منذ قرابة الأسبوع، أعلنت إدارة نادي برشلونة تجديد عقد مدرب الفريق أرنستو فالفيردي، نظراً لمسار النادي الجيد محليّاً. يتصدر برشلونة الدوري الإسباني، كما أنه قاب قوسين أو أدنى من الفوز بكأس الملك، لكن حتى وإن تحققت الثنائية هذا الموسم، سيتصف موسم النادي بالفشل إن لم يحقق دوري أبطال أوروبا. ولهذا الغرض يرحل برشلونة للقاء ليون الفرنسي اليوم (22:00 بتوقيت بيروت).ثلاث سنواتٍ مضت لم يتمكن العملاق الكتالوني من تجاوز دور الربع نهائي.
يحمل ميسي الفريق على عاتقه (بول بارينا ـ أ ف ب)

خيباتٌ متتالية أوروبياً مقابل نجاح الغريم التقليدي ريال مدريد، جعل دوري الأبطال هدفاً رئيسياً لبرشلونة هذا الموسم. ظهر هذا جلياً في المباريات التي تسبق البطولة الأوروبية، حيث قام المدرب بإراحة أبرز نجوم الفريق، غير أن ذلك قد لا يكون كافياً، نظراً لعدم تواؤم هؤلاء «النجوم» مع ما يتطلبه بطل المسابقة. هجومٌ باهت في النادي هذا الموسم، ترافق مع قراراتٍ خاطئة من المدرب في العديد من المباريات، خفضت أسهم برشلونة في بورصة المرشحين الأوائل. نتائج متخبطة وانتصارات غير مقنعة، جعلت الفريق يتصدر الدوري نظراً لتراجع قطبي مدريد. «شبه» صفقاتٍ أجراها النادي في سوقي الانتقالات السابقين، أثبتا ضعف الإدارة وسوء تخطيطها. أسماءٌ كمالكوم دي أوليفيرا وكيفن برينس بواتنغ فشلت في تقديم أوراق اعتمادها للنادي الكتالوني في موسمها الأول، بعد أن ظهر اختلاف خصائصها مع ما تتطلبه التشكيلة. عثمان ديمبيلي فشل هو الآخر في فرض نفسه كأحد قادة الهجوم، رغم مستواه اللافت في بداية الموسم، لم يتمكن الشاب الفرنسي من سد فراغ نيمار دا سيلفا، ويبدو أنه لن يتمكن أبداً من ذلك.
مع مجيء فيليبي كوتينيو بمبلغٍ ضخم من ليفربول، تأمّلت إدارة النادي استعادة لويس سواريز مستواه الذي ألفه في ملعب الأنفيلد عندما شكل اللاعبان ثنائياً ناجحاً تحت إمرة المدرب برندن رودجرز، غير أن ما حدث هو العكس تماماً، إذ تراجع مستوى كوتينيو ليصبح بسوء زميله السابق، ويجالس البرازيلي دكة البدلاء في الفترة الأخيرة. دفاعٌ هشٌّ ظهر بغياب أومتيتي للإصابة، كلّف الفريق العديد من النقاط، إضافةً لمعضلة الظهير الأيمن منذ رحيل داني ألفش. مع عودة أومتيتي، سيستعيد خط الدفاع توازنه، غير أن المشاكل الأخرى قد لا يحلها سوى الانتدابات في سوق الانتقالات المقبل. رغم الخلل الواضح في الخطوط الثلاثة، والقرارات الغريبة التي يتخذها المدرب أحياناً، يبقى برشلونة مرشحاً للقب في نهاية المطاف نظراً لوجود ميسي، الذي أعلن بكل وضوح أنه سيفعل ما بوسعه للتتويج بدوري الأبطال مجدداً.
تمكّن ميسي بفضل أدائه الثابت مع توالي السنوات، من مساعدة برشلونة على رفع الدوري الإسباني 3 مرات في المواسم الأربعة الأخيرة إضافةً إلى تتويجه بطلاً لكأس ملك إسبانيا 4 مرات متتالية، غير أن مجهود الأرجنتيني قد لا يخدم برشلونة أوروبياً إن لم يستيقظ الفريق بأكمله. الفشل الذي ظهر عليه برشلونة في السنوات الماضية جاء بفعل سوء نتائج الفريق خارج ملعبه، حيث شهد انتصاراً واحداً فقط في مبارياته الـ 6 الأخيرة بعيداً عن أرضه في الأدوار الإقصائية، مسجلاً ثلاثة أهداف فقط مقابل 13 هدفاً في مرماه. بهذه الظروف السيئة، يحل نادي برشلونة ضيفاً على ثالث الدوري الفرنسي ليون في محاولةٍ لحسم التأهل مبكراً، في مهمةٍ محفوفة بالمخاطر نظراً لمتانة المنظومة الفرنسية الشابة.
بعد سنواتٍ من الغياب، عاد نادي ليون إلى غمار الأدوار المتقدمة من دوري الأبطال، حيث أن هذه هي المرة الأولى منذ سبعة مواسم يصل فيها ليون إلى دور الـ16. منظومةٌ شابة صنعها المدرب جينيسيو برونو، نتج عنها فريق أقرب للكمال لولا هشاشة قلبي الدفاع. مواهبُ شابة قد تجعل ليون أحد أبرز المنافسين على اللقب الأوروبي في السنوات القادمة إن تمكّنت الإدارة من الاحتفاظ بعناصر الفريق، رغم صعوبة المهمة نظراً لكثرة الطلب على مواهب النادي، الذي يشبه إلى حدٍّ ما موناكو 2016، الذي قاده المدرب ليوناردو جارديم إلى نصف نهائي أوروبا.
مع غياب نبيل فقير، تبدو مهمة الفريق الفرنسي صعبة أمام الضيف، الذي سينزل بكامل عتاده للفوز بالمباراة. رغم ذلك، يعول مدرب الفريق على نجم الوسط ندومبيلي، لتكرار ما أنجزه باريس سان جيرمان في أرض مانشستر يونايتد بغياب نجميه نيمار وكافاني، رغم الاختلاف بين الفريقين.