شهدت الجولة السّابعة من الدّوري الإسباني لكرة القدم، تعثّراً لكلّ من كبيري إسبانيا برشلونة وريال مدريد، في جولة لم يستفد منها أيّ من المرشّحين الثّلاثة على اللّقب منها. تعادلٌ لقطبي العاصمة ريال وأتليتيكو، رفع رصيد كلّ منهما إلى 14 نقطة، ليحتلّ برشلونة الصّدارة بفارق الأهداف عن الميرينغي.لا يزال مدرب البلاوغرانا إيرنيستو فالفيردي يمارس هوايته المفضّلة بمفاجأة جماهير برشلونة. جولةٌ أخرى يغيّر بها المدرّب أوراقه بطريقة غير مفهومة ومن دون تبرير. فوضى عارمة في مخطّطات الإسباني طاولت نجم النادي الأرجنتيني ليونيل ميسي. الأخير جلس على دكّة البدلاء، يحلّل ألغاز فالفيردي.
سقط برشلونة مجدّداً، بأخطاء فالفيردي. تعادلان وخسارة في آخر ثلاث مباريات، أدخلت أزمة الثّقة إلى رؤوس اللّاعبين. أربعة انتصارات في بداية الموسم، لم تجعل من برشلونة المرشّح الأبرز لتحقيق اللّقب، إذ إنّه ظهر جليّاً الخلل الواضح بين خطوط الفريق، على رغم النّتائج الكبيرة الّتي ضرب بها منافسيه في الجولات الأولى. تراجعٌ كبير لكبار اللّاعبين، أمثال لويس سواريز وإيفان راكيتيتش وجيرارد بيكيه، مع اختيارات خاطئة لفالفيردي، تنذر بموسمٍ سيّء لبرشلونة، إن لم يتدارك المدرّب الأمور سريعاً. لاعبون أمثال البرازيلي مالكوم والتشيلياني آرتورو فيدال، شكّلوا على الورق إضافة قويّة للفريق قبل بداية الموسم، إلّا أنّ فالفيردي، فضّل قصاصاته القديمة. دقائق قليلة للوافدين الجدد، مع الإصرار على لاعبين منتهي الصّلاحيّة، أفقدت برشلونة الكثير إلى الآن.
بنتائج مخيّبة، يسافر برشلونة إلى لندن كي يواجه توتنهام هوتسبير الأربعاء على ملعب ويمبلي، في مباراة صعبة لدفاعات برشلونة أمام هجوم السّبيرز في دوري أبطال أوروبا. وقد انتقد ليو ميسي أداء الدّفاع عقب نهاية المباراة الأخيرة، مشدّداً على ضرورة تدارك الأمور بسرعة قبل فوات الأوان.
في مباراةٍ أخرى، رفض وصيف دوري الموسم الماضي، وبطل أوروبا ريال مدريد، هديّة أتليتيك بيلباو الّذي سلب نقطتين من غريمه الكاتالوني، بعد أن تعادل مع أتليتيكو مدريد من دون أهداف على ملعب السّانتياغو بيرنابيو، في قمّة مباريات الجولة السّابعة من الدّوري الإسباني. تعادلٌ جعل الرّوخيبلانكوس ثاني فريق لم يهزم في ستّ مباريات متتالية في الدّوري الإسباني على ملعب السّانتياغو بيرنابيو، بعد فالنسيا في السّنوات بين 1942 و 1948. مباراةٌ شهدت النّدّيّة بين الفريقين في معظم فتراتها، انتهت سلبية نتيجة وأداءً. سلبيّة فاقت الـ90 دقيقة، إلّا أنّها قد تستمر موسماً كاملاً للرّيال، الّذي لم يسجّل هدفاً منذ 229 دقيقة، وفي مباراتين متتاليتين للمرّة الأولى منذ 2011. عقم هجومي، يكشف في شكل واضح افتقاد النّادي الملكي نجمه الأوّل كريستيانو رونالدو، الّذي رحل إلى يوفنتوس في الصّيف. تعثّران متتاليان للوبيتيغي، وضعت المدرّب الإسباني تحت «مقصلة» الصّحافة. وعلى رغم صعوبة المواجهة الأخيرة مع الأتليتي، إلّا أنّ المدرّب الإسباني لم يجد التّوليفة المناسبة بعد، الّتي تعيد النّادي الملكي إلى الطّريق الصّحيح. سوق انتقالات شحيح، وقف عقبةً أمام المدرّب الجديد، الّذي وجد نفسه مطالباً بسدّ الفراغ الكبير الّذي تركه رونالدو، باللّاعبين المتوافرين، ما أجبر المدرّب على ترفيع اللّاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور إلى الفريق الأوّل، ليصبح أصغر لاعب برازيلي يلعب في اللّيغا في تاريخ ريال مدريد. كما أنّه وجد بداني سيبايوس خير إضافة للفريق، في ظل النقص الواضح بالأسماء. ولكن كل هذا لم ينجح حتى الآن.
مشاكل كبيرة في شخصيّة الفريق، ظهرت في مباراة إشبيلية، بعد أن مني الرّيال بخسارة قاسية بـ3-0. اعتماد اللّاعبين على المهارات الفرديّة، خصوصاً إيسكو، يلخّص معاناة الفريق في ظلّ عدم وجود نجم كبير قادر على إحداث الفارق وحسم المباريات، مع عدم ثبات أداء بنزيما وإصابات غاريث بايل المتكرّرة. نتائج متخبّطة لقطبي إسبانيا، واقتراب أتليتيكو مدريد منهما، ينذر بموسم شيّق للدّوري الإسباني، الّذي لن يعرف بطله إلّا في الجولات الأخيرة منه. ولكنه بالتأكيد لن يكون مريحاً لجماهير الريال وبرشلونة.