تصريحات الجناح التشيلياني ولاعب مانشستر يونايتد الحالي ألكسيس سانشيز، تدل على حجم مدى الثقة التي يتمتّع بها اللاعبون منذ تسلّم المدرب النرويجي أولي غونر سولشاير مهماته في «الأولد ترافورد». في مقابلة مع صحيفة «الميرور» البريطانية، أكّد سانشيز أن فريقه جاهز للموقعة أمام باريس سان جرمان، وأنه متعطّش للفوز بلقبه الأوّل من بطولة دوري أبطال أوروبا، (لم يفز بكأس ذات الأذنين مع الفريق الكاتالوني، إذ ان النادي تعاقد معه بعد التتويج بلقب 2011، ورحل عن الفريق قبل التتويج بلقب 2015). تصريحات مليئة بالتفاؤل، هذا ما لم يكن المتابعون يلاحظونه عندما كان لا يزال البرتغالي جوزيه مورينيو مدرباً لـ«الشياطين الحمر». كيف لا تكون لديهم هذه الثقة، وفي آخر 11 مباراة للفريق، أي منذ أول مباراة لسولشاير مع النادي الإنكليزي (مباراة الدوري أمام كارديف سيتي)، لم يخسر مانشستر يونايتد في أي منها، بل إنه حقق الانتصار في 10 مباريات من أصل 11. أرقام مميّزة لسولشاير، الذي لم توقّع معه الإدارة حتى الآن عقداً حقيقياً كمدرب أساسي للفريق الأول.
سيشاهد نيمار وكافاني المباراة من على المدرجات في أولد ترافورد

عصا سحرية، إنتشلت فريقاً مهزوزاً ومنكسراً من الهاوية، ووضعته في أعلى القمة. الذي حدث مع اليونايتد، يعتبر أمراً لا يصدّق، نظراً الى الفارق الكبير في أداء الفريق بين حقبة مورينيو وحقبة سولشاير. مع المدرب الأول، كان النادي الأكثر تتويجاً بلقب الدوري الإنكليزي، يستصعب أي مباراة يخوضها، إن كانت أمام فريق متواضع أو أحد الفرق الأربعة التي في المقدمة. مع سولشاير، الأمر اختلف تماماً، أداء الفريق تطوّر بشكل كبير، وبالأخص، على صعيد الأفراد. سجّل بول بوغبا 11 هدفاً حتى الآن في الدوري، أكثر من أي موسم له مع كل الفرق التي لعب لها وفي مختلف الدوريات. رقم، يزيد من ثقة اللاعب في نفسه، اللاعب الذي كان الشغل الشاغل للصحافة الإنكليزية، بسبب علاقته المتوترة بمورينيو، المدرب الذي حارب بوغبا أكثر من محاربته خصومه في الدوري. وبخلاف بوغبا، فرنسي آخر، كشّر عن أنيابه بعد إقالة «السبيشل وان»، أنتوني مارسيال، الجناح الفرنسي المميّز، الذي سجّل هدفاً من مجهود فردي في مباراة الفريق الأخيرة أمام فولهام. بتسجيله هذا الهدف، أكّد مارسيال قدراته العالية وأنه جناح عصري، من الممكن أن يتطوّر ليصبح من بين الأفضل. لأول مرة منذ عهد السير ألكس فيرغيسون، المدرب التاريخي للشياطين الحمر، يفوز مدرب لليونايتد بجائزة مدرب الشهر في الـ«بريميير ليغ». ليس هذا فقط، بل فاز أيضاً ماركوس راشفورد مهاجم الفريق الإنكليزي بجائزة أفضل لاعب في الشهر. كلّها إشارات تصب في خانة واحدة، النجاح ثم النجاح. مواجهة اليونايتد المقبلة (الليلة الساعة 21:45 بتوقيت بيروت)، ستكون أمام متصدّر الدوري الفرنسي باريس سان جيرمان الذي يعاني العديد من الإصابات، على أرضية ملعب مسرح الأحلام «أولد ترافورد».
لا أحد يريد أن يكون مكان المدرب الألماني توماس توخيل، فأن تخسر مجهودات لاعبين من بين أفضل ثلاثة لاعبين تملكهم، وقبل ثلاثة أيام من مباراة اليونايتد، ليس بالأمر المتوقع حدوثه. كارثة وقعت على رأس مدرب ماينز ودورتموند السابق، نيمار أفضل لاعب في الفريق، أصيب في كاحله وسيبتعد لمدة طويلة. إيدنسون كافاني، المهاجم الأوروغواياني، أصيب في مباراة الفريق الأخيرة أمام بوردو، ليخرج من أرضية الملعب متأثراً بإصابته. إذاً، اثنان من مفاتيح اللعب الثلاثة التي يعتمد عليها توخيل ضاعا، يبقى الحل الوحيد عند النجم الشاب كيليان مبابي الذي وصف فقدان الفريق لنيمار بالأمر المعقّد. مبابي، سيكون في خط المقدمة إلى جانب كل من الألماني جوليان دراكسلر، والأرجنتيني أنخيل دي ماريا، في ظل وجود شكوك حول مشاركة «مايسترو» خط الوسط الإيطالي ماركو فيرراتي. من سوء حظ توخيل أيضاً، أنه سيواجه فريقاً في أوج عطاءاته، وفي كامل جاهزيته الفنية كانت أو المعنوية، وسيكون تخطي أبناء مدينة مانشستر في ظل هذه الظروف الصعبة أمراً يحسب لتوخيل.
من على المدرجات، سيشاهد كل من نيمار وكافاني فريقهما، ربّما، يخسر في «أولد ترافورد» كما تصب كل التوقعات، إلا أن كرة القدم دائماً ما كانت تولّد من الضعف قوّة، ولمَ لا يقود دي ماريا ومبابي فوزاً مهماً من قلب مدينة الشمال الإنكليزية، ويسهلان الأمور عليهما كثيراً في الإياب الباريسي؟