صفقاتٌ عديدة أبرمها المدرّب الألماني، ساهمت في تصدّر الفريق للدوري حتى الآن. أسماءٌ كالمصري محمد صلاح، أفضل لاعب في الـ«بريميرليغ» الموسم الماضي، ساديو مانيه، أندرو روبرتسون وغيرهم من اللاعبين، حقّقت نقلة نوعية في صفوف الفريق، الذي تمكن الموسم الماضي من الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا (حلّ وصيفاً بعد الخسارة من ريال مدريد). في موسمه الثاني، ظهرت العديد من نقاط الضعف بين عناصر الفريق، حالت دون تتويجه بالألقاب. مشاكلُ جمّة ظهرت في الخط الخلفي، دفعت كلوب إلى فتح خزائن النادي. مبالغ خياليّة صُرفت في الصيف الماضي، جاء على إثرها كلّ من فابينيو وأليسون بيكر البرازيليين من موناكو وروما على التوالي. وبفعل العلاقة المتينة التي تربط ناديي ليفربول وساوثهامبتون، اقتنص الريدز المدافع الهولندي فيرجل فان دايك، ليكون أبرز القادمين من ساوثهامبتون إلى الـ«أنفيلد».
نشأت في السنوات القليلة الماضية علاقة وطيدة بين الفريقين، قضت بانتقال أبرز نجوم ساوثهامبتون إلى ليفربول.
منذ عام 2014، صرف الريدز قرابة الـ173 مليون يورو لشراء لاعبين من ساوثهامبتون، حيث انتقل ثمانية لاعبين من الساحل الجنوبي إلى الشمال الغربي، ولكن درجات النجاح في مدينة البيتلز بقيت متفاوتة.
شكل نادي ساوثهامبتون في الفترة الأخيرة منجماً لإدارة الريدز. اقتصرت آلية ليفربول على اكتشاف مدى تأقلم المواهب التي يشتريها الـ«قديسين» من الأندية المغمورة، مع سرعة الـ«بريميرليغ». سياسةٌ أشبعت الجانب المادي لإدارة ساوثهامبتون، فيما أخمدت عنصر المخاطرة في ليفربول.
رغم بيعه أبرز نجوم الفريق، تمكن ساوثهامبتون من أن يكون الوصيف في بطولة كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة العام الماضي. ويعود السبب في ذلك لوفرة المواهب في النادي، بفضل السياسة التي رسمها أسطورة التدريب لاوري ميكينيمي عندما كان مدرّباً لساوثهامبتون.
منذ عام 2014 صرف الريدز قرابة الـ173 مليون يورو لشراء لاعبين من ساوثهامبتون


درّب لاوري نادي ساوثهامبتون بين عامي 1975 و1987، وتمكن من تحقيق أحد أكبر إنجازات النادي في عامه التدريبي الثاني، حيث توج برفقة فريقه بلقب كأس الاتحاد الإنكليزي بعد أن هزم مانشستر يونايتد (1-0). قام المدرب أثناء توليه إدارة النادي بإنشاء أكاديميات في ويلز وشمال شرق إنكلترا. مشاريع درّت الملايين على النادي رغم التكلفة القليلة لإدارتها. اكتشفت الأكاديميّة التي أنشأت في نيوكاسل المهاجم الدولي آلان شيرر، أحد أساطير الكرة الإنكليزية، كما تمكّنت أكاديميّة بريستول سيتي من اكتشاف جناح ريال مدريد الحالي الويلزي غارث بيل. استمرت هذه الأكاديميات باكتشاف المواهب في الألفية الجديدة دون حسن استغلالها، إلى أن جاء المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو عام 2014.
رغم قلة الميزانية، تمكن المدرب الأرجنتيني من بناء منظومة قادرة على المنافسة على مقعد مؤهل لدوري الأبطال. تمثلت خطة الأرجنتيني بالتركيز على المواهب الشابة وإبرازها ثم بيعها بعد الاستفادة منها. سياسةٌ عادت على النادي بأرباحٍ قدّرت بـ186 مليون جنيه استرليني، منذ صيف عام 2014.
يندَرج نادي ساوثهامبتون في إطار الأندية التي تبحث عن الربح المالي بالدرجة الأولى، حيث يقوم النادي باقتناص العديد من المواهب، ليبيعها فيما بعد بأسعارٍ مضاعفة.
منذ عام 2001، خرّجت أكاديميات ساوثهامبتون أكثر من 20 لاعباً تمكنوا من الاحتراف مع أندية عملاقة، لتشكل أسماء كبيرة في عالم كرة القدم اليوم. لاعبون كغاريث بايل، تيو والكوت، أدام لالانا، أليكس أوكسليد تشامبرلين، لوك شو وغيرهم، شكّلوا أبرز الأسماء التي أظهرتها الأكاديمية في الآونة الأخيرة. بنيت فلسفة النادي على توحيد أسلوب اللعب في جميع الفئات العمرية. تكللت هذه السياسة بالنجاح، حيث لعب نظام الشباب دوراً رئيسياً في إعادة بناء النادي بعد الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2005، وسقوطه في النهاية إلى دوري الدرجة الأولى، ليتمكن من العودة مرة أخرى إلى دوري الدرجة الممتازة عام 2012.
بالرغم من سياسة الفريق الناجحة، يعاني ساوثهامبتون الأمرين هذا الموسم حيث يصارع للبقاء في دوري الأضواء. بعد رحيل المدرب الهولندي رونالد كومان، فشلت الإدارة في استقطاب مدرب يتلاءم فكره مع فلسفة النادي، فتوالت بعض الأسماء التي فشلت بتصحيح مسار الفريق، كان آخرها مارك هيوز، الذي أقيل هذا الموسم نتيجة التخبط بالنتائج، حيث قاد الفريق للمركز الثامن عشر بعد خسارته 13 مباراة، وتعادله في ثماني من 27 مباراة.