بخمسة أهدافٍ نظيفة في مرمى جنوى، يدخل إنتر ميلانو اللقاء ممنياً النفس بالفوز أمام برشلونة، عندما يواجهه في إياب دور مجموعات دوري الأبطال على ملعب السان سيرو.خسارةٌ أمام برشلونة في مرحلة الذهاب، جعلت النادي الكتلوني ينفرد في صدارة المجموعة التي كان يترأسّها الفريقان بـ 6 نقاط. أمورٌ كثيرة تغيّرت منذ اللّقاء الأخير، أوراقٌ مهمّة استعادها الإنتر قبيل المعركة ستعيد التوازن في المنافسة من جديد. عودة رادجا ناينغولان إلى الإنتر ستجلب التوازن لخط الوسط، بعد أن كان أحد أكثر الخطوط هشاشةً في مباراة الذهاب. لاعبٌ بإمكانيّات كبيرة وروح قتالية عالية من شأنها إعطاء الحافز للإنتر الذي غاب في مواجهة الفريقين الأخيرة. ظهر تأثير رادجا جليّاً الموسم الماضي مع روما، حيث خسر نادي الذئاب بأربعة أهداف مقابل هدف في الذهاب بعد أن غاب النجم البلجيكي عن اللقاء، فيما فازت روما 3-0 في الإياب بعد عودته، وستشكّل عودة فيرسايكو للتشكيل الأساسي حلّاً جديداً لتنشيط الجهة اليمنى.
يعوّل الإنتر على نتائجه الكبيرة أخيراً. ثمانية انتصارات متتالية في الدوري أعادت الفريق إلى المسار الصحيح بعد البداية المتعثرة. مستوى ثابت للقائد ماورو إيكاردي قد يرجّح كفّة الفريق الإيطالي أكثر للفوز على حساب كفّة برشلونة، فعلى الرّغم من الفوز في معظم مبارياته أخيراً، والفوز على الإنتر في الكامب نو، قد يواجه النادي الكتلوني مشاكل جمّة عندما يحلّ ضيفاً في السان سيرو. على الرغم من تشكيل عودة ميسي حافزاً كبيراً لبرشلونة، إلّا أنّ منظومة الإنتر، بعيداً عن مقارنة العناصر بين الفريقين، أقوى على الورق من منظومة برشلونة. توازنٌ كبيرٌ بين الخطوط الثلاثة وتنوع في أساليب التهديف، أمرٌ من شأنه أن يثقل كاهل دفاع برشلونة الذي يعاني الأمرّين بغياب أومتيتي. على الرّغم من تألّق الشّاب لونغلي، تبقى المأساة بالمستوى السيّئ لجيرارد بيكي وسيرجيو روبيرتو، الذي لن يغفل المدرّب سباليتي عن استغلال سرعة إيفان بيريزيتش لضرب برشلونة من الجهة اليمنى. سيطر رجال فالفيردي في الذهاب سيطرةً مطلقة، إلّا أن للإياب حسابات أخرى.
في الذهاب دخل الإنتر من دون شخصيّة، حيث أثار اسمي الملعب والفريق الخوف في أبناء إيطاليا، الذين تأثّروا بغياب أبرز لاعبيهم أكثر من افتقاد برشلونة لميسي. قبل بداية كلّ موسم، تشير المعطيات لترشيح أكثر من نادٍ للفوز باللقب في نهاية المطاف. يشكّل برشلونة دائماً أحد هذه الأندية المرشّحة نظراً لوجود ميسي، وكون النادي ركناً أساسياً من أركان المسابقة منذ مطلع الألفية الجديدة. لهزيمة برشلونة، يتوجّب على الإنتر هزيمة شبح النادي الكاتلوني أوّلاً، الذي طالما هزم الفرق باسمه قبل أدائه. فعلى الرغم من صدارته الدوري الإسباني بفارق أربع نقاط عن أقرب منافسيه، أصبح الفوز على برشلونة سهل المنال مقارنةً ببرشلونة غوارديولا. ثلاثة مواسم مضت، لم يستطع برشلونة من خلالها تجاوز دور الرّبع نهائي، بعد أن خرج مرّتين من هذه الثّلاثة على يد فريقين إيطاليّين. جيلٌ عظيم انتهى لبرشلونة مع ذهاب أغلب أعمدة الفريق الأساسيّة، فيما يبقى ميسي القشّة الأخيرة التي يطوف عليها النادي الكتلوني، والتي يأمل منها فالفيردي أن تصمد أمام إعصار الإنتر. في ظلّ النتائج الجيدة للفريقين أخيراً، ستلعب كلمة المدربين الدور الأكبر لتحديد هوية الفائز. فوزٌ من شأنه ضمان تأهّل البارشا للدور المقبل، فيما سيعيد الإنتر لصدارة المجموعة مع النادي الكاتلوني في حال فوز الإنتر. الفريقان يخافان من بعضهما البعض، والمباراة تُحسم في 90 دقيقة.