كثرت المواهب الكروية أخيراً في بلاد البرتغال. أسماءٌ شابة كان لها ثقلها في الوسط الكروي، تمكنت من إعادة الأمجاد لمنتخب بلادها بعد أن توج ببطولة يورو 2016. بعيداً عن تألق كريستيانو رونالدو، الموهبة الأبرز في تاريخ البرتغال، تمكن اللاعبان أندري سيلفا وبرناردو سيلفا من مساعدة فريقيهما على احتلال مركزي الوصافة والصدارة توالياً في الدوريين الإسباني والإنكليزي، لما يقدمانه من أداءٍ عالٍ.انضم أندري سيلفا إلى صفوف إي سي ميلان الإيطالي مقابل 38 مليون يورو قادماً من نادي بورتو. موسمٌ جيد قضاه اللاعب في الدوري البرتغالي تمكن خلاله من هز الشباك في 16 مناسبة من 32 مباراة على الصعيد المحلي، وخمسة أهداف من عشر مباريات أوروبياً. أداءٌ مميز جذب أنظار ملاك النادي الإيطالي، ليشكل على الورق أحد العناصر الأساسية لمشروع النادي الجديد. ورغم الموهبة التي تحلى بها الفتى البرتغالي، وعلى الرغم من كونه الصفقة الأغلى التي أبرمها الروسونيري الصيف الماضي، رافق أندري سيلفا دكة البدلاء في أغلب فترات حقبة المدرب مونتيلا، حيث تمكن من تسجيل هدفين فقط من 24 ظهوراً جاء أغلبها من دكة البدلاء. أداءٌ سيئ ظهر به ميلان أدى إلى إقالة مدربه الإيطالي واستقدام غاتوزو بديلاً منه. تغييرٌ إداري أمل اللاعب أن يعطى إثره الفرصة ليظهر إمكانياته، وهو ما لم يحدث، حيث تناوبت الصفقة البديلة كالينيتش وخريج النادي، اللاعب المتواضع كوتروني، على شغل مركز رأس الحربة بدلاً من أندري سيلفا، في خطوةٍ غير مفهومة من الجهاز الفني لنادي ميلان. سنةٌ ضائعة في مسيرة اللاعب. دقائق محدودة لم تسعفه في إبراز إمكانياته التي تفجرت فور انتقاله إلى نادي إشبيلية مطلع الصيف الماضي على سبيل الإعارة مع أحقية الشراء، فيما قام ميلان باستقطاب غونزالو هيغوايين ليشغل مركز رأس الحربة الأساسي. في ظل تألقه اللافت مع ناديه، يبدو أن النادي الإسباني لن يتوارى عن تفعيل بند شراء سيلفا مقابل 35 مليون يورو. مبارياتٌ قليلة احتاجها اللاعب ليظهر موهبته الحقيقية، والتي قد يندم ميلان على التفريط بها في ظل تقدم غونزالو بالعمر. بـ7 أهدافٍ إلى الآن، يحتل أندري سيلفا المركز السادس بقائمة أفضل هدافي الدوري الإسباني مبتعداً بهدفين عن هداف الدوري ليونيل ميسي.
لم يخطف سيلفا جميع الأضواء، فعلى الرغم من تألقه اللافت هذا الموسم، يحظى اللاعب بيرناردو سيلفا بموسمٍ استثنائي مع مانشستر سيتي تحت إمرة بيب غوارديولا. أثارت الصفقة فور إتمامها العام الماضي الكثير من التساؤلات، فعلى الرغم من تألقه برفقة موناكو ومساهمته بشكلٍ مباشر في تحقيق لقب الدوري الفرنسي والوصول إلى دور نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا، أثار الرقم الذي جاء به الشاب البرتغالي إلى إنكلترا الكثير من الانتقادات، نظراً لعدم حاجة الفريق الماسة إليه في ظل وجود كل من رحيم ستيرلينغ وليروا ساني. بـ50 مليون جنيه استرليني رافق بيرناردو دكة البدلاء لنصف موسم تقريباً، اقتصرت مشاركته في هذه المدة على بضع دقائق شغلها كبديل ليشارك بشكلٍ أكثر في النصف الثاني من الموسم. إصابةٌ لنجم الفريق كيفن دي بروين مطلع هذا الموسم، ساهمت في بزوغ اللاعب البرتغالي ليشكل أحد ركائز مانشستر سيتي الأساسية هذا الموسم، في حملة الحفاظ على لقبه. بعكس التوقعات، لم يتأثر السيتيزنز كثيراً بغياب دي بروين، بل لربما لم يتأثر أبداً. مستوى رائع يقدمه الجناح البرتغالي في مركز الوسط، أعطى إثره التوازن للسيتي من جديد مساهماً بشكلٍ مباشر في تصدر الفريق لجدول الدوري الإنكليزي الممتاز. بهدف أندري سيلفا الوحيد في لقاء الذهاب، تمكنت البرتغال من تحقيق انتصارها الرسمي الأول على منتخب الأتزوري منذ 1957. متسلحاً بتألق لاعبيه الثلاثة في خط المقدمة، يأمل المدرب فيرناندو سانتوس بإعادة الإنجاز عندما يسافر إلى سان سيرو لمواجهة منتخب إيطاليا، ضمن إياب مباريات بطولة دوري الأمم الأوروبية. ولكن المهمة ليست كما على الورق، فإيطاليا جائعة.