بعد كل شيء، لخّص مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف ما حدث بقوله بعد نهاية المباراة: «نشعر في هذه اللحظة بأننا لا نملك الثقة بالنفس التي كانت سلاحاً بارزاً لنا، عندما تُمنى شباكنا بالأهداف، نفقد البوصلة، هذا لم يكن يحدث لنا قبل أشهر عدة». كلام لوف، يوضح كم أن المشكلة كبيرة التي يقبع فيها المنتخب الألماني حالياً. لوف، يتحمّل الجزء الأكبر من المسؤولية، هو بنفسه، بسبب أفكاره القديمة والإصرار على أبرز اللاعبين الذي فاز رفقتهم بلقب كأس العالم في 2014. وفي هذا الصدد، تبدو الصحيفة الأبرز في ألمانيا «بيلد»، من أوائل الصحف المطالبة بإقالة لوف، حيث وجّهت له انتقادات حادّة بقولها: «لا وجود لجرأة مبتكرة، لأفكار في اللعب، لا فعالية أمام المرمى. قام لوف بإشراك مهاجم شالكه أوث الذي لم يسجل أي هدف هذا الموسم، وترك الجناحين الرائعين ساني وبراندت على مقاعد الاحتياط». ربّما الـ«بيلد» على حق، وأن صلاحية لوف انتهت منذ خروجه من يورو 2016 على يد المنتخب الفرنسي، ولكن ننتظر مباراة اليوم لمعرفة ماذا سيحدث.
على لوف أن يتحلّى بالشجاعة ولو لمباراة واحدة
في حال خسارة المنتخب الألماني اليوم، ستكون الخسارة السادسة له في 2018، وهذا الرّقم سيصبح الأكبر في تاريخ «الماكينات الألمانية». كان عاما 1985 و1956، أكثر السنوات التي خسر فيها المنتخب الألماني مباريات بواقع خمس هزائم في كل سنة. من جهته، وجّه حارس مرمى وقائد ألمانيا السابق أوليفر كان، اللّوم للاعبي المنتخب القدماء، على غرار مولير وكروسي وغيرهم بقوله: «يتعين على اللاعبين البارزين قيادة المجموعة وتحمل مسؤولياتهم، وعندما لا يقومون بذلك يختل توازن الفريق». إضافة للعقم الهجومي، والخلل الدفاعي الواضح، ففي المباراة الأخيرة ضدّ هولندا، يتحمّل الحارس الألماني وحارس مرمى بايرن ميونيخ مانويل نوير خطأ الهدف الأول الذي سجّله مدافع ليفربول فيرجيل فان دايك. على لوف، أن يتحلّى بالشجاعة ولو لمباراة واحدة، ويخرج عن عاداته وأفكاره «المتحجرة»، بإقحام كل من جوليان براندت وليروس سانيه، على حساب أوث ومولير، بالإضافة لإشراكه ليون غوريتزكا على حساب صاحب الأداء «الباهت» توني كروس. الأمر عينه في خط الدفاع، حيث أن كل من جوناثان تاه لاعب ليفركوزين، بالإضافة لنيكلاس سوليه لاعب البايرن، يستحقون فرصة أكبر من بواتينغ. الأخير، تعرّض لإصابة في المباراة الأخيرة أمام هولندا، وسيغيب عن لقاء اليوم أمام فرنسا، ربّما سيكون غياب جيروم فأل خير على الألمان، ويخرجون عن صمتهم الذي دام كثيراً.