ذئاب روما تواجه خيول موسكو، ربما هو العنوان الأفضل لإبراز طبيعة المواجهة بين روما الإيطالي وسيسكا موسكو الروسي. الأوّل ينتمي إلى مدينة العالم، روما، المدينة الخالدة، ناد له تاريخ كبير في إيطاليا وأوروبا، كما أعطى للكرة العالميّة أسماء كبيرة ليس آخرها فرانشيسكو توتي. على الجهة المقابلة هناك سيسكا، نادي الجيش الرياضي المركزي في موسكو. أنصار الفريق يلقبونه بـ«كوني» أو «الخيل». تمكّن سيسكا في عام 2005 من الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي (يوروباليغ) على حساب سبورتينغ لشبونة البرتغالي، على أرض الأخير في لشبونة، وهو من حيث الأرقام والبطولات يعتبر من أبرز الأندية في روسيا.في مباراة دوري الأبطال الكفة تميل لأصحاب الأرض، رغم أن سيسكا هزم ريال مدريد، إلّا أن «النادي الملكي» يعاني اليوم مع المدرب غولين لوبيتيغي، وهو ليس الـ«الميرينغي» صاحب الألقاب الأوروبية الثلاثة، في السنوات الثلاث الماضية. روما خسر من ريال مدريد على أرض الأخير بثلاثية مقابل لا شيء، ثم استعاد توازنه على أرضه في الجولة الثانية، وهزم فيكتوريا بلزن بخماسية نظيفة. تاريخ المواجهات يصب لمصلحة ذئاب روما، حيث التقى الفريقان في دوري الأبطال أيضاً عام 2014، فاز روما على أرضه في الذهاب (5 ـ 1)، وتعادل الفريقان في موسكو في مباراة الإياب بهدف لمثله.
في هذا اللقاء سيدخل المدرب إيزيبيو دي فرانشيسكو في ظل غياب المهاجم دييغو بيروتي الذي تعرّض في الـ16 من الجاري لإصابة بربلة الساق خلال التدريبات. ولكن ليس من التوقع أن تؤثر هذه الإصابة على الفريق على اعتبار أن بيروتي تعرّض للعديد من الإصابات خلال الفترة الماضية ولم يشارك سوى في ثلاث مباريات منذ بداية الموسم. وكان المدافع الهولندي ريك كارسدورب قد تعرّض أيضاً لإصابة سبتعده 10 أيّام عن الملاعب. ومن المتوقع أن يرحل كارسدورب في فترة الانتقالات الشتويّة المقبلة عن الفريق كونه لم يقنع المدرب دي فرانشسيكو. رغم أن روما سيدخل اللقاء بتشكيلة مثاليّة تضم السويدي روبين أولسين في حراسة المرمى، وفي الدفاع سيكون الاعتماد على كوستاس مانولاس، اليكساندر كولاروف وفيدريكو فازيو، وفي الوسط سيتحمل خافيير باستوري مسؤولية كبيرة مع دانييلي دي روسي كونهما صاحبي الخبرة الكبيرة. وسيكون دور ستيفان الشعراوي والشاب الهولندي جاستن كلويفرت (في حال مشاركته) مهماً على الأطراف، لإيصال الكرات إلى المهاجم إيدن دزيكو.
أعرب رئيس نادي روما جيمس بالوتا عن عدم رضاه على مستوى الفريق


ورغم أن تشكيلة روما مكتملة وليس هناك غيابات، إلّا أن النادي لا يقدّم المستوى المطلوب مؤخراً، خاصّة في الدوري المحلي. يحتل روما اليوم المركز السابع، بعد أن أنهى الموسم الماضي في المركز الثالث. وخسر روما مباراته الأخيرة أمام سبال بهدفين نظيفين على ملعب الأولمبيكو. وقبل مباراة سيسكا أعرب جيمس بالوتا رئيس روما، عن غضبه الشديد من المستوى الضعيف الذي يقدمه الفريق في الدوري المحلي. وكشفت تقارير صحافية أن بالوتا أعطى دي فرانشيسكو مهلة محددّة لتصحيح النتائج، وإلّا فسيكون مصيره الإقالة. وقالت بعض المواقع الإيطالية، ومنها موقع كالتشيو ميركاتو أن بالوتا تريّث بموضوع إقالة دي فرانشيسكو، بسبب عدم وجود بديل له حاليّاً، ولأن الأخير يحظى بثقة رامون رودريجيز فيرديخو «مونشي» المدير الرياضي للفريق.
من جهته يدخل نادي سيسكا موسكو اللقاء من دون ضغوط. نادي «الخيل» يحتل المركز الثالث في ترتيب الدوري الروسي، (المتصدر سان بطرسبورغ) وهو يمر بمرحلة استقرار بعد الفوز على ريال مدريد، كما فاز بالمباراة الأخيرة في الدوري أمام آنزهي. مدرب الفريق فيكتور جونشارينكو، وهو المدرّب البيلاروسي الوحيد في دوري أبطال أوروبا، سيعتمد على تشكيلته الأساسيّة مع نيكولا فلاسيتش صاحب الهدف في مرمى ريال مدريد، إضافة إلى الياباني تاكوما نيشيمورا. وكونه سيلعب خارج ملعبه، سيقوم بإقفال ملعبه عبر مدافعيه ماريو فيرنانديز ونيكيتا شيرينوف، إضافة إلى هوردور ماغنوسون.
مباراة قويّة ستجمع الفريقين على ملعب الأولمبيكو، والأكيد أن روما سيسعى إلى تصحيح المسار ومصالحة جماهيره، خاصة أن الفوز سيساعد على إعادة الاستقرار الإداري للفريق بعد الظروف الصعبة التي شهدها مؤخراً، والتي بدأت تؤثر على المجموعة. ومن ناحية سيسكا فإن النادي سيعمل على مواصلة نتائجه الإيجابية، مستفيداً من غياب الإصابات وحالة الاستقرار داخل النادي.