بعد ست سنوات من السيطرة المُحكمة على الدوري الألماني، يقف نادي بايرن ميونخ أمام ساعة الحقيقة. مباراةٌ مصيرية تنتظر المارد الأحمر عندما يستقبل نادي أينتراخت فرانكفورت، من شأنها إهداؤه اللقب السابع توالياً في حال الفوز، أو إهداء اللقب إلى المنافس بروسيا دورتموند في حال الخسارة مقابل فوز «أسود فيستفاليا» على مستضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ. لا تعد المواجهتان مصيريّتان على صعيد حسم اللقب لبايرن أو دورتموند فحسب، إنما في تحديد هوية المتأهل الرابع لدوري أبطال أوروبا من الطرفين الآخرين أيضاً. (تلعب جميع المباريات اليوم في تمام الساعة 16:30 بتوقيت بيروت).لم تنحصر الإثارة الكروية في الدوري الإنكليزي ودوري أبطال أوروبا هذا الموسم فحسب، بل امتدّت لتشمل، وبشكلٍ مفاجئ، الدوري الألماني أيضاً. الدوري الذي فقد بريقه منذ عام 2012، العام الذي شهد آخر منافسة حقيقية على اللقب، وانتهى بتتويج بوروسيا دورتموند آنذاك. البوندسليغا ظهر هذه السنة في أحد أفضل نسخه خلال الألفية الجديدة، نظراً إلى بلوغ الجولة الأخيرة من دون حسم مصير المتوّج باللقب أو حتى الحائز على المقعد الأخير لدوري أبطال أوروبا.
بعد رحيل المدرّب الألماني يورغن كلوب عن دورتموند، جاء العديد من المدربين الذين ساروا على خطى سلفهم الألماني دون تحقيق النتائج المرجوة. مدرّبون ثلاثة لم يبنوا أعمدة قوية، ومكّنوا بايرن ميونخ بفعل الثبات الفني والإداري من الانفراد وحيداً في أعلى سلم ترتيب الدوري الألماني. ولكن اليوم مع المدرب السويسري لوسيان فافر، الأمور تغيرت.
بايرن قلب الطاولة مستغلّاً كبوة بروسيا دورتموند في الإياب


فور توقيعه مع بوروسيا دورتموند، تمكن المدرب السويسري من إعادة توازن الكفتين من جديد. بداية مثالية قدمها دورتموند هذا الموسم، زرعت اليقين بعودة المارد الأصفر من جديد. رغم قيامه ببعض الصفقات التي لم تلقَ استحساناً لدى الجماهير، تمكّن فافر من تكوين فريق متوازن اعتلى به سلم الترتيب مع نهاية النصف الأول من الموسم (مرحلة الذهاب). خليط من المواهب الشابة والخبرة، شكل الحل الأمثل لإخفاقات دورتموند في الدوري الألماني في السنوات الأخيرة. الأداء خلال النصف الأول من الموسم كان رائعاً، إذ فاز الفريق الأصفر بـ 15 من أول 19 مباراة في الدوري، بما في ذلك الفوز على بايرن ميونيخ بنتيجة (3-2). بعد النصف الأول من الموسم، بدأت الأمور بالانهيار. تعثرات متتالية ضيّقت الهوّة بين دورتموند وبايرن ميونخ، ليتمكّن هذا الأخير من اعتلاء الصدارة في الجولات الأخيرة بفارق نقطتين.
تمكن البافاريون من قلب الطاولة مستغلين كبوة دورتموند، وليس لأنهم استحقوا التفوّق. النادي البافاري فقد الكثير مع مدربه الجديد نيكو كوفاتش، بدءاً من «هيبته» المحلية وصولاً إلى مكانته الأوروبية، بعد الخروج من دور الـ16 من دوري الأبطال أمام ليفربول الإنكليزي إثر الخسارة الكبيرة على أرضه بنتيجة (3-1).
مشاكل عديدة عصفت بالنادي البافاري، علّقت على «شمّاعة» كوفاتش. نتائج متخبّطة أمام فرق وسط وآخر جدول الترتيب، وضعت مصير المدرب الكرواتي على المحك. بدأت المشاكل بمحاولة تغيير كوفاتش لطريقة اللعب بما يتوافق مع أسلوبه وأفكاره. تكتيكاتٌ جديدة أجلست العديد من اللاعبين على دكّة البدلاء، ما أثار الفوضى في غرف الملابس. حصول قدامى اللاعبين على حصانة من قبل النادي أثقل كاهل كوفاتش الذي خُذل بدوره من قبل الإدارة بعد عجزها عن إبرام صفقات تناسب فلسفة المدرب الجديد.
رغم التخبط بالنتائج، يبتعد بايرن ميونخ بفارق انتصارٍ واحد للتتويج بالدوري الألماني، كما أنه سيواجه نادي لايبزيغ في نهائي كأس ألمانيا. مع احتمال التتويج بلقبين في موسمه الأول، لا يزال مستقبل كوفاتش غير واضح في القلعة البافارية.
بعد النجاح الذي حققه آينتراخت فرانكفورت مع كوفاتش الموسم الماضي، والمتمثل بالتتويج بكأس ألمانيا، انخفضت التطلعات هذا الموسم على اعتبار أنّ الفضل الكبير يعود إلى المدرب السابق للنادي نيكو كوفاتش (مدرب البايرن الحالي)، غير أنّ المدرب الجديد آدي هوتر، تمكّن من البناء على نجاح الموسم السابق والمضي قدماً لتقديم أحد أفضل مواسم الفريق في تاريخه الحديث.
مع خروج الأندية الألمانية من الأدوار الأولى في المسابقات الأوروبية، ظلّ آينتراخت فرانكفورت الأمل الوحيد لرفع راية الألمان في المحافل الأوروبية هذا الموسم. وصولٌ إلى الدور نصف النهائي من بطولة الدوري الأوروبي رفع من أسهم لاعبي الفريق رغم خروجهم بركلات الترجيح أمام تشيلسي الإنكليزي.
شكّل ثلاثي المقدمة الهجومي الصربي لوكا يوفيتش، والكرواتي أنتي ريبيتش، والفرنسي سيباستيان هالر قوة ضاربة في الفريق، إذ تمكنوا بالأرقام، من فرض أنفسهم كأفضل الثلاثيات الهجومية في أوروبا.
مباراةٌ مصيرية تنتظر فرانكفورت عند زيارته ملعب الآليانز أرينا، سترفع من احتمال مشاركته في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل في حال الفوز، رغم أنه لا يحمل ورقة التأهل بيده، إذ إنّ النادي الألماني يقبع في المركز السادس بـ54 نقطة، مبتعداً بنقطةٍ واحدة عن أصحاب المركزين الخامس والرابع باير ليفركوزن وبوروسيا مونشنغلادباخ.
تنتظر هذا الأخير مباراةٌ كبيرة أيضاً عندما يستقبل نادي بوروسيا دورتموند. انتصارٌ أمام أسود فيستفاليا سيضمن تأهّل غلادباخ إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. المباراتان تُعتبران الأهم هذا الموسم للأندية الأربعة، فالأهداف واحدة وهي الفوز باللقب بالنسبة إلى بايرن ودورتموند، والتأهل لدوري الأبطال بالنسبة إلى غلادباخ وفرانكفورت.



رحيل روبن وريبيري


بعد نحو عشر سنوات بين أسوار ملعب أليانز آرينا، يقترب رحيل نجمي فريق بايرن ميونيخ الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي آرين روبن. ومن المتوقع أن تكون مباراة اليوم هي الأخيرة لنجمي الفريق. خلال الفترة الماضية حصل الكثير من الخلافات بين اللاعبين من جهة والمدرب الكرواتي كوفاتش من جهة ثانية، كونه لم يعتمد كثيراً عليهما خلال المباريات. ومن المتوقع أن تشهد المباراة حفلاً وداعياً من قِبل الجمهور للاعبين.
وألقت الصحف الألمانية الضوء على اقتراب رحيلهما بعد نهاية الموسم، كما تغنّت بالإنجازات التي حققها اللاعبان مع النادي البافاراي على المستويين المحلي والقاري.