إميري لم يحقق نصف الإنجازات التي حققها كارلو أنشيلوتي
مما لا شك فيه، أن المقارنة بحد ذاتها بين إيمري وأنشيلوتي ليست عادلة أبداً. فالأول، لم يحقق نصف الإنجازات التي حققها المدرب الإيطالي الكبير، صاحب التاريخ مع فرق عدّة أشرف على تدريبها أبرزها ميلان الإيطالي. نقطة أخرى، وهي أن الفرق كبير أيضاً بين نوعية وقيمة الفرق التي دربها إيمري، وبين التي كان كارلو أنشيلوتي رئيساً لعارضتها الفنية. أهم إنجازات إيمري، تُختصر في مسيرته «الاستثنائية» برفقة النادي الأندلسي إشبيلية. في البلاد «الإيبيرية» كما كانت تعرف سابقاً، تمكّن إيمري من تحقيق ثلاثة ألقاب متتالية للدوري الأوروبي «يوروباليغ»، وهو بحد ذاته إنجاز تاريخي حققه وكتبه إيمري بنفسه. حتّى أن الأمر أصبح يتّصف بالـ«شعوذة»، وذلك بسبب أن هناك لقباً من بين هذه الألقاب الثلاثة، حققها إيمري بعد أن احتل المركز الثالث في مجموعته في دوري الأبطال، وعاد من جديد إلى بطولته المحببة، وحقق اللقب. إذاً هي بطولة مدرب نادي آرسنال الخاصّة، ويعرف خفاياها تماماً، لكن في الوقت عينه، هناك إضافة أخرى ستساعد إيمري على تخطّي عقبة نابولي، وهي أن فريقاً كآرسنال، بأسمائه ولاعبيه، سيكون أفضل ممّا كان عليه فريقه السابق إشبيلية، وهذا الأمر سيعطي المدرب الإسباني دفعة معنوية كبيرة. استطاع آرسنال تحقيق «ريمونتادا» في جولتين ماضيتين، الأولى أمام باتي بوريسوف البلاروسي، والثانية على حساب رين الفرنسي أيضاً. صورة تدل على أن آرسنال لا يستسلم حتى لو كانت النتيجة مريحة للفريق الخصم في مباراة الذهاب. على الضفة الأخرى، فإن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي غير متخصص في بطولة الدوري الأوروبي. «كارليتو»، من بين المدربين الذين تركوا بصمتهم في البطولة الأعرق، وهي دوري الأبطال مع ريال مدريد ومع ناديه المحبب ميلان. لذا، فإن تجربة الدوري الأوروبي ستكون غريبة على أنشيلوتي، ولو أن هذه الليلة تحديداً، ستكون ليلة من ليالي دوري أبطال أوروبا، ولكن يلتف حولها غطاء «الدوري الأوروبي».
من الصعب جداً التكهّن بنتيجة هذه المباراة (اليوم الساعة 22:00 بتوقيت بيروت). الفريقان يلعبان كرة هجومية، وفي الوقت ذاته، المدربان لديهما الخصائص التكتيكية، وأسلوباهما يمكن أن يكونا منضبطَين وحذرَين على حساب الكرة الجميلة التي يقدمها لاعبو الفريقين.