يجمع الرقم 5 بين أتلتيكو مدريد وموناكو. لعلها مصادفة. مصادفة معبّرة. الفريقان يدخلان مباراتهما اليوم في انطلاق مسابقة دوري أبطال أوروبا برصيد 5 نقاط لكل منهما في بطولتَي إسبانيا وفرنسا على التوالي. رصيد يعكس الحال المشابهة لـ «روخيبلانكوس» وموناكو حيث إن الأول حصده بعد 4 جولات في «الليغا» والثاني بعد 5 جولات في «الليغ 1». الأول يقبع في المركز الثامن في الترتيب والثاني في المركز الـ 15. الأمور تبدو متشابهة إذاً بين الفريقين. هذا في النتائج. لكنها تختلف بالنظر إلى ظروف كل منهما في الموسم الجديد.كلمة «مفاجأة» تحضر طبعاً لدى الحديث عن أتلتيكو. الكل كان ينتظر انطلاقة مختلفة تماماً لفريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني. أتلتيكو حقّق المهم في الصيف عندما تمكّن من الحفاظ على أبرز عناصره في تشكيلته وفي مقدّمهم طبعاً الفرنسي أنطوان غريزمان الذي رُبط كثيراً بالانتقال إلى برشلونة. بقي «غريزو» أحد نجوم مونديال روسيا وانفرجت أسارير المدريديين نظراً لقيمة هذا اللاعب وتأثيره في الفريق. كذلك احتفظ الفريق بخدمات حارسه المتألق السلوفيني يان أوبلاك الذي يلعب دوراً مهماً في التشكيلة. لا بل أكثر، فإن «الروخيبلانكوس» عزّز صفوفه بمواطن غريزمان توماس ليمار. الأخير جاء من موناكو بالذات. كذلك جاء البرتغالي جيلسون مارتينيز من سبورتنغ لشبونة. الأخير موهوب وإضافة للفريق، فضلاً عن تعزيز الهجوم بالكرواتي نيكولا كالينيتش. 3 تعاقدات مهمة لأتلتيكو. كل هذا يضاف إلى الانسجام الكبير الذي أصبح يطبع تشكيلة الفريق وهذا مردّه للنقطة السابقة وهي عدم تبدّل الأسماء بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة، ويضاف إلى ذلك روحية الفوز التي زرعها سيميوني في شخصية الفريق والتي تُعد من أبرز نقاط قوّته. الآمال ازدادت لدى الجماهير لموسم جديد أكثر قوّة.
لكن النتائج الأولى جاءت صادمة. خسر فريق سيميوني مباراتين وتعادل في اثنتين. هو الآن يبتعد بفارق 7 نقاط عن برشلونة. فارق كبير طبعاً بعد 4 مباريات فقط. صحيفة «ماركا» أوضحت، أول من أمس، أن هذه المحصّلة هي الأسوأ لأتلتيكو منذ 2009. لم تحصل سابقاً في حقبة سيميوني. لكن كل هذا لا يعني شيئاً. الموسم لا يزال في بدايته، وتحديداً مع فريق مثل أتلتيكو ومدرب مثل سيميوني يستطيع استنهاض همّة لاعبيه، إذ لطالما كان «الروخيبلانكوس» ينتفض بعد فترة ركود ويحقق المفاجآت. كل شيء يملكه الفريق ليكرّر ذلك.
الأمور تبدو مختلفة تماماً في موناكو. على عكس أتلتيكو، فإن فريق الإمارة الفرنسية وجد نفسه يفقد أبرز نجومه في العامين الأخيرين بعد أن أوصلوه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. كيليان مبابي لم يعد هنا، ولا تيموي باكايوكو ولا بنجامان مندي ولا البرتغالي برناردو سيلفا وقبلهم أنطوني مارسيال والكولومبي خاميس رودريغيز. ثم غادر في هذا الصيف كل من توماس ليمار والبرتغالي جواو موتينيو والسنغالي كيتا بالدي. أمام هذا المشهد، يصبح مفهوماً أن يحصل خلل في توازن الفريق وتتراجع النتائج والأداء. صحيح أن موناكو كان نشطاً في الانتقالات الصيفية الأخيرة لكن الوافدين لا يشبهون المغادرين. من بين تعاقداته الكثيرة يمكن انتقاء فقط البلجيكي ناصر الشاذلي والروسي ألكسندر غولوفين اللذين برزا في مونديال روسيا. من هنا، فإن المهمة تبدو ملقاة على عاتق المدرب الكفؤ البرتغالي ليوناردو جارديم لإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح، لكنها مهمة غير سهلة مع التغييرات الكثيرة والحاجة إلى خلق انسجام في المجموعة.
أمام هذا المشهد الضبابي لأتلتيكو وموناكو تأتي مباراتهما اليوم. الفريقان يأملان أن ينقشع السحاب ويسطع الضوء بفوز أول في «التشامبيونز ليغ» سيشكّل انطلاقة متجدّدة لأحدهما ويحمل أهمية في المجموعة الأولى التي تضم فريقاً قوياً هو بوروسيا دورتموند الألماني. في الملعب، سيواجه ليمار فريقه السابق موناكو، أما الأنظار فستكون أكثر على فالكاو الذي عاش فترة مميزة مع أتلتيكو. العاطفة غلبت «النمر» الكولومبي. لم ينسَ أيامه مع «الروخيبلانكوس»، قبل المباراة، قالها صريحة: «أتلتيكو لا يزال في قلبي».