حَملت الجولة الثامنة عشرة من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم الكثير من المفاجآت، لعلّ أبرزها خسارة ثاني الترتيب العام مانشستر سيتي أمام كريستال بالاس على أرض ملعب الاتحاد. خسارة «السيتيزنز» جاءت بسبب استهتار كبير من لاعبي الفريق بالخصم. لم يكن أحد يتوقّع خسارة السيتي في معقله، وفي مثل هذه الظروف من الدوري (بعد فوز ليفربول قبل مباراة السيتي على واتفورد بهدفين دون ردّ). ماذا حدث للسيتي؟ وما أسباب هذه الخسارة؟ بالنسبة إلى المدرب بيب غوارديولا، لطالما مرّ بفترة هبوط (قصيرة الأمد) مع كل الفرق التي درّبها. على سبيل المثال، في الموسم الماضي (الموسم الذي توّج فيه السيتي بلقب الدوري)، خسر خسارة قاسية أمام ليفربول برباعية مقابل ثلاثة أهداف. لم يتوقّف السيتي حينها، بل أكمل المسير وتوّج باللقب. كل هذه العوامل لا تبرر الخسارة أمام بالاس، خصوصاً أن المباراة كانت على أرضه وبين جماهير السيتي. وما يمكن أن يلقى الضوء عليه، أنّ مانشستر سيتي تمكّن من افتتاح التسجيل، ومن النادر أن يخسر غوارديولا عندما يتقدّم بالنتيجة. كل هذا العمل الجاد والشاق، يحسب لمدرب كريستال بالاس الذي لم يخشَ من السيتي في الاتحاد، بل وقف بوجهه وتمكّن من تحقيق ثلاث نقاط مهمّة له كمدرّب لكريستال بالاس، ومهمّة أيضاً لفريقه السابق ليفربول (كان روي هودسون قد درّب ليفربول في السابق). من جهته، استفاد «الريدز» كثيراً من خسارة السيتي، حيث إنه ابتعد الآن بفارق 4 نقاط عن الفريق الأزرق في مدينة مانشستر. ثماني عشرة جولة لم يذق فيها أبناء المدرّب الألماني يورغن كلوب طعم الهزيمة. أرقام تحسب لكلوب، وللفريق، وللمصري محمد صلاح الذي كان قد تصدّر ترتيب الهدافين بـ11 هدفاً قبل مباراة أرسنال. الأخير عاد من جديد ليسير على سكّة الانتصارات بعد تعرّضه لخسارتين متتاليتين في الدوري الإنكليزي أمام ساوثهامبوتن وتوتنهام في كأس الرابطة الإنكليزية. تمكّن فريق المدرب الإسباني أوناي إيمري من حسم مباراته أمام بيرنلي بثلاثة أهداف، سجّل منها المهاجم الغابوني بيير-إيمريك أوباميانغ ثنائية، ليعود ويتربّع على عرش صدارة الهدافين بـ12 هدفاً، متخطياً «أبو مكّة». لكن لم تنتهِ الجولة بعد، فقد مُني المدرب الإيطالي ماوريتسيو ساري بخسارة جديدة في الدوري. انهزم «البلوز» أمام ليستر سيتي بهدف دون ردّ، سجّله المهاجم الإنكليزي جايمي فاردي في المباراة التي احتضنها ملعب «ستامفورد بريدج» في لندن. أسئلة عدّة يمكن طرحها، من بينها: لماذا اشترى تشيلسي حارس مرمى أتلتيك بلباو كيبا أريازابالاغا بـ70 مليون باوند؟ حارس المرمى الإسباني لا يقدّم أداءً جيداً مع الفريق. أهداف غير مبررة تدخل مرمى تشيلسي في كل مباراة. لكن ربّما للرّقم الكبير الذي جاء فيه إلى قلعة البريدج، تأثير في أدائه، ومن الممكن أن يستعيد مستواه الذي كان عليه في إسبانيا. تشيلسي حتّى الآن لم يشترِ مهاجماً ذا رقم 9 مميّزاً، يستطيع أن يحوّل الفرص إلى أهداف. ألفارو موراتا أصبح خارج الخدمة، وليس بالمهاجم الذي يمكنه أن يصنع الفارق.خلاصة ما تقدّم، أن المستفيد الأوّل من هذه الجولة هو فريق ليفربول. صدارة عن جدارة واستحقاق، وسجل خالٍ من الهزائم حتى الآن، وقد تكون هذه السنة حمراء، بعد أن غاب هذا اللون عنها لسنوات عديدة. وسيفي حينها يورغن كلوب بوعده حين قال: «لدي ثلاث سنوات لتحقيق اللقب»، وها هي السنة الثالثة، يسير فيها على الخطى الثابتة والواثقة، للظفر بلقب الـ«بريميرليغ».