انتهت مباراة ملعب «أرتيمو فرانكي»، تمكّن رجال المدرب ماسيميليانو أليغري من تحقيق الفوز على صاحب الأرض فيورنتينا. لم يكن فوزاً عادياً، ثلاث نقاط قابلتها ثلاث أهداف من فريق «السيدة العجوز». لم يكن ملعب «أرتيمو فرانكي» صعباً هذه المرّة على باولو ديبالا وزملائه، بل كانت المباراة أمام «الفيولا» بمثابة نزهة للـ«بيانكونيري». بعد مضي 14 جولة من الدوري الإيطالي، حقق زملاء كريستيانو رونالدو 13 انتصاراً، وتعادلاً وحيداً أمام بولونيا. 40 نقطة من 42 ممكنة. أداء مميّز ونتائج إيجابية، وفوق كل ذلك، أصبح كريستيانو رونالدو أول لاعب يسجّل 10 أهداف في أول 14 جولة في الدوري منذ سنوات طويلة. أرقام تجعل المتابعين يعرفون هويّة البطل، هويّة الفريق الذي هيمن على إيطاليا في السبع سنوات الأخيرة. قبل بداية هذه الجولة، كان اليوفي يبتعد بثمان نقاط عن أقرب ملاحقيه فريق المدرب كارلو أنشيلوتي نابولي. حسابياً، ونظراً لما يشاهده المتابعون في كل جولة، اليوفي سيكون بطلاً لإيطاليا من جديد، وللمرة الثامنة توالياً، ولكن يبقى السؤال الأهم، من يوقف يوفنتوس؟منطقياً، الجواب سيكون سهلاً عندما تنحصر المعادلة في الدوري الإيطالي، لا وجود لمنافس حقيقي لهذا «اليوفي». نابولي، الفريق الذي عُلّقت الآمال عليه، ها هو الآن يبتعد وبفارق يمكن وصفه بالكبير عن يوفنتوس، من المنافس الحقيقي لهذا الفريق الذي من الصعب إيقافه؟ في دوري الأبطال، يوجد الكثير من الفرق المميّزة، ولكن في الوقت عينه، يوجد القليل مثل اليوفي، فريق متماسك في جميع الخطوط، قوي، مع نتائج إيجابية مستمرة. على الورق، يمكن اعتبار فريق مانشستر سيتي الإنكليزي، الفريق الأقرب والأجدر إذا صح التعبير لمنافسة يوفنتوس. يملك فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا، فريقاً قوياً، ويمتلك بيب الكثير من مفاتيح اللعب بين يديه. متصدّر للدوري، وبنتائج كبيرة يفوز بالجولة تلو الأخرى. لكن السيتي أوروبياً ليس سيتي الدوري الإنكليزي. وهذا ما شاهدناه في الموسم الماضي، حين مني غوارديولا بخسارة مذلّة بثلاثيّة نظيفة في ملعب «أنفيلد» في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال. وها هو اليوم، وفي دور المجموعات، لم تستطع كتيبة «الفيلسوف» أن تنتصر على ليون الفرنسي (خسارة في ملعب الاتحاد 2-1، وتعادل في ملعب ليون 2-2).
حقق زملاء كريستيانو رونالدو 40 نقطة من أصل 42 ممكنة

نتائج الـ«سيتيزنس» أمام ليون في دوري الأبطال تطرح الكثير من التساؤلات، عن سبب هذا الانعدام في التوازن والتناقض الكبير بين الأداء المحلي والأداء الأوروبي. إذاً السيتي يمكن استبعاده مبدئياً من الحسابات. من يستطيع منافسة اليوفي؟ هل هو البايرن؟ الجواب ببساطة لا. البايرن يعيش هذا الموسم ربما أسوأ موسم له منذ سنوات، ويحتل المركز الرابع في ترتيب الدوري. من الصعب على الفريق البافاري، وفي وضعيته الحالية، منافسة يوفنتوس. هل هو باريس سان جيرمان؟ أيضاً، يفتقد الفريق الباريسي والذي يقوده النجم البرازيلي نيمار، لشخصية الأبطال، وأكبر دليل على ذلك، السنتان السابقتان في الـ«تشامبونز ليغ». إقصاء من برشلونة بالـ«ريمونتادا» التاريخية بعد أن كان الفريق قد تفوّق في مرحلة الذهاب برباعيّة نظيفة، وإقصاء آخر على يد ريال مدريد وبحضور كل من كيليان مبابي ونيمار وباقي نجوم الفريق. ثقة الباريسيين من الممكن أن تكتسب مع الوقت، ولكن هذا لم يحن بعد.
ما يقدّمه فريق السيدة العجوز اليوم، باستثناء الخسارة «الغريبة» أمام مانشستر يونايتد في «آليانز ستاديوم»، هو أداء يجعل المتابعين، يتوقّعون فوز الفريق بلقب دوري الأبطال والدوري والكأس، ولم لا، تحقيق السداسيّة التاريخيّة التي حقّقها برشلونة بيب في 2009. ولكن، تبقى لعبة كرة القدم، من بين أكثر الألعاب التي تمر بها الفرق المتنافسة بفترات صعود، يقابلها فترات هبوط كبير في المستوى، خصوصاً وأن الموسم لا يزال في بدايته، ومن الصعب الحكم على فريق من 14 أو 20 مباراة أولى. مثال على ذلك، ما قدّمه ريال مدريد الموسم الماضي، من أداء سيّئ و«تخبّط» كبير بين المباراة والأخرى مع بداية الموسم، وفي النهاية تمكّن المدرب زين الدين زيدان من تحقيق لقبه الثالث توالياً في بطولة دوري الأبطال. دائماً ما تعطي كرة القدم فترات تألق، ولكن التحدي الأكبر، يكمن في الاستمرارية، والثبات على ذات المستوى طوال الموسم، وهذا هو التحدي الكبير الذي سيواجهه كريستيانو رونالدو، ومدرب الفريق ماسيميليانو أليغري. يبقى اليوفي «حتّى الآن»، الأبرز لتحقيق كل شيء، ولكن المسلسل لا يزال في حلقاته الأولى. نهاية الأسبوع سيواجه يوفنتوس إنتر ميلانو في الدوري، الامتحان صعب وحقيقي، والعشاق على موعد مع سهرة كروية مميّزة.