في لقطة لم نعتد عليها وسابقة من نوعها، ذهب جناح فيورنتينا الإيطالي الشاب فيديريكو كييزا، وعانق أخاه الذي يجمع الكرات خارج ملعب «أرتيميو فرانكي» في نادي مدينة فلورنسا. من شاهد المباراة بين فريقي فيورنتينا وسبال، سيعلم بأن الأخ الأصغر لكييزا سيصبح لاعب كرة قدم يوماً ما. يشاهد أخاه الأكبر كييزا كل يوم من خارج الملعب، ويتعلّم منه كيف يكون نجماً شاباً يلفت الأنظار. علاقة مميّزة تربط ما بين آل«كييزا» وكرة القدم، لفيديريكو والد كان لاعباً أيضاً، انريكو كييزا، أحد نجوم فيورنتينا والدوري الإيطالي سابقاً. لعب انريكو لأندية عدّة كان أبرزها كل من يوفنتوس وناديه المحبب فيورنتينا. ورث فيدريكو موهبة والده، تماماً كما هي حال جماهير «الفيولا»، التي استذكرت من خلال كييزا الابن، ما كان يقوم به نجمها السابق كييزا الأب. ولد الشاب الإيطالي فيدريكو كييزا في مدينة جنوى 1997. سطع نجم ابن فيورنتينا مع بداية الموسم الماضي، حيث كان أحد أبرز نجوم الدوري (سجّل ستة أهداف وصنع تسعة آخرين). إلى جانب كل من زميله في الفريق ماركو بيناسي، والشاب المميز نيكولو باريلا لاعب كالياري، يعتبر كييزا أحد أبرز النجوم الإيطاليين الشباب والذين ينتظرهم مستقبل كبير. وهذا ما بدأ فعلاً في الحدوث، حيث استدعى مدرب المنتخب الإيطالي روبيرتو مانشيني كييزا لكل المباريات وشارك أساسياً في أغلبها (إضافة لاستدعائه لكل من باريلا وبيناسي).في فريق المدينة الساحلية فلورنسا، لاعب أرجنتيني شاب، قصّته لا تختلف كثيراً عن فيديريكو كييزا، فالاثنان ورثا كرة القدم عن آبائهما، المهاجم جيوفاني سيميوني ابن المدرب الحالي لأتلتيكو مدريد دييغو سيميوني. لا يشبه أباه أبداً، فهو مهاجم عصري ومميّز، بينما دييغو كان «مصارعاً» في وسط الميدان. موسم صعب على الصعيد الشخصي يعيشه المهاجم الأرجنتيني، هدفان اثنان سجّلهما سيميوني خلال العشر جولات الأولى من الدوري الإيطالي. كان الموسم الماضي بمثابة الانطلاقة أو «الشرارة» التي أظهرت للعالم قدرات مهاجم أرجنتيني آخر يولد في الدوري الإيطالي (14 هدفاً من بينها هاتريك في مرمى نابولي حرمه وبنسبة كبيرة من حلم اللقب آنذاك). ولكن شهد مستوى ذي الـ23 عاماً تراجعاً كبيراً مع بداية الموسم الحالي. ولد المهاجم الأرجنتيني في العاصمة الإسبانية مدريد، وكان الفريق الأكثر شهرة في الأرجنتين إلى جانب البوكا جونيور، فريق ريفر بلايت هو فريقه الأوّل. مثّل المنتخب الأرجنتيني بعد نكسة كأس العالم الأخير في روسيا، واستطاع أن يسجّل أوّل أهدافه بقميص الـ«ألبي سيليستي» في مرمى منتخب غواتيمالا المتواضع. مسيرة مميّزة حتّى هذه اللحظة لسيميوني الابن. شكّل ثلاثياً مميزاً إلى جانب كل من كييزا وماركو بيناسي مع «الفيولا» في الموسم الماضي والحالي. جناح مميّز يتسلم الجهتين اليمنى واليسرى، ومهاجم «رقم 9» يقتنص الأهداف، ماذا ينقص فيورنتينا بعد؟ ماركو بيناسي. صانع ألعاب «كلاسيكي» يلعب بطريقة هادئة، قدّم بداية موسم مميّزة حتّى اللحظة، موهوب إيطالي شاب سجّل أربعة أهداف خلال تسع مباريات (رقم مميّز بالنسبة لصانع ألعاب وفي دوري صعب كالإيطالي). نجم فريق الـ«تورو» السابق، ويعتبر «العمود الفقري» للفريق ومنظّم طرق اللعب وضابط الإيقاع، كلّها صفات تجدها بصانع الألعاب «التقليدي» المتمثّل ببيناسي.
تحت قيادة مدرب الفريق الإيطالي ستيفانو بيولي، يعيش «الفيولا» فترة «تقلّب» في الأداء هذا الموسم (أربعة انتصارات، ثلاثة تعادلات وثلاث هزائم). إلاّ أن جميع من يتابع «الكالشيو»، يعلم كيف يلعب فيورنتينا، وما هو ملعب أرتيميو فرانكي، الذي يعتبر أحد أصعب الملاعب في الدوري الإيطالي. ولكن الأداء وحده لا يكفي، بل يجب أن تتحسّن النتائج شيئاً فشيئاً. يحتل فيرونتينا المركز السادس حالياً في الدوري، وبرصيد 15 نقطة من أصل عشر مباريات. سيواجه الفريق «البنفسجي» فريقاً آخراً فقد نصف مستواه من الموسم الماضي، فريق ذئاب العاصمة الإيطالية روما. سيكون ملعب الأرتيميو فرانكي ممتلئاً كعادته، وستكون مباراة مليئة هي الأخرى بالأهداف كما اعتاد الجميع على مشاهد نوع كهذا من المباريات لفيورنتينا. وفي الجولة ذاتها، يستقبل متصدّر الترتيب العام يوفنتوس في ملعب «آلينانز» نادي كالياري وعينه على مواصلة النتائج الإيجابية، والاستمرار في احتلال الصدارة. من جهته يلتقي الإنتر مع جنوى، منتشياً بانتصاره الأخير والكبير أمام فريق نسور العاصمة لاتسيو بثلاثية نظيفة. بينما ستذهب بعثة الـ«روسونيري» إلى «داكيا آرينا» الملعب الخاص بنادي أودينيزي، وهو واحد من أصعب الملاعب في إيطاليا. فهل يسعف الحظ غاتوزو هذه المرة أيضاً؟