تَنطلق اليوم الجولة الأخيرة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا موسم 2018 ـ 2019. مباريات حاسمة وأخرى لن يكون لها تأثير في ترتيب المجموعات أو حتى تأهل الأندية إلى دوري الـ16 من البطولة الأوروبيّة. أبرز المواجهات سيحتضنها ملعب الأنفيلد، بين ليفربول ونابولي، فالأوّل مطالب بالفوز بفارق هدفين لكي لا يخرج من الدور الأوّل بعد أن كان وصيفاً الموسم الماضي. ليون سيحلّ ضيفاً على شاختار ويحتاج للتعادل على الأقل لحسم التأهّل. أمّا إنتر ميلانو فلا خيار أمامه سوى الفوز، مع انتظار تعثّر توتنهام الإنكليزي في الـ«كامب نو».هي اللّيلة التي تنتظرها جماهير نادي ليفربول الإنكليزي. مدينة الشمال الإنكليزي، تفضّل اللّيالي الأوروبيّة، على الدوري الإنكليزي أو غيرها من المنافسات المحليّة. أجواء المباراة الحاسمة التي سيكون ملعب «أنفيلد» مسرحاً لها، ستكون هي الأجواء المناسبة والتي ستفسّر المعنى الكبير لنشيد فرقة «البيتلز» الشهيرة (النشيد الرسمي لفريق ليفربول)، «لن تسير وحدك أبداً». وبالفعل، لن يسير ليفربول وحده في هذه المباراة أمام نادي نابولي الإيطالي، سيكون الجمهور اللاعب رقم 12 على أرضية الميدان. سيمتلئ الأنفيلد عن آخره، وستقف الجماهير التي تتّصف بالوفاء لفريقها «الأحمر» إلى جانبه في أصعب الأوقات. هي مباراة بين فريقين، يمتلكان أحد أجمل وأمتع الجماهير في عالم كرة القدم الأوروبية. وإذا أراد أي شخص الحديث عن جماهير القطب الآخر من المباراة، جماهير ملعب «السان باولو»، الملعب الخاص بنادي نابولي، لن نتوقّف عن الكلام، وعن وصف الشغف الكبير الذي تتمتع به جماهير «مارادونا». لن يكون هناك الكثير منهم في أنفيلد، ولكن على رغم ذلك، ستكون هذه الأقليّة من الإيطاليين الجنوبيين، تشبه كثيراً أحد مدرجات ملعب «سان باولو». بعيداً من أجواء الجماهير بين الفريقين، ستكون الكلمة الفصل للاعبين على المستطيل الأخضر، وللروح الجماعية في كل نادٍ من الناديين. يحتاج أبناء المدرب الألماني يورغن كلوب إلى الفوز ولا شيء غيره، ولكن هناك مشكلة ستعترض هذا الفوز. لا يمكن للـ«ريدز» أن يحلموا بالتأهل إلى الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا، من دون تحقيق الانتصار وبفارق هدفين على الأقل، الأمر الذي يبدو صعباً بعض الشيء نظراً لقيمة المنافس. الأخير، وتحديداً مع قدوم المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي، لن يرفع الراية البيضاء بسهولة أمام هجوم الليفر، فكارلو ليس ماوريسيو ساري. مدرب الـ«بلوز» الحالي يعتمد على جمالية الأداء أكثر من العقلانية، أمّا كارلو، فهو مهندس هذه المباريات، وهو أكثر من يعرف كيف يتعامل معها، وأفكاره في هذه الظروف لطالما كانت ناجحة (تجربته مع ريال مدريد أمام بايرن ميونيخ في الآليانز آرينا). لكن تبقى لكل مباراة حساباتها، ومن الصعب التكهّن بنتيجتها، إلاّ أنه على الورق، كعب نابولي يعلو ولو بقليل عن ليفربول صاحب الأرض.

إنتر ينتظر هديّة من برشلونة
يحلّ نادي توتنهام هوتسبير الإنكليزي ضيفاً ثقيلاً على برشلونة الإسباني، في ختام الجولة السادسة من دور المجموعات. تشكّل المباراة فرصة الـ«سبيرز» الأخيرة للبقاء في البطولة، حيث سيؤكّد الفوز في الكامب نو التأهّل المباشر إلى دور الـ16، في حين سيرتبط مصير النادي اللندني في حال عدم تحقيقه الفوز، بما ستنتجه المباراة التي ستجمع إنتر ميلانو الإيطالي بضيفه بي أس في أيندهوفن الهولندي.
أنعش هدف كريستيان إيركسن المتأخر في شباك الإنتر في الجولة الأخيرة، آمال توتنهام في التأهل إلى الدور المقبل على حساب الفريق الإيطالي. على رغم تساوي كلّ من ثاني المجموعة توتنهام، والثالث إنتر ميلانو بـ7 نقاطٍ بعد مضي 5 مباريات حتى الآن، إضافةً إلى تساوي الفريقين بفارق الأهداف أيضاً، إلّا أن الهدف الذي سجّله إيريكسن في السان سيرو عندما مني توتنهام بهزيمة (2-1)، أعطى الأفضلية لنادي توتنهام في التأهل إلى دور الـ16، في حال حقّق الفريقان الانتصار في الجولة الأخيرة.
على رغم ضمان تأهله لدور الـ16 بعد فوزه الصعب أمام بي أس في أيندهوفن بنتيجة (2-1)، أكد المدرب إرنستو فالفردي أن البرسا ستدخل المباراة بهدف الفوز. التحرر من ضغط التأهل قد يجعل من برشلونة أقوى من المعتاد، في ظل المستوى الرائع الذي يقدمه الأرجنتيني ليونيل ميسي. لتحقيق الفوز أمام برشلونة، يتوجب على النادي اللندني اللعب كفريق كامل بشخصية قتالية وروح عالية، وعدم الاعتماد فقط على هدّافهم الإنكليزي هاري كاين. في المباراة الأخيرة أمام ليستر سيتي، قام مدرّب توتنهام ماوريسيو بوكيتينيو بإراحة أهمّ لاعبيه، وهما صانع الألعاب الدنماركي كريستيان إيريكسن إضافةً إلى كاين. تمكّن الـ«سبيرز» على رغم الغيابات من تحقيق فوز مهم خارج القواعد بثنائيّة نظيفة، ساعدته على الصعود إلى المركز الثالث على حساب تشيلسي. مستنداً على أفضل انطلاقة في تاريخ النادي ضمن منافسات الـ«بريميرليغ»، يسعى بوكيتينيو إلى التأهل لدور الـ16 عبر إلحاق الهزيمة الأولى بنادي برشلونة، الذي لم يخسر على أرضه في دوري أبطال أوروبا منذ عام 2013. وسيعاني المدرّب الأرجنتيني نتيجة غياب لاعبه سيرج أوريي الذي أصيب على ملعب الكينغ باور ستاديوم، خلال مباراة توتنهام وليستر سيتي، كما أنّ اللاعب كيران تريبييه غير جاهز لمواجهة برشلونة، وهذا الأمر قد يجبر المدرّب على إشراك الظهير الأيمن الشاب كايل ووكر بيتيرز، الذي سبق له وشارك أمام ليستر سيتي في الدوري.
لم يتلقَ برشلونة أي خسارة على أرضه في دوري الأبطال منذ 2013


القوّة التي تغنّت بها جماهير البلوغرانا في جيل السداسية التاريخي، بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً بعد رحيل المدرّب بيب غوارديولا. ظهرت بشكل واضح معاناة نادي برشلونة في دوري الأبطال في السنوات الماضية، حيث خرج النادي الكاتالوني من دور ربع النهائي في النسخ الثلاث الأخيرة. لعبت سوء إدارة الفريق دوراً كبيراً في تراجع برشلونة، بعد أن تعاقدت مع لاعبين لم يقدموا المستوى المطلوب. استقطب النادي مطلع العام الماضي اللاعب الفرنسي عثمان ديمبيلي مقابل 105 ملايين يورو، ليحلّ ابن الـ19 عاماً مكان البرازيلي نيمار في الهجوم. على رغم المبلغ الضخم، فشل ديمبيلي في حجز مكان أساسي له في التشكيلة، ليلازم مقاعد البدلاء أغلب فترات الموسم في ظلّ تألق فيليبي كوتينيو، اللاعب الذي جاء بعده بستة أشهر، وحجز مكاناً أساسيّاً في تشكيلة فالفيردي. على رغم تحقيقه لقبي الدوري والكأس الإسباني العام الماضي، ظهر برشلونة ضعيفاً في منطقة وسط الملعب. وبعد تراجع مستوى غالبية لاعبي الفريق، أخذ ميسي على عاتقه مهام التسجيل والصناعة في آنٍ معاً، ليتمكّن وحده من إنجاح موسم النادي. ما افتقده برشلونة بعد رحيل نيمار، وجود لاعب قادر على خلق الفرص والتسجيل في حال غاب ميسي.

دورتموند لصدارة المجموعة
يحتاج فريق المدرب السويسري لوسيان فافر بروسيا دورتموند إلى الفوز في الجولة الأخيرة من بطولة دوري أبطال أوروبا، إذا ما كان يريد الانقضاض على صدارة المجموعة الأولى. ستسافر بعثة الفريق الأصفر إلى فرنسا، وتحديداً إلى إمارة موناكو، وذلك بهدف الانتصار على فالكاو وزملائه. سيستضيف ملعب لويس الثاني في الإمارة الفرنسية إحدى أجمل المباريات، نظراً للندية التي ستحملها ولرغبة الفريقين بالفوز. لدورتموند هدف وحيد، وهو تحقيق الانتصار، وتصدّر المجموعة وانتظار المباراة الثانية بين كل من كلوب بروج البلجيكي وأتلتيكو مدريد متصدّر المجموعة. بينما بالنسبة لموناكو، سيحاول أبناء المدرب الجديد واللاعب الكبير السابق تيري هنري، تحقيق انتصارهم الأول في البطولة، وذلك للحفاظ على ماء الوجه قبل الخروج من دوري الأبطال. وسيعوّل هنري على عاملي الأرض والجمهور لتحقيق هذا الهدف، خصوصاً أن الفريق لم يقدّم الأداء الجيد في البطولة، ويقبع في المركز الأخير، برصيد نقطة واحدة.

الكرة في ملعب سيميوني
يستقبل نادي أتليتيكو مدريد الإسباني في معقله ملعب «واندا ميتروبوليتانو» نادي كلوب بروج البلجيكي ضمن الجولة الأخيرة من دور المجموعات لدوري الأبطال. سيحاول رجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني أن يكملوا سجلّهم المميّز في دوري الأبطال، وتحقيق انتصار سيكون هاماً جداً لضمان صدارة المجموعة الأولى. المنافسة كبيرة بين كلّ من الـ«روخي بلانكوس» ومتصدّر الدوري الألماني الحالي بروسيا دورتموند على صدارة هذه المجموعة. حيث يمتلك النادي المدريدي في رصيده 12 نقطة، مبتعداً بفارق نقطتين عن ثاني المجموعة دورتموند (10 نقاط). في حال حقق رفاق المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان الفوز في «الواندا»، سيكونون قد ضمنوا صدارة المجموعة الأولى، دون الرّجوع إلى نتيجة «المارد الأصفر» على ملعب الإمارة الفرنسية موناكو. إذاً الكرة ستكون في ملعب سيميوني، عليه أن يستغل هذه الفرصة، خصوصاً أن الفريق المنافِس يفتقد للخبرة في مباريات كهذه.

باريس لمواصلة التألّق
عند الحديث عن المجموعة الثالثة، الأمر الثابت هو خروج أحد الفرق الثلاثة المتنافسة على المقعدين الأول والثاني: باريس سان جيرمان، نابولي وليفربول. في هذه المجموعة، قام فريق النجم الأحمر في بعثرة كل الأوراق، حين حقق نتيجتين مفاجئتين (التعادل أمام نابولي في بلغراد، والفوز على ليفربول في المدينة عينها)، الأمر الذي أربك الفريق الإيطالي كثيراً. من جهته، سيحاول الفريق الباريسيّ أن يقدّم كل ما لديه في بلغراد، ويفوز بنقاط المباراة الثلاث لضمان تأهّله إلى الدور الثاني. من دون الاكتراث إلى نتيجة «المعركة» الثانية من هذه المجموعة بين كل من ليفربول ونابولي على ملعب أنفيلد. سيكون الاعتماد على النجم الأول في باريس، النجم البرازيلي نيمار الذي بدأ يتحسّن من الناحية الذهنية شيئاً فشيئاً، والذي يعدّ من أفضل لاعبي دوري الأبطال هذا الموسم.

لا مكان للتراجع
سيكون ملعب «سان سيرو» أو «جوسيبي مياتزا» ممتلئاً عن آخره في المباراة الأخيرة في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا. يستضيف في الجولة الأخيرة صاحب الأرض نادي إنتر ميلانو فريق بي أس في أيندهوفن الهولندي، في مباراة لا تحتمل القسمة على اثنين بالنسبة للإنتر ولمدربه لوتشيانو سباليتي. الأخير، سيحاول أن يضع الخطّة المناسبة لحسم اللقاء لمصلحة فريقه، وانتظار هديّة من النادي الكاتالوني برشلونة أمام توتنهام. ويمتلك كلا الفريقين الإنكليزي والإيطالي 7 نقاط في رصيدهما، ولكن يتفوّق النادي الإنكليزي بفارق الأهداف (فارق الأهداف المسجلة والأهداف المسجلة على الفريق). على فريق «السحالي» أن يقوم بواجبه وأن يحقق نقاط المباراة الثلاث أمام متصدّر الدوري الهولندي، إذا ما كان يريد أن يحجز بطاقة التأهل. بينما في الجهة المقابلة، سيحاول رفاق المكسيكي هرفينغ لوزانو أن يحققوا انتصارهم الأول في البطولة.
غلطة سراي يستقبل بورتو، وشالكه يستقبل لوكوموتيف موسكو عند الساعة (19:55 بتوقيت بيروت)، وتُلعب بقية المباريات الساعة (22:00 بتوقيت بيروت)