن غير واضحة.
يذكر أن أياكس باع فرنكي دي يونغ لبرشلونة، وعلى الأغلب سيبيع ماتياس دي ليخت أيضاً، وهناك العديد من الأندية مهتمة بلاعبين آخرين في الفريق، مثل دوني فان دي بيك، دافيد نيريس، ماتياس تيليافيكو، دوفان تاديتش، نصير مزراوي، وأندريه أونانا.

جواو فيليكس


يقال إن المهاجم البرتغالي الشاب جواو فيليكس هو كريستيانو رونالدو القادم، إذ تشير الإحصائيات إلى أن موهبة بنفيكا الشابة، ستكون علامة فارقة في عالم كرة القدم مستقبلاً. في موسمه الأول كلاعب أساسي، سجل ابن الـ19 عاماً 19 هدفاً وصنع 11 هدفاً آخر خلال 42 مباراة، بما في ذلك هاتريك في بطولة الدوري الأوروبي أمام نادي أينتراخت فرانكفورت الألماني، ما جعله أصغر لاعب يسجل ثلاثية في تاريخ المنافسة. رغم اهتمام أفضل الأندية في العالم باللاعب الشاب، قد يشكّل نادي أتليتيكو مدريد الوجهة الأقرب لفيليكس، حيث يرغب النادي الإسباني في إحضاره لتعويض المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان.
في هذا الصدد، أشار رئيس نادي بينفيكا لويس فيليبي فييرا إلى أن جواو فيليكس يمتلك عقداً مع النادي البرتغالي يمتد لـ5 سنوات، مؤكداً أن من يرغب في ضمه عليه دفع قيمة الشرط الجزائي، المقدّر بـ120 مليون يورو.