لم يكن المدرب الإسباني أوناي إيمري من بحثت عنه جماهير نادي آرسنال الإنكليزي، ليخلف المدرب التاريخي للـ«غانرز» الفرنسي آرسين فينغر. جماهير النادي لم تحضُر لاستقبال المدرب الإسباني حين تمّ تقديمه في ملعب الإمارات، ربما هي إشارة إلى عدم رضاها عن التعاقد معه، كونها لا تجد فيه الـ«منقذ» لنفض غبار خيبات المواسم الماضية. إدارة آرسنال من جهتها راهنت على تاريخ إيمري الأوروبي مع نادي إشبيلية الإسباني، وسيطرته مع باريس سان جيرمان الفرنسي على الألقاب المحليّة في الـ«ليغ1»، ولكن حسابات آرسنال أقلّه حتى الآن، لم تنجح. خسر النادي اللندني أوّل مباراتين له في الدوري الإنكليزي الممتاز، الأولى بهدفين نظيفين أمام مانشستر سيتي، والثانية أمام تشيلسي في ديربي العاصمة لندن، بثلاثة أهداف لاثنين. 6 أهداف في مباراتين. خسارتان كبيرتان سيكون لهما تداعيات كبيرة على النادي وبالأخص على المدرب، المطالب بتقديم نتائج إجابية. في مباراة تشيلسي ظهر آرسنال بصورة التائه خاصة على مستوى خطي الدفاع والوسط. اعتمد ايمري على خطة لعب (4ـ2ـ3ـ1)، وتمثّلت أبرز نقاط الضعف لدى الـ«غانرز» بصانع الألعاب الألماني مسعود أوزيل الذي عجز عن ربط خطي الوسط والهجوم وإيصال الكرات الحاسمة إلى المهاجمين خاصة في الشوط الثاني، وهو ما يطرح علامات استفهام حقيقية حول التراجع الكبير بمستواه منذ فترة كأس العالم الأخيرة في روسيا. العقم التكتيكي لدى أوناي إيمري ظهر أيضاً بإشراكه السويسري غرانيت تشاكا إلى جانب الفرنسي ماتيو غندوزي في خط الوسط فظهر بشكل واضح عدم الانسجام بين اللاعبين، ما أجبر إيمري على إشراك الأوروغواياني لوكاس توريرا بدلاً من تشاكا في الشوط الثاني ليتحسّن الأداء نسبيّاً. وكما في الوسط كذلك على مستوى خط الدفاع لم يقدم الألماني شكوردن موستافي المستوى المطلوب، كما لم يظهر اليوناني سوكراتيس باباستاثابولوس بصورة القادر على صنع الفارق دفاعيّاً وسد الثغرات. أمّا الظهير هكتور بيليرين فكان متقدمّاً في معظم الفترات، ما خلق مساحات لمهاجمي نادي تشيلسي. ومن جهته المهاجم الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ واصل مسلسل اهدار الفرص، وعجز عن تحويل كرات سلهة إلى أهداف. خسارة قاسية بدأت تطرح علامات استفهام حول وضع أوناي إيمري مع نادي العاصمة لندن، ومستقبله في ظل هذه النتائج «الكارثية». حتى ولو أن الخسارتين جاءتا على يد كل من السيتي وتشيلسي القويين، إلّا أن العنوان العريض يبقى سوء الأداء، وعدم حصد أي نقطة من أصل ستة نقاط ممكنة. إدارة آرسنال ترزح تحت ضغط الجمهور الكبير، الذي يطالب بالألقاب بعد صيام السنوات، والأكيد أنها لن تصبر على المدرب الإسباني كثيراً، وحقبة البقاء على رأس الجهاز الفني لسنوات من دون ألقاب ولّت إلى غير رجعة، دون أن ننسى أن المدرب الفرنسي أرسين فينغر لم يكن متطلباً، وكان يأتي بالأموال لخزائن النادي من خلال موهبته باكتشاف المواهب ومن ثم بيعها بأسعار مضاعفة، وهي الموهبة التي لا يملكها أوناي ايمري، الذي لديه الكثير من العمل لينجزه إذا ما أراد تجنب «مقصلة» الإقالة.
بصمة المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري تبدو واضحة على لاعبي تشيلسي

ضعف آرسنال، يقابله تماسك في نادي تشيلسي. بصمة المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري تبدو واضحة على الـ«بلوز»، بعد تحقيق انتصارين متتاليين، الأول بثلاثة أهداف نظيفة على حساب هيديرسفيلد تاون، والثاني بثلاثة أهداف على آرسنال، وفي كلا المباراتين بدت فلسفة ساري واضحة على لاعبيه. كثيرون راهنوا على عدم نجاح ساري في الدوري الإنكليزي، ولكن المدرب الإيطالي أثبت عبقريته حتى الآن. يلعب ماوريسيو ساري بخطة (4ـ3ـ3) مع ثبات في التشكيلة في جميع الخطوط، وهو ما يخلق توازناً وانسجاماً بين اللاعبين. النقطة الأبرز في لقاء آرسنال تسجيل الإسباني ألفارو موراتا لهدف فريقه الثاني، وما من شأنه أن يعطيه معنويات كبيرة، خاصة بعد تراجع مستواه الموسم الماضي. وعلى المستوى التكتيكي أبدى ساري ذكاءً كبيراً بالإبقاء على البلجيكي إيدن هازارد على مقاعد البدلاء في الشوط الأوّل، لإشراكه في الشوط الثاني، وهو الأمر الذي أعطى إضافة كبيرة لتشيلسي نتيجة جهوزية النجم البلجيكي وتراجع لاعبي آرسنال بدنياً، فتمكن هازارد من صنع الهدف الثالث لماركوس ألونزو بعد أن خلق مشاكل كبيرة لدفاعات الـ«غانرز». وبعد صنعه للهدف الثالث بات البلجيكي ايدن هازارد رابع أفضل لاعب في تاريخ نادي تشيلسي صناعة للأهداف بـ41 هدفاً، بعد نجم البلوز التاريخي فرانك لابارد (90 هدفاً) والإيفواري ديديه دروغبا (55 هدفاً)، ولاعب تشيلسي السابق ومساعد المدرب الحالي جان فرانكو زولا (42 هدفاً). وبدا واضحاً انسجام اللاعبين مع المدرب الإيطالي، خاصة بعد تصريح هازارد لوسائل الإعلام البريطانية أن ماوريسيو ساري يلعب بطريقة الاحتفاظ بالكرة وهي طريقة ملائمة للاعبي تشيلسي، كما أنه «مدرب رائع كأنطونيو كونتي». ومن النقاط التي تؤخذ على ماوريسيو ساري، تغيير مركز الفرنسي المميّز نغولو كانتيه، الذي يلعب متقدماً عن مركز الارتكاز حين الانطلاق بالهجمات، وهو ما يتطلب منه مجهوداً مضاعفاً.
بداية قويّة للمدرب الإيطالي مع تشيلسي تتأمّل فيها جماهير البلوز خيراً، في ظل صعوبة المنافسة في الدوري الإنكليزي مع وجود الإسباني بيب غوارديولا على رأس الجهاز الفني لنادي مانشستر سيتي القوي، والألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول الطموح هذا الموسم. تشيلسي بخير مع ساري، ومدرب نابولي السابق الذي أحرج يوفنتوس في الـ«سيري أيه» قادر على إحراج كبار إنكلترا، بفلسفته الكرويّة الصلبة.