تتّجه الأنظار اليوم إلى قمّة الجولة الثالثة من بطولة دوري أبطال أوروبا، والتي ستجمع كلاً من مانشستر يوناتيد الإنكليزي ويوفنتوس الإيطالي. قمّة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. سيكون ملعب الأولد ترافورد ممتلئاً عن آخره. سيتخطّى اللقاء بين الفريقين المعايير «المنطقية والورقيّة». دائماً ما تكون مثل هذه المباريات لها حساباتها الخاصة، متجاهلةً ترتيب هذا الفريق أو ذاك في الدوري المحلي لكل منهما. ثلاث شخصيات ستكون حاضرة وجاهزة، ثلاثة نجوم سيستحوذون على الأضواء: كريستيانو رونالدو من يوفنتوس، بول بوغبا من اليونايتد، ومدرب «الشياطين الحمر» البرتغالي جوزيه مورينيو. الأخير، لطالما كان نجماً في مباريات كهذه، نظراً إلى تصريحاته المثيرة للجدل، ناهيك عن الحادثة الأخيرة في ملعب الستامفورد بريدج، والتي فقد أعصابه فيها.
الدون البرتغالي تحت أنظار «السِير» مجدداً


هو النادي الذي أطلقه إلى النجوميّة. ناديه الأول خارج بلده الأم البرتغال. مدينة مانشستر تعني الكثير لأفضل لاعب في العالم خمس مرّات. المحطّة التي تطوّر أداؤه فيها، وفاز بجائزة الكرة الذهبية الأولى في مسيرته الكروية. كريستيانو رونالدو، النجم البرتغالي الذي لعب في صفوف اليونايتد ست سنوات. ستة مواسم من التألق والإنجازات الفردية والجماعية. ولأن لكل سبب مسبب، الفضل الأكبر في بداية وانطلاقة مسيرة «الدون» يعود إلى شخص واحد فقط: «عرّاب الشياطين»، المدرب الأسطوري والتاريخي لليونايتد، المدرب الاسكتلندي، «السير» أليكس فيرغيسون. كلمات رونالدو نفسه في تصريح له لصحيفة «الميرور» البريطانية، تعبّر عن أهميّة هذا الإنسان في حياة النجم البرتغالي: «لقد علمني كل شيء وكان كأب لي، لقد ساعدني كثيراً في مانشستر يونايتد، وعلّمني كيف أغيّر من أفكاري وعقليتي». علاقة رونالدو مع فريقه ومدربه السابقين، علاقة خاصة. يكفينا مشاهدة جماهير اليونايتد اليوم، كيف يتكلّمون عن النجم الذي غادر الفريق منذ تسع سنوات. يكنّون له المحبّة والمودّة حتّى الآن، على الرغم من تركه الفريق، والذهاب إلى مدريد. سجّل رونالدو هدفين خلال مسيرته مع ريال مدريد في مرمى اليونايتد. ماذا يمكن أن يحدث اليوم؟ لم يحتفل رونالدو بهدفيه، ولاقت الجماهير أهداف نجمها السابق بكل رحابة صدر، وبدأت بالتصفيق لولد فريقها المدلل. اليوم الحياة دارت لتضع رونالدو في منزله الأول بعد الخروج من لشبونة. سيحاول أن يقتل الفريق الذي يحبّه، والتسجيل في مرمى دي خيا، «ومن الحب ما قتل»، قد يطلق «رصاصة الرحمة» على مواطنه مورينيو.

بول بوغبا يواجه تاريخه ومستقبله؟


الكثير من المنتقدين والمحللين، أثنى على أن انتقال النجم الفرنسي وأحد أفضل لاعبي الدوري الإيطالي حينه، بول بوغبا، من اليوفي إلى مانشستر يونايتد. كانت خطوة ليست بالمنطقيّة من قِبل بطل كأس العالم. بوغبا، وتحديداً عندما كان لاعباً في يوفنتوس، أكّد للعالم أجمع بأن إمكانياته وقدراته تخوّله ليكون أفضل لاعب خط وسط في العالم. وهذا ما حدث فعلاً، في 2015، أي في السنة الأخيرة له كلاعب في صفوف فريق «السيدة العجوز»، كان بول من بين أفضل 11 لاعباً في تشكيلة الـ«فيفا». كما هي الحال مع كريستيانو، فالمسؤول الأول عن الثقة التي شاهدها الجميع والتي يتمتّع بها بوغبا، هو مدرب الفريق الإيطالي أنطونيو كونتي. شارك بوغبا في كثير من المناسبات وهو في الـ21 من عمره. وهذا أمر يحسب لكونتي، ولكيفية تعامله مع اللاعبين الشباب. بوغبا سيواجه فريقه السابق، سيواجه الفريق الذي دفعه ليكون نجماً، وليكون أغلى لاعب في العالم بـأكثر من 100 مليون يورو (قيمة انتقاله من يوفنتوس إلى اليونايتد في 2016). كثير من الحنين، سيكنّه بوغبا ليوفنتوس ولزملائه السابقين، على الرغم من التغييرات الكبيرة التي شهدها النادي الأكبر في إيطاليا محلياً. لم يبق من التشكيلة «اليوفنتينية» التي كان بوغبا جزءاً منها سوى كل من قلبي الدفاع، جورجيو كيليني وبونوتشي، إضافة إلى ماندزوكيتش وصديقه المقرّب باولو ديبالا. تغييرات كبيرة حدثت في تشكيلة فريق السيدة العجوز، لعلّ أبرز تغيير بالنسبة إلى بوغبا هو غياب قائد الفريق بوفون. لكن الاسم يبقى خالداً، ويوفنتوس يبقى يوفنتوس. هي مباراة عاطفية بالنسبة إلى بول، ولكن هو الآن لاعب لليونايتد، وسيتخطّى كل هذه المشاعر اليوم، ويلعب لقميصه الجديد، قميص الشياطين الحمر. وفي حال بقي مورينيو على ما هو عليه، قد يغادر بوغبا، ويكون الاتجاه معكوساً... ربما يعود إلى تورينو، يوماً ما.