عيّنت إدارة مانشستر يونايتد عام 2016 مورينيو مدرباً للفريق خلفاً للهولندي لويس فان غال. منّت الإدارة نفسها بمدرّبها الجديد لإعادة أيام المجد الغائبة منذ اعتزال السير أليكس فيرغسون عالم التدريب، غير أن ذلك لم يحدث. ميزانيّة ضخمة وضعت لجوزيه خلال ثلاث سنوات، تمكن في خلالها من استقطاب العديد من نجوم الكرة العالميين على غرار الفرنسي بول بوغبا، والبلجيكي روميلو لوكاكو، والصربي نيمانيا ماتيتش ولاعبين آخرين، لتصل قيمة النفقات على الصفقات إلى قرابة الـ 364 مليون يورو. وبالرغم من الرقم الضخم، لم تتوّج المنظومة الجديدة التي بناها المدرب البرتغالي إلّا بلقبي الدوري الأوروبي وكأس الاتحاد الإنكليزي في موسمه الأول، رافقهما التتويج بلقب كأس الدرع الخيريّة. في موسمه الثاني، خرج مانشستر يونايتد خالي الوفاض، بعدما احتل وصافة الدوري الإنكليزي الممتاز، مبتعداً عن المتصدر مانشستر سيتي بـ 19 نقطة كاملة. تفاقمت المشاكل في الموسم الحالي. صراعاتٌ فردية بين جوزيه وبقيّة اللاعبين على خلفيّة المبالغة باللعب الدفاعي، ضَعفت العلاقة بين المدرب ولاعبيه، ما انعكس سلباً على أداء المنظومة. مستوى سيّئ ونتائج متذبذبة وضعت الفريق في المركز السادس، مبتعداً بـ 11 نقطة عن المقاعد المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، و19 نقطة عن ليفربول المتصدّر. رغم تأهله الصعب إلى دور الـ 16، سرّعت قرعة دوري أبطال أوروبا التي أقيمت نهار الاثنين من عملية الإقالة، وذلك بعدما أسفرت عن مواجهة مانشستر يونايتد لبطل الدوري الفرنسي باريس سان جيرمان. حقق مانشستر يونايتد فوزاً وحيداً من آخر 6 مباريات في الدوري الإنكليزي، ورغم تصنيفه كفريق دفاعي، استقبلت شباك الفريق 29 هدفاً حتى الآن، أكثر بهدف مما استقبلته شباك النادي في كامل الموسم الماضي، كما سجل النادي 29 هدفاً فقط ليصبح الفارق (صفر).
حقق مانشستر يونايتد فوزاً واحداً من آخر 6 مباريات في الدوري الإنكليزي

فور تعيينه مدرّباً لمانشستر يونايتد، أعرب جوزيه مورينيو عن رغبته بقيادة الفريق لـ 15 عاماً كاملةً، غير أن الأداء السيئ للفريق تحت إمرته، إضافةً إلى الخسائر الماديّة الكبيرة التي ألحقها بالنادي، جعلت المدرب يعمّر قرابة عامين ونصف عام فقط داخل أسوار مسرح الأحلام. بالرغم من فشل كلّ من الاسكتلندي ديفيد مويس والهولندي لويس فان غال في الحفاظ على إرث السير أليكس فرغيسون، شكّل فشل جوزيه مورينيو الخيبة الأكبر لإدارة النادي، نظراً إلى اسم المدرب الكبير في عالم التدريب.
في ظلّ تطور كرة القدم أخيراً، ظلّ مورينيو متعصبّاً لأسلوبه في عالم التدريب. الأسلوب الدفاعي الذي جلب له المجد مع بورتو البرتغالي، إنتر ميلانو الإيطالي وتشيلسي الإنكليزي، بدأ ينعكس عليه تدريجيّاً منذ إقالته الأولى من تدريب البلوز. بالرغم من نجاحه الجزئي مع ريال مدريد، وإعادة هيكلة الفريق ليحقق الألقاب المحلية من جديد، خرج المدرب بغير إرادته من الريال، بعد توصله إلى تسوية مع رئيس النادي فلورنتينو بيريز (تجنباً للإقالة). بعد عودته إلى تشيلسي في حقبته الثانية، لم يشفع لقب الدوري الذي حققه المدرب مع النادي، ليقال مرّة أخرى في منتصف موسمه الثالث، بعدما وصل الفريق إلى المركز السادس عشر.
الآن أعلن نادي مانشستر يونايتد في بيانٍ رسمي له، رحيل المدرب البرتغالي عن الأولد ترافورد، شاكرين إياه على ما قدمه للنادي خلال موسمين ونصف موسم، كما أعلن النادي تعيين اللاعب السابق أولي سولسكاير مدرباً مؤقتاً لنهاية الموسم، ومن ثم التفكير بمستقبل الإدارة الفنية للفريق الصيف القادم.
في ظل ذلك، يبدو زين الدين زيدان، المدرب الأسبق لريال مدريد، الأقرب إلى خلافة المدرب البرتغالي على الأمد الطويل، وخاصة أنّ المدرب الفرنسي لا يشرف على أي ناد حاليّاً، منذ استقالته من قلعة الميرينغي. بدرجةٍ أقل، قد يكون المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي مرشحاً لتدريب اليونايتد، بعد إقالته من تدريب تشيلسي في الموسم الماضي.