غاسبريني الـ«كلاسيكي» ... صانع المواهب في إيطاليا

  • 0
  • ض
  • ض
غاسبريني الـ«كلاسيكي» ... صانع المواهب في إيطاليا

■ جيان بييرو غاسبريني ليس موهبة صاعدة في عالم التدريب. هو مدرب يبلغ من العمر 60 عاماً يتمتع بخبرة تمتد لأكثر من عقدين ونصف في اللعبة. قضى غاسبيريني أغلب حياته المهنية في الدرجة الثانية في إيطاليا. بدأ مسيرته كمدرب لفريق يوفنتوس للشباب عام 1994. شق طريقه في الفئات العمريّة على مدار تسع سنوات قبل الحصول على وظيفة تدريب له لفريق كروتوني عام 2003. وقد توجت مهمة غاسبريني الأولى مع كروتوني بصعوده إلى مصاف دوري الدرجة الثانية. وبعد أن أنهى موسمه الثاني في وسط الترتيب، تم تعيينه مديراً لنادي جنوى. تبع ذلك صعوده بالفريق إلى الدرجة الأولى منذ موسمه الأول معه، وذهب بالفريق في موسمه الرابع (2009-2010) إلى بطولة الدوري الأوروبي «يوروباليغ». كان أسلوبه في اللعب يلقى الكثير من التقدير ، نتيجة تفرده وفعاليته، وقد عكس ذلك النتائج الإيجابيّة التي حققها مع مختلف الأندية التي أشرف عليها. لكن الأهم من ذلك أن فلسفته كانت عكس التيار. خلال الثمانينيّات والتسعينيات، شهد «الكالشيو» ثورة تكتيكيّة. تم استبدال خطة مراقبة رجل إلى رجل، إلى بناء منظومة دفاعيّة واعتماد دفاع المنطقة، ويرجع الفضل في ذلك بشكل أساسي إلى عمل أريغو ساكي خلال فترته الشهيرة في ميلان. ولكن، مثلما كان تحديث كرة القدم الإيطالية، عمد غاسبيريني على نحو شبه وحيد إلى إعادة تعميم مفهوم «المراقبة رجل إلى رجل». لم تكن هذه عودة إلى التقليدية من جانب غاسبريني، وهو أمر أكدته بشكل قاطع حقيقة أنّ أساليبه، على مدى عقد واحد، لا تتسم بالفعالية فحسب، بل يمكن القول إنها تعمل بشكل أفضل من أي وقت مضى. يشغل غاسبريني الآن منصب مدرب أتالانتا، وقد تعافى من فترات قصيرة وغير موفقة مع إنتر ميلان وباليرمو. يعتمد في أسلوبه على ثلاثة مدافعين امام حارس المرمى. يتم توفير الحماية لهم من قبل لاعبي خط الوسط المركزيين، الذين يحيط بهم الجناحان النشيطان. في الخطوط الأمامية، هناك تنوع أكبر. أحياناً يختار اللعب بمهاجم تقليدي، وأحياناً أخرى يختار اللعب بتسعة زائفة (مهاجم وهمي). دعم هذا اللاعب سيكون بواحدٍ على الأقل في المقدمة، والذي غالباً ما ينضم إليه مشغل ديناميكي آخر يتأرجح بين خط الوسط المركزي والهجوم. على وجه التقريب، هو أسلوب (3-4-3)، وقد اعترف غاسبريني نفسه بهذا الوصف على أنه صحيح بشكل عام. يعتمد مع أتلانتا على أسلوب الضغط العالي. في موسمه الماضي (2017-2018) أشارت الإحصاءات إلى أنّ أتلانتا حاز على أعلى عدد من الكرات المسترجعة في الدوري (2527)، وثاني أعلى معدل من الاعتراضات في المباراة (19.1). يصرّ غاسبريني على الضغط العالي لتموين الثنائي بابو غوميز وإليتيتش بالكرات حيث أتمّت شراكتهما على 18 تمريرة حاسمة، مما يشير إلى اعتماد غاسبريني في الهجوم على الأجنحة لخلق أكبر فرص ممكنة للتسجيل. يعرف غاسبريني كيف يُخرج أفضل ما في الشباب، إذ اعتمد في تشكيلته خلال فترته في بيرغامو على العديد من اللاعبين صغار السن. منهم أندريا كونتي وفرانك كيسيه اللذان انتقلا إلى ميلان بداية موسم 2017-2018. هذا بالإضافة إلى كالدارا الذي ذهب إلى يوفنتوس وبعدها ميلان، سبينازولا المنتقل إلى يوفنتوس وكريستانتي إلى روما. وفي كل عام يقوم أتلانتا ببيع اللاعبين الشباب المتألقين ليعاود غاسبريني البناء من جديد. لاعب واحد يبدو غير قابل للتعويض وهو بابو غوميز إذ يمثل عنصر الخبرة في تشكيلته إضافةً إلى مرونته التكتيكية. يبدو المدرب الإيطالي مصمماً على توفير مجموعة جديدة من المواهب للكالشيو كل فترة، مع أسلوب كرة قدم جذاب. بعد أربعة وعشرين عاماً من مسيرته التدريبية، قد يكون أسلوب غاسبريني هو الحل لإعادة النهوض بالكرة الإيطالية. ومن يدري، ربما يحقق حلمه بتدريب المنتخب يوماً ما.

0 تعليق

التعليقات