طرد هيغوايين في دقائق المباراة الأخيرة وأهدر ركلة جزاء
خبر من الطبيعي أن يفرح أنصار النادي، الذين لن يتحمّلوا مدربهم الحالي أكثر من ذلك. فينغر يبقى في النهاية مدرباً كبيراً، صنع الأمجاد لفريق كأرسنال، صحيح أن النتائج والمواسم الأخيرة لم تكن موفقة على صعيد النتائج، إلا أن شخصية الأرسنال لم تفتقد، وطريقة لعبه بقيت نفسها. لم يغب فريق أرسنال عن دوري أبطال أوروبا سوى في موسم واحد فقط وهو الموسم الأخير لفينغر مع أرسنال، ما يدل على الثبات في المستوى، والاستمرار في الوجود ضمن الكبار في دوري الأبطال (هذا ما افتقده ناد كبير كالميلان في السنوات الماضية). ما بين غاتوزو وفينغر، فروقات كبيرة، كيف لا وأن فينغر له تاريخ كبير في التدريب، وغاتوزو وكأنه يجرّب نفسه كمدرّب في ميلان. في حال قدوم فينغر، ورفعه شعار الميلان، سيذهب بكل تأكيد إلى خطوته الأولى، اكتشاف المواهب الشابة، وستكون المدرسة الميلانية «البريمافيرا» محطّته الأولى. هكذا اعتدنا على فينغر في أرسنال، وهكذا سيظل، هي ثقافته الخاصة، وأفكارها التي لن يغيرها فريق آخر سيأتي إليه. كل هذه افتراضات. افتراض آخر: ماذا لو كان فينغر هو الذي يدرب ميلان أمس؟ هل كان ليشرك بوريني مثلاً؟
صحيح أن غاتوزو يتعرّض لكثير من الانتقادات، وأنه ليس بالمدرب المناسب للميلان، وهو كذلك فعلاً، لكن الانتقاد يجب أن يكون منصفاً أيضاً. في ظل هذه النتائج المتخبّطة، والأداء غير الثابت، كان الميلان يشغل المركز الرابع في ترتيب الدوري الايطالي قبل الموقعة مع يوفنتوس، ويبتعد بفارق أربع نقاط فقط عن نابولي والإنتر أصحاب المركزين الثاني والثالث (عدد النقاط ذاته 25). ولكن إذا كانت إدارة الميلان، تفكّر في مشروع مستقبلي، فلا مكان لغاتوزو فيه، المدرب العصبي، المدرب الذي لا يبتسم، يعترض على الحكام واللاعبين أكثر من إعطائه للتعليمات، مكانه المناسب في فرق متوسطة. نتيجة مباراة أمس أمام يوفنتوس، كانت بمثابة «تتويج» لأداء الميلان هذا الموسم، على الرغم من مجاراته نسبياً لزملاء كريستيانو رونالدو وحصل على ركلة جزاء أهدرها هيغوايين. الأخير طرد في دقائق المباراة الأخيرة. النتيجة لا تعكس الأداء، أداء الميلان كان سيئاً. العكس تماماً كان بالنسبة إلى فريق «السيدة العجوز»، الذي سيطر على المباراة بالـ«طول والعرض»، وخرج بالنقاط الثلاث بأقل مجهود، إضافة إلى تسجيل العملاق كريستيانو رونالدو هدفه الشخصي الثامن في الدوري هذا الموسم. هدفين لصفر نتيجة عادلة بعد كل شيء.